تعد وحدات حماية الشعب الكردية واحدة من أشد أعداء تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، وقامت في الشهر الماضي بطرد التنظيم من بلدة كوباني بمساعدة دعم جوي من الولاياتالمتحدة والحلفاء وتعزيزات كردية على الأرض. وتعد محافظة الحسكة التي تقع في الركن الشمالي الشرقي من سوريا، ذات أهمية إستراتيجية في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"؛ لأنها تجاور مناطق يسيطر عليها التنظيم في العراق. وقال المسئول الكردي ناصر حاج منصور: إن وحدات حماية الشعب الكردية تقدمت حتى أصبحت على بعد خمسة كيلومترات من بلدة تل حميس التي تبعد نحو 35 كيلومترا جنوب شرقي مدينة القامشلي. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية، قد قررت شن الهجوم بعد أن عزز تنظيم "الدولة الإسلامية" مواقعه في المنطقة بمقاتلين أجانب، ويعد هذا الهجوم أحدث مثال للتنسيق بين التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة والمليشيا الكردية السورية ضد تنظيم (داعش) الذي استولى على مناطق واسعة في سورياوالعراق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان (القريب من المعارضة ومقره لندن)، إن ما لا يقل عن 12 من مقاتلي "الدولة الإسلامية" لاقوا حتفهم في المعارك، وأكد تقدم وحدات حماية الشعب الكردية، وقال منصور إن 20 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا. وأضاف المرصد، أنه في التقدم الثاني في شمال شرق سوريا سيطر المقاتلون الأكراد على قريتين من تنظيم "الدولة الإسلامية" على حدود العراق بمساعدة قصف عنيف من قبل قوات البشمركة الكردية على الجانب الآخر من الحدود. وقال إن القصف أدى إلى سقوط ثمانية قتلى منهم خمسة أطفال، وأضاف مصدر في الجانب العراقي من الحدود في منطقة سنجار، أن قوات البشمركة في العراق قصفت مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" عبر الحدود في سوريا بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية. ويتعرض التنظيم المتشدد لضغوط مكثفة في سوريا منذ إخراجه من كوباني، وحققت قوات الحكومة السورية مكاسب ميدانية أيضا في محافظتي الحسكة ودير الزور في الآونة الأخيرة. ومنذ طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من كوباني، تقوم القوات الكردية مدعومة بجماعات مسلحة سورية أخرى بملاحقة مقاتلي التنظيم حتى معقلهم في محافظة الرقة، وتقع محافظة الحسكة في الشمال الشرقي، وهي واحدة من ثلاث مناطق أقام فيها أكراد سوريا حكومة لهم منذ انزلاق سوريا إلى الحرب عام 2011. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل