عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي سلسلة من اللقاءات على هامش أعمال اليوم الثاني لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري. والتقى السيسي، صباح اليوم السبت، نيكوس انستاسياديس رئيس قبرص، وبول كاجامي رئيس رواندا، وإبراهيم بوبكر كييتا رئيس مالى، هايلاماريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا، وعبد المالك سلال رئيس وزراء الجمهورية الجزائرية، هوفيك ابراهاميان رئيس وزراء أرمينيا،زيجمار جابريال نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والطاقة، بورج برينده وزير خارجية النرويج، وخوسيه مانويل وزير الصناعة والطاقة والسياحة الإسبانى، قاوهو تشنج وزير الصناعة والتجارة الصينى، ميشال سابان وزير المالية الفرنسى. وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الضيوف وجهوا التهنئة الرئيس على التنظيم الرائع للمؤتمر، والنتائج الإيجابية التي تمخضت عنه حتى الآن، وما أتاحه من تعريف بفرص الاستثمار الواعدة في مصر والإجراءات التي قامت بها الحكومة على الصعيد الاقتصادى وتشجيع الاستثمار. وأشاروا إلى أن حجم ومستوى المشاركة الدولية في المؤتمر يعكسان المكانة المتميزة التي تتمتع بها مصر على المستوى الدولى ونجاح قيادتها في إعادتها إلى موقعها الريادى. وأكد الضيوف دعم بلادهم لعملية التنمية الشاملة الجارية في مصر، ومساندتهم للجهود التي تبذلها الدولة من أجل تحقيق التنمية والاستقرار. ورحب الرئيس بضيوف مصر وأعرب عن تقديره لمشاركتهم في المؤتمر، لما تمثله من رسالة مهمة تؤكد حرص المجتمع الدولى على الوقوف بجانب مصر في هذه المرحلة المهمة التي تواصل فيها مسيرتها نحو التنمية وتحقيق طموحات شعبها في غد أفضل، في الوقت الذي تخوض فيه حربًا ضد الإرهاب والأفكار المتطرفة التي تتخفى وراء الدين الإسلامى وهو منها براء. وأكد الرئيس استعداد مصر للتعاون مع كل الدول من أجل العمل على تحقيق السلام والاستقرار ومواجهة التحديات المختلفة. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس القبرصي أعرب خلال لقائه مع الرئيس عن ارتياحه بمدى التقدم الذي تشهده العلاقات المصرية القبرصية في كافة المجالات، لاسيما التعاون في مجال الطاقة. كما أشاد الرئيس القبرصي بالتعاون الثلاثي القائم بين بلاده وكلا من اليونان ومصر، مشيرًا إلى ما لمسه من حرص الحكومة اليونانية الجديدة على دفع وتعزيز هذا التعاون. وجدد الرئيس القبرصي الدعوة للرئيس لزيارة قبرص في أقرب فرصة ممكنة. من جانبه، أعرب الرئيس عن تقديره للمواقف القبرصية الداعمة لمصر وإرادة شعبها، مؤكدًا اهتمام مصر بتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات. وأشار يوسف إلى أن الرئيس الرواندي أعرب خلال لقائه بالرئيس عن تضامن بلاده مع مصر وشعبها، مضيفًا أن المشاركة الدولية الواسعة في أعمال المؤتمر، لاسيما الأفريقية، تبرز مدى حجم الدعم والمساندة الدولية لمصر خلال هذه اللحظة الفارقة من تاريخها، وتبعث برسالة إلى العالم أجمع بأن مصر استعادت مكانتها على صعيد القارة الأفريقية. وأكد الرئيس استمرار توجه مصر نحو المزيد من التعاون والتواصل والتضامن مع أشقائها الأفارقة، لاسيما مع دول حوض النيل. وأشار الرئيس إلى استضافة مصر خلال العام الجارى قمة التكتلات الثلاثة (الكوميسا/ السادك/ تجمع شرق أفريقيا) لإطلاق منطقة تجارة حرة تضم 26 دولة أفريقية، للمساهمة في تلبية آمال وطموحات الشعوب الأفريقية في التنمية والتقدم. ورحب الرئيس خلال لقائه مع رئيس مالى بالتوقيع مؤخرًا على اتفاقية السلام والمصالحة بين الحكومة المالية وعدد من حركات التمرد، مشيدًا بالمرونة التي تحلت بها الحكومة للتوصل إلى الاتفاق، ومؤكدًا حرص مصر على وحدة الأراضى المالية وسلامتها الإقليمية، واستعداد مصر للمساهمة في جهود التنمية وإعادة الإعمار في مالى. وتم خلال اللقاء بحث مخاطر الإرهاب الذي تتعرض له مصر ومالى والعديد من دول القارة الأفريقية، الأمر الذي يتطلب تعزيز التنسيق فيما بينها لمواجهة المنظمات الإرهابية المختلفة، التي تتباين تسمياتها لكن تتفق كلها حول تبعيتها لنفس الإطار الفكرى. وأضاف المُتحدث الرسمي أن رئيس الوزراء الأثيوبي، أعرب خلال لقائه بالرئيس عن ارتياحه لنجاح الوفود التفاوضية لكل من مصر وإثيوبيا والسودان في التوصل مؤخرًا إلى اتفاق في الخرطوم حول دعم التعاون والتنسيق بين دول حوض النيل الشرقي وتعزيز إجراءات بناء الثقة حول مشروع سد النهضة، والذي يتضمن مبادئ حاكمة بين الدول الثلاث وضمانات تحافظ على مصالحها، لاسيما المصالح المائية لدول المصب، وكيفية تحقيق المكاسب المشتركة، مؤكدا أن هذا الاتفاق يمثل أساس التعاون الذي يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة. من جانبه، أكد الرئيس أن تلبية رئيس وزراء إثيوبيا دعوة مصر للمشاركة في المؤتمر تضيف إلى الرصيد الإيجابى لمسار تدعيم العلاقات الثنائية وبناء الثقة بين البلدين، وتعطي رسالة كبيرة للشعبين بمدى التطور الإيجابي الذي شهدته العلاقات بين الدولتين الصديقتين. وأوضح الرئيس أن هذا الاتفاق يبني جسورًا للثقة ويعزز التكامل والاندماج والتواصل بين كل من إثيوبيا والسودان ومصر، مؤكدًا أن ما تم تحقيقه يعد خطوة مهمة على مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد الرئيس أن المبادئ التي تم الاتفاق عليها بين الدول الثلاث تعد سابقة إيجابية تسهم في تعزيز التعاون وآليات التنسيق بشأن استخدامات مياه النيل، مشيرا إلى قرب القيام بالتوقيع على الاتفاق بين الدول الثلاث. ونقل رئيس وزراء الجزائر، خلال لقائه بالرئيس، تحيات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، معربا عن تضامن بلاده الكامل مع مصر في ضوء أهمية دورها المحورى في العالم العربي وما تمثله من قوة للعمل العربى المشترك. من جانبه، تحدث الرئيس عن متانة وتميز العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا اهتمام مصر بمواصلة العمل على تدعيم العلاقات الثنائية سواء السياسية أو الاقتصادية. وقد تم خلال اللقاء بحث أهم التطورات في المنطقتين العربية والأفريقية، وعلى رأسها الوضع في ليبيا ومكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف الديني في المنطقة، حيث تم الاتفاق على مواصلة التنسيق بين البلدين إزاء هذه الملفات. أما رئيس وزراء أرمينيا، فأكد خلال لقائه مع الرئيس حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون مع مصر في كل المجالات، مشيدًا بمواقف مصر التاريخية من الأرمن واستضافتها لهم في بداية القرن الماضى وتمتعهم بكل حقوق المواطنة في مصر. ونقل رئيس الوزراء إلى الرئيس الدعوة الموجهة من الرئيس الأرمينى لزيارة أرمينيا بالإضافة إلى عقد اللجنة المشتركة بين البلدين خلال العام الجاري.