المحبة هى أساس بناء كاتدرائية القديس مرقس بالإسكندرية، فقد أهدى محمد على باشا قطعة أرض للأخوة الأقباط لبناء كنيسة، وكان هذا عام 5381، وفى خلال عامين تم البناء بطابع معمارى إسلامي، فأحد أبوابها مشابه تماماً لباب مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة.. المهندس نادر ونيس - رئيس المركز الثقافى بالكاتدرائية - يؤكد روح المحبة بقوله: المركز الثقافى يقدم أنواع الفنون والإبداع للجميع، وممنوع التحدث فى ثلاثة أشياء: السياسة والدين وكرة القدم، فهذه الأشياء تؤدى إلى انقسام وانشقاق أى مجتمع، وأدعو جموع الفنانين والمبدعين السكندريين ومن المحافظات الأخرى إلى زيارة الكاتدرائية لإبداع فن هادف ومتميز، لأننا جميعاً أبناء مصر وأخوة فى الوطن. وبفخر شديد يضيف المهندس نادر: متحف الصور الفوتوغرافية بالكاتدرائية اهداه 021 شاباً وفتاة مسلمين من أهل الإسكندرية، فقد كانوا يأتون إلى الكاتدرائية ويبدون إعجابهم الشديد بالتراث المعمارى الإسلامى الذى يميز هذا المكان، كانوا يأتون فى الصباح الباكر يوم الجمعة وينصرفون لأداء صلاة الجمعة، وبعد الصلاة يعودون إلينا ليلتقطوا صوراً عديدة، وبعد مرور عدة أيام قام الشباب المسلمون بإهداء الكاتدرائية صورهم الفوتوغرافية التى يتكون منها متحف الصور هنا، وكان يقودهم شاب مسلم هو أيمن جمال، وهذا تجسيد حى لروح المحبة والإخاء والتسامح الأصيلة فى شعب مصر، كما أن عدداً كبيراً من المسلمين يحرصون على زيارة الكاتدرائية، وقد رأيت أحدهم يبكى بحرقة، وسألته: لماذا تبكي؟ فقال: كنت محروماً من دخول هذا المكان الرائع الذى يمثل تاريخاً مهماً يضم فنون العمارة الإسلامية، لذا علينا جميعاً محاربة الجهل والتمسك بروح المحبة. وعن الأشياء النادرة بالكاتدرائية يقول ونيس: يوجد آلة ارغول يعود تاريخها إلى عام 0881 وهى آلة موسيقية ضمن ثلاث آلات مماثلة فى مصر، كما توجد ساعة شمسية نادرة كانت تستخدم لمعرفة الوقت قبل اختراع الساعات التى فى أيدينا، لكن أجمل ما فى الكاتدرائية هو متحف الصور الذى اهداه المسلمون.