فى خطابه أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكى فى 2011، صرح نتنياهو قائلاً "إننا نسعى لسلام لا يكون فيه الفلسطينيون رعايا أو مواطنين لدولة إسرائيل. يجب أن يحظوا بحياة وطنية ملؤها الكرامة والحرية، كشعب مستقل قادر على البقاء يعيش داخل دولته". وفى يونيو 2010 صرح أبو مازن قائلاً: "لا ينكر أحد تاريخ اليهود فى الشرق الأوسط. فثلث القرآن الكريم يتحدث عن اليهود فى الشرق الأوسط، فى هذه المنطقة. ولا ينكر أحد من جانبنا على الأقل أن اليهود كانوا فى فلسطين، فى الشرق الأوسط". وفى وقت متأخر من ذاك العام، قال أبو مازن "يمكننا أن نضع نهاية للصراع والمطالب التاريخية عندما نبرم اتفاقاً ونوقع عليه، لن يسمح لأحد من كلا الجانبين بالحديث عن مطالب تاريخية". ولكن للأسف، غالباً ما يتم التغاضى عن العديد من تلك التصريحات الإيجابية أو تذهب طى النسيان، وذلك لأنها متفرقة وليست منسقة، بهدف تعظيم أثرها. ثم يتذكر الناس التصريحات الضارة لأحد الجانبين، متناسين تلك الإيجابية. كما أن طرفاً وحده لن يقدم على إعطاء تصريحات سخية خشية التشهير به من قبل المتشددين التابعين لمعسكره، الذين يرون أن تلك الخطوات لن تكون متبادلة. وحتى يكون لتلك الرسائل الفاعلية المطلوبة، لا يجب تجزئتها أو تقديمها عرضاً، وإنما يجب أن تكون متكررة لتحقيق أكبر قدر من التأثير. وتمثل التوجهات العامة أهمية خاصة لصنع السلام الآن بعد أن ذهب زمن الزعماء الكبار الذين فتحوا الطريق إلى السلام. فلم يعد هناك أنور السادات أو إسحاق رابين لحشد الأغلبية المعتدلة من الجمهور فى كلا البلدين. لقد كانت هذه الأغلبيات فى الماضى تسير على خطى زعمائها وتحذو حذوهم؛ لكن التشكك الشعبى والتشاؤم اليوم يحولان دون أن يلعب الزعماء دور القادة. فحدوث تغير فى التوجهات العامة لن يكون بالأمر السهل، لكنه مطلب أساسى من أجل عمل سياسى حاسم. إن التخوف الفلسطينى الرئيسى هو أن تمد إسرائيل حدودها حتى نهر الأردن، وبهذا ستضم إليها فعلياً الضفة الغربية وتطيل الاحتلال إلى مالا نهاية. ويشير الفلسطينيون إلى التوسع المستمر فى المستوطنات كدليل على غياب الصدق من جانب إسرائيل فى إرساء السلام. وهم يخشون ألا تثمر عملية السلام سوى المزيد من العمليات، وألا تؤدى على الإطلاق إلى تحقيق السيادة الفلسطينية. ويكمن التخوف الرئيسى لدى إسرائيل فى أن السلطة الفلسطينية لن تقبل بالشرعية الأخلاقية لإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، يحظى جميع مواطنيها بحقوق متساوية. وهم يشيرون إلى تصريحات أبو مازن بشأن القدس التى أثار فيها تساؤلات حول الروابط اليهودية التاريخية للمدينة. ففى مارس 2010 وفى خطاب له أمام مؤتمر قمة لجامعة الدول العربية، الذى تم بثه من قبل قناة الجزيرة، قال أبو مازن إن "القدس ومحيطها أمانة أوكلها الله إلينا. وإنقاذ القدس من وحش المستوطنات وخطر التهويد ومصادرة الأراضى هى وصية شخصية إسلامية واجبة علينا جميعاً". ويرى الإسرائيليون أن هذه النقطة حيوية، لا سيما فى ضوء التصوير السلبى لإسرائيل فى الإعلام الفلسطينى وممانعة الجماعات المتطرفة مثل "حماس". كما أنهم يخشون من عدم رغبة الفلسطينيين فى إنهاء الصراع. وخلال زيارة الرئيس أوباما ينبغى عليه أن يصر على أن يؤكد كبار المسئولين من كلا الجانبين علانية وبشكل متسق على المبادئ الأساسية للحد من المخاوف الأساسية لمواطنى الطرف الآخر. كما يجب أن يوضح أن الولاياتالمتحدة تصغى وسوف تنتقد الرسائل السلبية. ينبغى توضيح الفائدة التى ستعود على الطرفين من وراء هذا التوجه: فإذا كان أى منهما يرغب فى الحصول على تصريح إيجابى مماثل من الطرف الآخر، فيجب عليه أن يقدم تصريحاً إيجابياً فى المقام الأول. ويجب أن تكون تلك الرسائل الإيجابية غير غامضة ومتبادلة حتى يكتب لها الاستمرارية. وعلى الرغم أنه من السهل أن يشعر المرء باليأس وفقدان الأمل جراء الجمود الحالي، إلا أن جذب اهتمام الجمهور المتشكك من كلا الجانبين أمر يمكن إنجازه، وهو أمر ضرورى لإحراز أى تقدم. نقلاً عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.