يعقد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية اجتماعا طارئا في العاصمة التركية أنقرة، وهو الثاني في غضون أقل من شهر، وسط تزايد المؤشرات على قرب انهيار هذا التنظيم بسبب انسلاخ البعض من فروعه في عدد من الدول العربية. ويأتي هذا الاجتماع بعد أربعة أيام من اللقاء الذي جمع في العاصمة القطرية الدوحة بين يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يُعد واجهة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وعبدالفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة التونسية برئاسة راشد الغنوشي الذي يتولى أيضا منصب نائب القرضاوي في رئاسة الاتحاد المذكور. وقالت مصادر متطابقة في تصريحات نُشرت أمس الأربعاء، إن عددا من قيادات هذا التنظيم، منها إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي، ومحمود حسين أمين عام الجماعة، وعبدالله عصام الحداد، رُصد وصولهم إلى أنقرة في وقت سابق للمشاركة في هذا الاجتماع الذي يُفترض أن تكون أعماله قد بدأت ليل الأربعاء-الخميس. وبحسب مصادر سياسية تونسية، فإن اجتماع أنقرة لقادة التنظيم الدولي سيُخصص لمناقشة جملة تلك المُتغيرات، وطبيعة تحركاته المستقبلية، بالإضافة إلى تداعيات الحكم الصادر ضد حركة حماس من محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة، باعتبارها منظمة إرهابية. وقال الشيخ فاضل عاشور الأمين العام لنقابة الكوادر الدينية، ونقيب الأئمة في تونس ل"العرب اللندنية"، إن أهم ما سيبحثه اجتماع أنقرة هو كيفية "ترميم جدران التنظيم التي تصدعت، بعد انكشاف الدور المشبوه لهذا التنظيم الذي يقف وراء الخراب والدم المنتشرين حاليا في عدد من الدول العربية". وأوضح أن قواعد وأركان هذا التنظيم بدأت تتفكك وتتشتت بعد أن تبين بالكاشف أن هذا التنظيم ليس سوى مشروع تجاري استند على الوهم من خلال تقديم قراءة دينية خاطئة شوهت الدين الإسلامي. واعتبر الأمين العام لنقابة الكوادر الدينية أن اللقاء الذي جمع يوم الأحد الماضي بين يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة "خُصص في جزء منه للتحضير لاجتماع أنقرة الذي يعتبر محاولة يائسة". ولا يُعرف ما إذا كان راشد الغنوشي سيشارك أم لا في اجتماع أنقرة، حيث لم يتسن تأكيد مغادرته تونس، فيما أكدت مصادر متطابقة أن مشاركة الإخواني إبراهيم منير الذي يقيم حاليا في لندن، يعني بالضرورة بحث التقرير الذي انتهت السلطات البريطانية من إعداده عن حالة الجماعة وموقفها من الإرهاب، واتخاذ الإجراءات اللازمة تحسبا لأي قيود أو ضغوط مرتقبة. ورجحت مصادر متطابقة أن يشهد اجتماع أنقرة خلافات جديدة على ضوء تزايد الانشقاقات داخل التنظيم الدولي للإخوان، بعد أن طلب إخوان الأردن فك ارتباطهم بهذا التنظيم والانفصال عنه، تماما مثل إخوان المغرب (العدالة والتنمية) وإخوان البحرين على غرار ما فعله إخوان الكويت في تسعينات القرن الماضي.