سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفرقة 777 وحوش المهام المستحيلة.. أسسها «السادات» لمواجهة موجة الاعتداءات على المشاركين في «كامب ديفيد».. بدأت أولى عملياتها في «قبرص» لتحرير رهائن الطائرة المصرية وتسلم جثمان يوسف السباعى
في وقت مبكر للغاية من وصوله إلى سدة الحكم في مصر انتبه الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى أهمية وجود قوة عسكرية خاصة بمواصفات محددة تستطيع تنفيذ عمليات نوعية خارج الحدود لا تستدعى تحريك القوات مثل تحرير رهائن أو القبض على مطلوبين فارين من العدالة في مصر، ولوقت طويل كانت لدى السادات تطلعات وأفكار لتأسيس أول فرقة مصرية في هذا الشأن غير أن الخطوة تم تأجيلها حتى جاءت اللحظة المناسبة بعد توقيعه على اتفاقية «كامب ديفيد» مع الجانب الإسرائيلى وتهديد بعض الجماعات المتطرفة باغتيال كل من شاركوا في مراسم توقيع الاتفاقية لذلك كان قرار السادات بتشكيل الفرقة 777. كواليس تأسيس الفرقة كما يرويها اللواء أحمد رجائى عطية مؤسس فرقة الصاعقة 777 بالقوات المسلحة تشير إلى أن الوحدة 777 جزء لا يتجزأ من جهاز المخابرات، فالوحدة لا تعمل وحدها لكن تتحرك بناءً على معلومات وتوجيهات من المخابرات العامة أو المخابرات الحربية، وتعد تلك الوحدة حاليا من أقوى الفرق العسكرية على مستوى العالم. وقال عطية: « تم إنشاء الوحدة 777 نتيجة لموقف الدول العربية ضد مصر بعد معاهدة كامب ديفيد عام 1978 في عهد الرئيس الراحل «محمد أنور السادات»، حيث أثارت الاتفاقية ردود فعل معارضة بشدة ومنها عقد الدول العربية مؤتمر قمة واتخذت قرارا بتعليق عضوية مصر في جامعة الدول ونقل مقرها من القاهرة إلى تونس عام 1979، كون المعاهدة لم تشر إلى الانسحاب الإسرائيلى من دولة فلسطين ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطينى في تقرير مصيره». وتلقت أجهزة المخابرات المصرية تقارير كثيرة عن عزم جماعات فلسطينية مثل «جماعة أبو نضال» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» القيام بهجمات على مصر، واستهداف شخصيات عامة وعلى رأسهم من سافر مع الرئيس السادات إلى القدس. وبالفعل بدأت جماعة «أبو النضال» أولى عملياتها الإرهابية باغتيال وزير الثقافة يوسف السباعى أثناء حضوره مؤتمر بحث القضية الفلسطينية في قبرص، لذلك قاموا باحتجاز مجموعة من الرهائن على متن طائرة قبرصية منهم مصريون، لكن مع تأخر عملية تحرير الرهائن أرسل الرئيس المصرى نخبة من قوات الصاعقة المصرية المتخصصة في مكافحة الإرهاب إلى مطار لارنكا بقبرص لتحرير الرهائن وأخذ جثمان السباعى لكن لم تتم المهمة على الوجه الأمثل، لذلك إزاء هذه المخاطر اتخذ الرئيس الراحل السادات في عام 1977 قرارا بإنشاء قوة مصرية للعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب سميت بالوحدة 777 عمليات خاصة. عطية أكد أن مهمة الفرقة الرئيسية تنصب على مكافحة الإرهاب داخليا وخارجيا بمعلومات من قبل المخابرات العامة والحربية سواء بأعمال استباقية أو عمليات تم تنفيذها ضد مصر وتتطلب تدخل الفرقة. وأوضح أنه خلال توليه إدارة الفرقة كانت جميع مهامها أعمالا استباقية مثل أن يكون لدى المخابرات معلومات بمكان مجموعة من الإرهابيين ونقوم بالتعامل معهم قبل شروعهم في العملية المكلفين بتنفيذها، أو تأمين إحدى السفارات أو الشخصيات المهمة حتى لا يتم استهدافهم وتتم هذه المهمات في سرية تامة. ولعل من أشهر العمليات التي نفذتها الوحدة عملية الرحلة 648، حيث أقلعت طائرة مصر للطيران في رحلة روتينية من أثينا إلى مطار القاهرة وبعد الإقلاع بعشر دقائق، قام ثلاثة أشخاص تابعين لمنظمة «أبو نضال» بالسيطرة على الطائرة، وكانوا مسلحين بأسلحة ثقيلة وقنابل يدوية، ونتيجة تبادل إطلاق النار بين أمن الطائرة حصل ثقب في الطائرة مما أدى إلى هبوط الطائرة إلى ما دون مستوى 10000 قدم، أراد الخاطفون أن يتوجهوا بالطائرة إلى ليبيا، لكن كمية الوقود في الطائرة لم تكف فاضطروا إلى الذهاب إلى مالطا للتزود بالوقود، طلب الخاطفون من سلطات الطيران المدنى في مالطا الإذن بالهبوط الاضطرارى في مطار لوكا الدولي، إلا أن السلطات المالطية رفضت رغبة الخاطفين بالهبوط وإعادة التزود بالوقود، وقامت بإطفاء مصابيح مدرج الهبوط، إلا أن الخاطفين أجبروا الطيار المصرى على الهبوط في المطار رغم اعتراض سلطات مالطا. وبدأ التفاوض بين السلطات المالطية والخاطفين حيث قاموا بالإفراج عن 11 راكبًا ومضيفا، وكانت حكومات الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر تضغط على الحكومة المالطية لتسريع إنهاء العملية بنفسها ولكنها لم تستطع، لذلك أرسلت مصر فرقة من الوحدة 777 التابعة للقوات الخاصة المصرية إلى مطار لوكا، قررت القيادة السياسية المصرية الموافقة على اقتحام الطائرة وتحرير الرهائن بعملية عسكرية، على أن تبدأ هذه العملية فجر يوم 25 نوفمبر 1985، وذلك حين تقديم وجبة الإفطار إلى الركاب عبر عربات التموين، إلا إن القوة المصرية قامت بعملية الاقتحام قبل الميعاد المحدد بنحو ساعة ونصف الساعة، وذلك من خلال أبواب الطائرة وأبواب الأمتعة، وعندما أحس الخاطفان بالخطر وأن عملية الاقتحام قد بدأت، قاما بإلقاء قنابلهما وإطلاق النار عشوائيًا في الطائرة على الركاب وعلى القوة المهاجمة، مما أدى إلى مقتل 56 راكبًا من أصل 88 شخصا كانوا على متن الطائرة بالإضافة إلى اثنين من طاقم الطائرة وأحد الخاطفين، بعد الاقتحام بدأت عمليات الإخلاء، وتم إلقاء القبض عله قائد الجماعة الخاطفة.