«لا اجتهاد مع نص» قاعدة فقهية شهيرة من المفترض أن غالبية الصحفيين يتعاملون بها في معظم تغطياتهم الإخبارية، لكن ما خرجت به الزميلة «الدستور» صباح الأحد الماضي يؤكد - بما لا يدع مجالا للشك- أنه هناك اجتهاد واثنين وثلاثة وهناك محرر عادي و»سوبر محرر» والأخير لا يوجد إلا في «الدستور» التي أكدت في تقرير حمل عنوان « لحظات الفرح والدموع من الأكاديمية لطرة « أنها دخلت الطائرة وصاحبت «المخلوع» في رحلة نقله من أكاديمية الشرطة حتى اللحظات الأخيرة من وصوله للمستشفى . «الدستور» قالت: إن مساعدي وزير الداخلية الذين حصلوا علي حكم البراءة صاحبوا «مبارك» في رحلته وأنهم فور دخولهم الطائرة هللوا فرحا بحصولهم على البراءة وتبادلوا الأحضان فيما بينهم وبين علاء وجمال مبارك الذين هنئوهما بالبراءة. ولم يتوقف رصد «الدستور» لما يحدث على طائرة «المخلوع» عند هذا الحد لأن كاتب «التقرير يبدو أنه تأثر بالتغطية الإخبارية التي كانت تقدم عن طائرة المنتخب المصري بعد عودته بكأس الأمم الإفريقية حيث أكد أنه وسط مشاعر الفرحة الغامرة -حسب روايته- قال علاء لوالده باكيا: « ما تخافش يا بابا إحنا مش حانسيبك « فرد «مبارك» بصوت متألم: « مالكوش دعوة بي المهم إني إطمأنيت عليكم أنا كده خلاص». الرصد «الخيالي» الذي قدمه لنا المحرر «السوبرمان» لم يتوقف عند هذا الحد فقد أطلق العنان لخياله متجاهلا أن الطائرة التي نقلت الرئيس السابق لمحبسه - وفقا لمعلومات غير قابلة للتشكيك- لم تحمل على متنها إلا هو وفريق طبي ورئيس حرسه الخاص اللواء شاهين حيث قال إن مساعدو وزير الداخلية الذين حصلوا علي البراءة قاموا باحتضانه قائلين له - في نفس واحد- : ما تقلقش يا ريس ولادك في عنينا، وتوجهوا بعد ذلك للعادلي الذي كان متجهما صامتا مصدوما من حكم المؤبد وعاملوه وكأنه الوزير قائلين له : أنت القائد لا تقلق لسه محكمة النقض هتقول كلمتها».