السيطرة الغائبة عن سيناء وأجهزة التشويش أعمت الرادارات المصرية عن رصد طائرات تل أبيب أجمع خبراء عسكريون على أن اختراق الطيران الإسرائيلى للأجواء المصرية، لضرب مصنع «اليرموك» للأسلحة بالخرطوم، الأسبوع الماضى، هو»الاحتمال الأرجح»، ولا يقلل من قوته «النفى المهتز»، من قبل مؤسسة الرئاسة، فور ما نشرته «فيتو» فى عددها الأخير، لا سيما أن الارتباك الذى يعمها يجعلها تخطئ أكثر مما تصيب. وشرح الخبراء، من واقع «خرائط» صورت «الاختراق الإسرائيلى» للأجواء المصرية، وصولا إلى مصنع اليرموك، ومعلومات فنية دقيقة، كيف اخترقت الطائرات الإسرائيلية، الأجواء المصرية-السعودية، انطلاقا من «بئر سبع»، مرورا بالمياه الإقليمية المصرية-السعودية، عبر البحر الأحمر، وصولا إلى الهدف بالعاصمة السودانية. وبحسب المعلومات، التى حصلت عليها «فيتو»، فإن الطائرات الإسرائيلية، أقلعت من جنوب إسرائيل - إيلات - البحر الاحمر، مستخدمة الأجواء المدنية المصرية- ومن ثم إلى هدفها في جنوب السودان، وتحتاج هذه الرحلة نحو خمس ساعات ذهاباً وإياباً، وطائرات للتزويد بالوقود الجوي وطائرات تشويش وطائرات حماية منها: طائرات F15-s، لتبقى على اتصال مع مركز القيادة والسيطرة في إسرائيل، ومن ثم فإن إسرائيل لم يكن أمامها من سبيل سوى خرق الأجواء المصرية - السعودية. ووفقا للمعلومات، والخرائط المرفقة، فإن الطيران الإسرائيلى، لم يكن أمامه «مسار ثان»، واختراقه الأجواء المصرية، عبر استخدام طائرات الفانتوم، والتشويش على أجهزة الرادار المصرية، لإنجاز مهمتها بنجاح، وسط صمت مصرى وعربى مريب، واللافت أنه فى ظل صمت القاهرة، على هذه الضربة، وعدم إصدار «بيان إدانة» واحد بحق تل أبيب، انتفضت مؤسسة الرئاسة، لتكذب ما نشرناه من حقائق، تناقلتها العديد من وسائل الإعلام الغربية، التى لا يشغلها حكم الإخوان أو غيرهم لمصر. الخبير الاستراتيجى اللواء أيمن سيد حسن يجزم فى تصريحات خاصة ل «فيتو» بأن الطيران الإسرائيلى لم يكن أمامه من سبيل سوى اختراق الأجواء المصرية لضرب «اليرموك»، لأنه ليس أمامه «مسار آخر». مضيفا: إن إسرائيل بعبورها لخليج العقبة تكون قد اخترقت الأجواء المصرية من شرم الشيخ، التي تعتبر «برجا مغلقا»، ومضيقا بين مصر والسعودية فقط. «حسن» أوضح أن القوات المصرية فى المنطقة «ج» في سيناء محدودة وسيطرتنا عليها ضعيفة، مشيراً إلي إمكانية التشويش علي الرادارات التي توجد بالمنطقة والتي يمكنها أن ترصد اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء المصرية عند هذه النقطة، وبالتالي لم ترصد الرادارات المصرية تلك الطائرات. خبير الدفاع الجوى بين أن مصر لم تتمكن من رصد الطائرات الإسرائيلية، لأنها خارج الحقل الراداري، بسبب تحليق الطائرات الإسرائيلية بشكل منخفض في المنطقة التي مرت منها في العقبة وشرم الشيخ، خاصة أن هناك تحركات كثيرة للطائرات في هذه المنطقة، ومن الممكن أن تكون تلك الطائرات استغلت أحد التحركات الجوية واختبأت فيها، كما أن هذه المنطقة ليس بها رادارات للدفاع الجوي لرصد تحرك الطائرات الحربية، والردارات الحديثة الموجودة للدفاع الجوي مداها لا يكشف الطائرات الحربية في هذه المنطقة، ومن هنا تكون هذه الطائرات خارج المدي الرداري. وتوقع «حسن» تكرار مثل هذه السيناريوهات، طالما بقيت السيطرة المصرية على سيناء ضعيفة، وطالما ظل القرار المصرى «مهتزا ومترهلا ومرتبكا وخائفا». ويرى اللواء نبيل عبدالوهاب- الخبير الاستراتيجي- فى تصريحات ل»فيتو» أن الطائرات الإسرائيلية مرت من البحر الأحمر من ميناء إيلات، خليج العقبة ثم البحر الأحمر ثم السودان، والمياه الإقليمية للدول في البحر الأحمر مسافة 20 ميلا بحريا. لافتا إلى أن الدخول للمياه الإقليمية للدولة يتطلب الحصول علي إذن من القوات المسلحة للدولة التي تقع المياه الإقليمية في حدودها, وبعد ال 20 ميلا بحريا تكون المياة دولية, والبحر الأحمر أعرض كثيراً من ذلك. الخبير الاستراتيجى العميد أحمد أسامة إبراهيم، يرجح أن تكون الطائرات الإسرائيلية التي ضربت مصنع اليرموك بالسودان اخترقت الأجواء المصرية، لسبب فنى وهو أنه لا توجد طائرة مقاتلة تقطع 2000 كيلو متر، دون أن يتم تزويدها بالوقود، سواء من الجو أو تهبط في إحدى القواعد أو المطارات لتزويدها بالوقود، وإسرائيل تملك طائرات يمكن تزويدها بالوقود من الجو، مشيراً إلي أنه من الأسهل علي الطيران الإسرائيلي للوصول إلي السودان أن يخترقوا المجال الجوي المصري عبر البحر الأحمر، ويبتعدوا عن مجال رصد الرادارات المصرية. لكن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية قال إنهم رصدوا تشويشا في ذلك الوقت مما يجعل احتمال عبور الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي المصري، والتشويش علي الرادارات وارد. ويرى أسامة أن ما حدث يرسل رسالتين من إسرائيل، إحداهما لإيران بضرب المصنع، والرسالة الثانية للطيران المصري وأن إمكانياتهم في الدفاع الجوي والطيران أعلي من مصر، فإسرائيل تعتبر ولاية أمريكية، وحالياً مصر وإسرائيل تسليحهم واحد سواء في الطائرات أو الدفاع الجوي، ومن ثم فإن من يعطي لمصر الرادارات قادر على أنه يشوش عليها من خلال إحداثيات تم إنتاجها بشكل معين. فى السياق ذاته، ذكر المحلل السياسي الإسرائيلي الأمريكي بمجلة أسبوع الطيران «ديفيد فلوجهام واشنطن»، أن مسئولا أمريكيا كبيرا قال في تحليله لضرب المصنع السودانى، أن هناك طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي قامت من تل أبيب وهي طائرات بعيدة المدى «طائرات F-15Is»، والغارات الجوية جاءت من قبل الطائرات بدون طيار «المتمركزة في النقب». فيما ذكرت صحيفة الصنداي تايمز اللندنية أن سرب الطائرات الإسرائيلية الثمانية كانت تضم أربع طائرات «F-15Is» وطائرة هليكوبتر للإنقاذ، وطائرة الفضاء الإسرائيلية المعدلة «جولف ستريم 550 الإلكترونية» للهجوم، وطائرة بوينغ 707. ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر دفاعية إسرائيلية أن إسرائيل استخدمت ثماني مقاتلات، وتدابير مضادة لمنع الكشف الإلكتروني، وتمكنت من عبور الأراضي السودانية لضرب اليرموك.