قال الشاعر الكبير أدونيس في كلمته في ندوة "تجديد الخطاب الديني" المقامة في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن الإسلام واحد لا يتجزأ، فهذه اللغة التي تتبعها الجماعات، أوصلتنا إلى مصطلح التكفير، حيث أصبح النقاش حول الإسلام الصحيح والإسلام غير الصحيح، هو الشغل الشاغل عند الجميع، مشيرًا إلى أن محاربة التطرف الديني تلزم مشروعًا عربيًا متكاملًا، والتي لابد أن تقدمها الأنظمة العربية، والتي هي متناقضة فيما بينها، ولكنها تتدعي أنها تقف على شاطئ واحد وهو المحاربة ضد الإرهاب، ولكن لا مشروع مفهوم. أضاف أدونيس أن مصر وسوريا ولبنان والعراق، هي المناطق التي أسهمت في صنع الحضارات الكبرى، ونحن الآن مسئولون أمام هذه الدول أننا أوصلناها إلى نقطة نهاية الحضارات، قائلًا: "إذا كان الإسلام يعيش بين ضفتين، ضفة ما مضي وضفة ما يأتي، وكأن الآخرين لا وجود لهم، حيث نسميهم كفارًا، أو نغزوهم لندخلهم الإسلام بالقوة، لا أتجرأ أمامكم أن ألفظ أمامكم الصورة التي يلفظها الغرب عن الإسلام، وعلى الرغم من أنهم يسايروننا أحيانا ويقولون إن هذا لا ينتمي إلى الإسلام، ولكنهم يكذبون ويتجملون". وأشار أدونيس إلى أن الحرب العربية العربية لم تتوقف منذ 14 قرنا، منذ بناية الدولة الإسلامية على العنف، ولم يتوقف ما يسمى الإرهاب، وإرهاب اليوم ماهو إلا تنويع جديد لإرهاب الماضي الذي يحفل به تاريخنا، لذا فإن تاريخنا هو دائما تاريخ السلطة، والسلطة العربية لم تفكر أبدا في السلطة الشعبية، وإنما السلطة كسلطة. واستشهد أدونيس في ذلك بطرح تسؤال، قائلًا: "هل قرأت قبل ذلك أي كتاب يتناول طريقة حياة العرب في مكان ما؟ بالطبع لا، وإنما تجد طريقة حياة السلطات الحاكمة وتاريخها في الحكم".