من جديد..أعاد المستشار أحمد رفعت إلى الأذهان الحديث عن «اللهو الخفى» و«الطرف الثالث » ، فى منطوق حكمه فى قضية اتهام الرئيس السابق حسنى مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلى، وكبار معاونيه بقتل المتظاهرين، عندما أكد أنه لم يستدل على الجناة الحقيقيين فى الواقعة المذكورة! وعلى الرغم من تقاعس الجهات المعنية في تحديد الجناة فى موقعة الجمل ومذبحة ماسبيرو وشارع محمد محمود حتى الآن ،وتأسيسا على شهادة نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان فى القضية برصد جهازالمخابرات العامة اتصالات بين جهات خارجية وتيارات معارضة ، فإن الاتهام جرى فى اتجاه جماعة الإخوان المسلمين،باعتبارهم جماعة دموية –من جهة- وإصرارهم العنيد على استئثارهم بمكتسبات الثورة وحدهم وإقصاء جميع التيارات الأخرى ،فضلا عن أنهم ينسبون الثورة إلى أنفسهم رغم أنهم آخر من نزلوا إلى الميادين ليس للمشاركة فى فعالياتها ولكن لجنى ثمارها! كما لا يغيب عن الذاكرة تسجيل صوتى منسوب إلى اللواء حسن الروينى،فيه اتهام لشباب الإخوان بإلقاء زجاجات المولوتوف من فوق أسطح العمارات المتاخمة لميدان التحرير أثناء موقعة الجمل! منسق «ائتلاف الأغلبية الصامتة» عمرو عبد المنعم ،من الشخصيات التى تصم الجماعة بالتورط فى موقعة الجمل ومذبحة ماسبيرو وشارع محمد محمود،لرغبتهم فى إشعال الميادين وإشعال جذوة الغضب فى صدور المصريين ضد الدولة حتى يقفزوا على صدارة المشهد.. الكاتب الصحفى والقيادى بحزب التجمع نبيل زكى لا يجد حرجا فى وصف الجماعة ب«اللهو الخفى» أو «الطرف الثالث» ومن ثم التورط فى الوقائع سالفة الذكر،حتى يمهدوا لأنفسهم الطريق للقفز على حكم مصر . لافتا إلى أن حشد الجماعة المصريين إلى النزول إلى الميادين بعد الحكم فى القضية يوم السبت الماضى يؤكد ضلوعهم فى وقائع كثيرة ،ويجعلهم موضع اتهام ! «إنهم ما زالوا يلجأون إلى شيطنة الثورة بحثا عن مغانم خاصة حتى لو تعارضت مع مصلحة الوطن»..هكذا يصف الضابط السابق فى جهاز أمن الدولة «المنحل» حسين حمودة الجماعة المتكالبة على حكم مصر بشتى الصور، ويتفق معه فى الرأى المفكر جمال أسعد الذى يرى أن دعوة الجماعة إلى سيادة الفوضى لتحقيق مصالحهم يجعلهم دائما فى «قفص الاتهام»! ولا يستبعد الباحث فى الإسلام السياسى الدكتور عمار على حسن تورط الجماعة فى هذه الوقائع ،لافتا إلى أن جميعها نفذت بدقة وإتقان وإخراجها كان محكما، ما يعنى أن عقلا مدبرا مدربا على أعلى مستوى يقف خلفها. غير أن «عمار على حسن» يدفع بأصابع الاتهام أيضا صوب المجلس العسكرى ،منوها إلى أن الطرف الثالث لن يخرج عن الجماعة أو المجلس! الدكتور يسرى الغرباوى -الخبير فى ملف الإسلام السياسى- لا يجد حرجا فى وصف الجماعة ب»الطرف الثالث» أو « اللهو الخفى»،مؤسسا إمكانية تورطهم فى الوقائع المذكورة على أنهم أكثر فصيل استفاد من الثورة رغم عدم مشاركتهم فيها من البداية ،وامتلاكهم ميليشيات منظمة ومدربة على تنفيذ أحداث دموية. ويرى الدكتور على بكر -الخبير فى الإسلام السياسى- أن اتهام الجماعة بتنفيذ موقعة الجمل وغيرها من الوقائع التى تسببت فى إزهاق أرواح مئات المصريين ،استنتاج قد لا يكون صحيحا مائة بالمائة ،ولكن مرده إلى امتلاك الجماعة الأدوات القادرة على ذلك فضلا عن الثأر القديم بينها وبين النظام السابق وطمعها فى حكم مصر حتى ولو لم تكن جديرة بذلك! غير أن بكر لا يفوته الإشارة إلى تورط حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى فى تنفيذ هذه المجازر ،وهذا لا يكون إلا بالتنسيق مع الإخوان على حد قوله. الدكتور خالد يوسف -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- لا يعتبراتهام الإخوان ب»الطرف الثالث» من سبيل المبالغة بسبب استعدادهم لفعل أى شيء فى سبيل تحقيق طموحاتهم السياسية يحركهم فى ذلك منطق براجماتى .