لم يتخيل الزعيم النازى الشهير أدولف هتلر يوما في حياته أن تكون نهايته على يد أقرب المقربين منه.. خاض حروبا شرسة ضد أكبر جيوش العالم، وأدخل الرعب في قلوب زعماء أكبر الدول لكن خيانة رفيق عمره وذراعه اليمنى كتبت كلمة النهاية في تاريخ طويل كتبه الرجل بالدم لكنه لم يحتمل رؤية تلميذه وهو يضع يده في يد أعدائه. كان «هتريش هيملر» الذراع اليمنى لقائد الجيش النازى ورفيق رحلة النضال معه في جميع الحروب، التي خاضها الجيش النازى ضد حلفائه. ولد هيملر بالقرب من مدينة ميونيخ وكان أبوه مدير مدرسة، ودرس الزراعة في مدينة ميونيخ، وبعد ذلك التحق بالعمل في مزرعة دجاج لكن لم ينجح بها، والتحق هيملر بالفوج البافارى الحادى عشر، وبعد الحرب العالمية الأولى، انضم لإحدى الكتائب اليمينية المتطرفة والتي كانت تعانى خسارة ألمانيا للحرب من الجيش الأحمر وقرروا الدفاع عن الحدود. انضمام هيملر لسلاح ال « SA» انضم هيملر للحزب النازى والتحق بسلاح وذلك عام 1925 وأسند إليه هتلر قيادة القوات الخاصة المعنية بحمايته الشخصية والتي كانت تضم 280 عضوًا هم صفوة سلاح «SA» الأكبر حجمًا، ومن هنا أصبحت العلاقه وطيدة بين هيملر وهتلر، واعتماده عليه، وطور هيملر القوات الخاصة، حتى أصبحت من أفضل الميليشيات المدربة عسكريًا. نجح هيملر بالتعاون مع «هيرمان جورينج»، الأب الروحى للجيستابو في إقناع هتلر من الخطر الذي يمثله تنامى قوة ال «SA» وقائده « إرنست روم» واحتمال استعمال سلاح «SA» للإطاحة بهتلر ونظامه، وذلك لإيمان « إرنست روم « بأن الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد، ومبادئه الاشتراكية، ما جعل هتلر يقتنع بخطر «روم»، قائد ال «SA» ووافق على تصفيته جسديًا وهذا ما تم على يد هيملر وجورينج، جعل الساحة شاغرة لهيملر، ومن هنا أصبح الرجل الأول بالأجهزة الأمنية. الذراع اليمنى ل«هتلر» أصبح « هيملر» نائبًا لقائد الحرس الأسود، وذلك في عام 1925، وقرر هتلر في عام 1929، إعفاء هايدن، قائد الحرس الأسود من منصبه، وبذلك أصبح» هيملر» قائدًا للحرس الأسود، وقرر « هتلر» أن يصبح الحرس الأسود، ذا قوة خاصة في الجيش الألمانى، وأن يتميز رجال الحرس الأسود بالقوة والصحة الجيدة، وقرر « هيملر» أن يتزوج أعضاء الحرس الأسود بنساء يتشابهن معهم في القوة والصحة الجيدة، رافضًا أن يدخل أي أشخاص غريبة إلى هذا السلاح، مقتصرًا على أعضائه ونسلهم الخاص بهم. وعندما تسلم» هتلر» السلطة في ألمانيا، قرر» هيملر» زيادة عدد أعضاء الحرس الأسود، وكون « هيملر» قوة مخابرات، وذلك للسيطرة على مدينة برلين، وأقام بعد ذلك معسكرات خاصة بالاعتقال، ذات طرق تكنولوجية جديدة في فنون التعذيب وإعدام المعارضين بالحرق أو الصعق. كما أنشأ فرقا جديدة لحراسة المعتقلات، وذلك بعد أن عمل على توسيع معسكر الاعتقال وأطلق عليه اسم « الجمجمة»، وكان رجال حرس المعتقل من أعضاء الحرس الأسود، وكان من ضمن أعمال هذا المعسكر، تصفية زعماء « فرقة العاصفة»، وقام» هيملر» بمساعدة « جوبلز» في إعداد قائمة لتصفية زعماء هذه الفرقة، وعندما حدثت هذه المجزرة، كان يوجد « هيملر» بجانب « هتلر» وكانت قوات الحرس الأسود تنفذ أوامر» هتلر» الذي يشيره عليه « هيملر». وعندما قام قادة الجيش الألمانى بالتآمر على « هتلر» ونشر شائعة جنونه وأنه السبب الرئيسى في هزيمة ألمانيا أمام روسيا، وقام « هيملر» بإحباط هذه المؤامرة عليه، وإعدام هؤلاء القادة، وأفراد الشعب الذين انضموا إليهم، وبعد أن أصبح هتلر يفقد الثقة برجال جيشه، وزيادة ثقته برجال الحرس الأسود، الذي يقوده رفيق نضاله « هيملر» ومن هنا زاده نفوذ «هيملر» في كل ما يتعلق بشئون التجنيد والسلاح والمخابرات، وأصبح الرجل الثانى في ألمانيا بعد «هتلر» والذراع اليمنى له. بعد أن شرب هتلر من كأس الخيانة من قبل بعض القيادات في الجيش الألمانى، وتسبب ذلك في فقدان ثقته برجال جيشه، وأسند كل مقاليد أمور الجيش في أيدى هيملر، وزاد من نفوذه، لم يخطر في باله مطلقًا، أن يشرب من كأس الخيانة مرة ثانية، وعلى يد رفيق نضاله داخل الحزب النازى، والجيش الألمانى، وذراعه اليمنى « هيملر» وذلك عندما تحالف» هاينريش هيملر» مع قوات التحالف ضد « هتلر» وعقد معهم اتفاقية سلام، والانسحاب من العمليات العسكرية، وهذا دون علم « هتلر» ما جعل هذا في وجهة نظر « هتلر» خيانة كبرى له، وعلم « هتلر» بهذه الاتفاقية، وجن جنونه، وقرر القبض على « هيملر» وقال حينها « هتلر»، « لقد خذلتنى وخذلت ألمانيا والعنصر الألمانى، لذلك لن تجد جزاء سوى القتل» وأخرج « هتلر» مسدسه لكى يقتله، إلا أن هيملر قام باستعطافه، ولم يقتله. انتحار « هتلر» بعد أن علم « هتلر» بخيانة « هيملر» له مع الإنجليز، وعقد اتفاقية استسلام في السر، غضب غضبًا شديدًا، وحينها قرر أن كل شيء انتهى، وانفرد بنفسه داخل غرفته وكتب وصيته، بأن يتم حرق جثته حتى لا يمثل بجثته مثلما حدث مع موسولينى، ثم قام بوضع السم لزوجته التي تزوجها قبل انتحاره ب 40 ساعة، والتي فضلت أن تنتحر معه، ثم بعد ذلك أطلق الرصاص على نفسه، وقام بعض رجال الحرس الخاص به، بحرق جثته، إلا أنهم لم يتمكنوا من حرقها بالكامل، بسبب هجوم الجيش الروسى على مقر إقامته.