أكد اللواء حاتم عثمان عز الدين، مدير أمن الغربية، أن التظاهرات تستنزف قوات الأمن، وتحول بينها وبين مهمتها الأساسية، وهى القبض على البلطجية وحماية المواطنين، مشيرا إلى أن هناك محاولات لإسقاط الداخلية، وهذا لن نسمح به على الإطلاق، وكشف فى حوار ل "فيتو" أن مديرية أمن الغربية تكبدت خسائر فادحة، ووقعت إصابات بين الضباط والأمناء والجنود.. فإلى نص الحوار: - كيف ترى الوضع الأمنى فى الغربية؟ * الغربية من المحافظات المعروفة دائما بالحراك السياسى والعمالى الكبير، وهذا ما يميزها بطابع خاص، حتى فى أسلوب التعامل الأمنى مع المتظاهرين، ومنذ 25 يناير الماضى حتى الآن ونحن نشهد أعمال شغب وتظاهرات متواصلة، خاصة فى مدينتى المحلة وطنطا، وهو ما ينتج عنه أحيانا أحداث عنف، نتيجة اندساس بعض البلطجية وسط المتظاهرين، والذى أشعل الأمور أكثر فى المحافظة، هو استشهاد محمد الجندى، فتفاقمت الأمور وبدأت التظاهرات تشتد، واستخدم بعض المتظاهرين أسلحة نارية فى تظاهراتهم، وهذه الأجواء المتوترة نحاول التعامل معها بأسلوب ضبط النفس، نظرا لصعوبة الموقف الحالى والغضب الشعبى الجارف حاليا.. لكن للأسف التظاهرات تبدأ سلمية، ثم يبدأ ضرب الرصاص، ومحاولات اقتحام أقسام الشرطة، وإلقاء مولوتوف وحجارة، وحرق إطارات السيارات، وضرب الخرطوش على الأمن، وهناك العديد من الإصابات فى صفوف الأمن، فلدينا 17 ضابطا أصيبوا بالخرطوش والرصاص، وهناك 10 أفراد مصابون بإصابات مختلفة، و61 مجندا مصابون بين خرطوش وكسور، وتم ضبط 121 شخصا من المتورطين فى تلك الأعمال، كل هذا وأكثر يتعرض له رجال الأمن، ونحن نتعامل بالغاز وأحيانا بالخرطوش. - هل تم التوصل إلى هوية المتورطين فى تحريك مثيرى الشغب؟ * بالفعل تم ضبط عدد كبير من مثيرى الشعب، ومنهم عناصر تنتمى إلى ال "بلاك بلوك"، وتم ضبط صاحب المصنع الذى يصنع لهم زيهم، كما تم ضبط عدد من النشطاء والممولين لهذه التظاهرات الذين يستخدمون العنف، وبالفعل هناك محاولات جادة وقوية جدا من أفراد الأمن لمنع اقتحام السجون، مع الحفاظ على المواطنين، صحيح تم إصابة عدد من المواطنين، لكن نحن لدينا مصابون، وهم يؤدون عملهم على أكمل وجه، مع الحرص على عدم سقوط قتلى، لأن هذا سيجعل الأمور تتفاقم. - من له مصلحة فى اقتحام أقسام الشرطة ومديريات الأمن؟ * هناك مؤامرة تحاك ضد الشرطة لكسرها، بهدف أحداث انهيار أمنى فى البلاد، وكلما استطاعت الشرطة تحقيق تقدم فى المستوى الأمنى نجد أحداث عنف وشغب جديدة، ومحاولات اقتحام أقسام الشرطة والسجون، وعلى الجميع أن يعلم أن دور الشرطة ملاحقة العناصر الإجرامية أمنيا، ولدينا العديد من القضايا المهمة، لكن انشغالنا بمواجهة التظاهرات، ومحاولات اقتحام السجون، لا يجعلنا نعمل بشكل كامل على هذه القضايا، وملاحقة العناصر الإجرامية، والشرطة تقف باستبسال فى مواجهة محاولات اقتحام السجون والأقسام والمحافظة وغيرها من الأماكن الحساسة المهمة. - ما هى أبرز البؤر الإجرامية فى المحافظة التى تم السيطرة عليها فى الفترة الماضية؟ * هناك تشكيلات عصابية كبيرة تم إلقاء القبض على عناصرها، من عصابات تخصصت فى الخطف، وفى تجارة السلاح والمخدرات، كما تم القبض على عدد كبير من الهاربين من السجون والهاربين من تنفيذ الأحكام. - هل سيتم تقسيم مديرية أمن الغربية إلى قطاعات أمنية؟ * هناك محاولات ودراسات جادة ليتم تقسيم الدوائر إلى مربعات، ويمر فيها الأمناء وبعض أفراد الشرطة مجهزين لاسلكيا، كما سيتم وضع كشك وجهاز كمبيوتر به كل بيانات المربع المتواجد به، ويتم التواصل مع القوة وشرطة النجدة، إذا كان هناك عدد كبير من العناصر الإجرامية، وسيتم تطبيق هذا النظام قريبا فى الغربية، وخلال الشهرين الماضيين تم استحداث فرقتين؛ فرقة كفر الزيات وزفتى وقطاع المحلة، وهذا إنجاز وإضافة إلى الهيكل الأمنى بالمحافظة، وأتاح التواجد الأمنى بشكل أكبر فى المحافظة. - هل هناك تمرد من أفراد وأمناء الشرطة بالمديرية؟ * ليس لدينا تمرد بالنسبة للأفراد وأمناء الشرطة، وحتى عندما حدث فى بعض المحافظات لم يحدث لدينا التمرد، ونحاول العمل على حل أزماتهم، ونتواصل بشكل مستمر معهم، ونحن كقادة نتواجد فى وسطهم، ولا نهرب ونضعهم فى المقدمة، وهم يحاولون بذل الجهد، من أجل تحقيق الأمن، وهم عصب وزارة الداخلية. - هل هناك عجز فى تسليح الأفراد، وما هى الخطوات التى تتخذونها لسد هذا العجز؟ * صحيح هناك عجز فى عدد الأسلحة، خصوصا منذ اقتحام أقسام الشرطة، وسرقة السلاح منها، ووزارة الداخلية تحاول استكمال هذا العجز، وتوفير أسلحة للأفراد، وسط انتشار كبير للسلاح فى أيدى المدنيين، ونواجه عصابات تحمل إلى وجرينوف ومتعدد ونصف بوصة، وعلينا تسليح أفرادنا وقواتنا، وليس كما يروج الإعلام أحيانا أن هذا السلاح ضد المتظاهرين، لكنه لمواجهة الشغب والعصابات المسلحة. - لماذا تكثر عمليات الخطف على الطرق المؤدية للغربية؟ * أعتقد أنها قلت بشكل كبير، حوادث السطو والخطف على الطرق بسبب الانتشار الأمنى الكبير على الطرق، وكما ذكرت فقط نحتاج إلى هدوء سياسى، وأن تخف حدة وعدد التظاهرات، وأن يلعبوا السياسية بعيدا عن الأمن، كى نركز فى القضاء على العناصر الإجرامية. - ما الذى تحتاجه الداخلية لاستعادة عافيتها؟ * الداخلية تحتاج لاستقرار سياسى، ولا نريد كلمة عافيتها، فنحن على مدار عامين بعد الثورة نحاول الوصول إلى مستوى أمنى جيد، وبالفعل هناك جهود كبيرة تبذل، لكن نعود لمشكلة التظاهرات والعنف واستنزاف وقتنا ومجهودنا فى فض التظاهرات وقطع الطرق والدفاع عن المنشآت الحيوية، نحن نريد القضاء على الاحتقان السياسى، وإبعاد الداخلية عن تصفية حساباتم معنا، لأن هناك تصفية حسابات سياسية بين الأطراف على حساب الداخلية، وهذا خطر كبير على الوطن، ولن يخدم مصلحة أحد. - هل تعتقد أن الداخلية مستهدفة؟ * بالتأكيد هناك أطراف داخلية وخارجية تريد هدم الشرطة لإسقاط الدولة، ولو سقطت مصر ستسقط باقى الأنظمة العربية، ونحن نستشعر المسئولية، ونحاول السيطرة على الأمور، وهناك دور كبير للأجهزة الأمنية للتعامل مع مثل هذه الأحداث، ولا بد أن نتنبه لهذا جيدا، لأن سقوط الجهاز الأمنى سيعجل بسقوط الوطن، وعلى المواطنين مساعدة الأمن. - البعض يردد أن الشرطة استبدلت خدمتها لحماية مبارك بخدمتها لحماية الدكتور مرسى.. كيف ذلك؟ * نحن لا نرتبط بالرئيس أو أى شخص، نحن نخدم الوطن، والشرطة تحاول بذل الجهود والدماء، من أجل الوطن، وتمت ملاحقة العديد من الهاربين من السجون والقبض على 3400 شخص من الهاربين من السجون، لكن التظاهرات هذه لا تجعلنا نقوم بهذا الدور، وهو ما أرهق الشرطة كلما حاولت استعادة جزء من عافيتنا، ونحن نناشد القوى السياسية أن يتضامنوا معنا، فى محاولة لتهدئة الأجواءأ حتى نتفرغ لحماية الوطن، لأن ما يحدث مهزلة، وتتحول المظاهرات إلى عنف وإحراق، ولا نرى هذا التظاهر السلمى، ونحن سنشجع هذا التظاهر السلمى ونحميه، بدلا من استنزاف قوتنا فى رد الهجوم على أقسام الشرطة. - هل نحتاج إلى قانون للتظاهر وقانون آخر لكيفية تعامل الداخلية مع التظاهرات؟ * نحتاج إلى قانون الحقوق والواجبات، على المتظاهرين أن يلتزموا السلمية فى تظاهراتهم، وأن يكون ذلك بتصريح حتى نحمى هذه التظاهرات من البلطجية، وأن يبتعدوا عن الإحراق والتخريب كأى بلد محترم فى العالم، وضوابط التظاهر موجودة فى العالم بأكمله، وحتى لا تنقلب التظاهرات السلمية إلى عنف وكر وفر نحتاج إلى قانون تظاهر. وكذلك على الداخلية أن تلتزم بالقانون، وهذا ما نحاول الالتزام به، وهو التعامل مع المتظاهرين، وفقا لخطوات مثل المياه والخرطوش وقنابل الغاز، وهو ما نحاول الالتزام به، لكن لا يحدث فى أى تظاهرات فى العالم أن يلقى المتظاهرون المولوتوف واقتحام الأقسام، بل إطلاق الخرطوش والرصاص على الداخلية، ويجب على كل طرف الالتزام بالقانون. - هل تؤيد تطبيق قانون الطوارئ فى الوقت الحالى؟ * فى الظروف التى نعيشها حاليا ليس هناك طوارئ أكثر من ذلك، وأنا معترض على هذا القانون، خاصة إذا تم استخدامه بشكل سياسى من قبل الثورة، وبعد الثورة المفروض يستخدم القانون لفترة معينة لملاحقة العناصر الإجرامية، وأن يكون له ضوابط معروفة، من الذى يعتقل، والإجراءات كيف يكون شكلها، والتعامل بشكل أكثر حزما مع المسجلين خطر.. هذا الكلام غير صحيح، وإذا حدث ذلك لا نستحق أن نكون فى أماكننا، الشرطة قدمت أعدادا كبيرة من الشهداء، كيف يكون فى يدى القضاء على العناصر الإرهابية، وأتقاعس عن حماية الشعب؟.. هذا غير صحيح على الإطلاق، ما يعطلنا هو الاحتقان السياسى، والتدهور السياسى فى البلد. - كثرة تغيير وزراء الداخلية هل أثر بالسلب على أداء الوزارة؟ * لا.. كل وزير يأتى يقوم بالدور المطلوب منه على أكمل وجه، والرئيس أو رئيس الوزراء يرى أنه يحتاج إلى تغيير ودماء جديدة فيغير، وهذا أفضل، وكل من سيأتى سيعمل بجد، فترة اللواء محمد إبراهيم يوسف كانت جيدة بمجهوداته الضخمة، واللواء أحمد جمال الدين أيضا، وكذلك اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الحالى.. كل منهم يعمل من أجل مصلحة الوطن.