بمجرد أن اقتربت من المنزل إلا وسمعت أصوات بكاء أطفال، وصياح حريمى.. فأدركت أن زوجتى المصون فى معركة من معاركها التى لا تنتهى مع المفعوص، فأسرعت الخطى، وفتحت الباب على عجل، وقلت مستفسرًا منه.. - عملت إيه المرة دى يا أبو نص لسان.. ضربت زميلك، ولّا معملتش الواجب.. ولّا زعلت الأساتذة بتوعك؟ - معملتش حاجة من دول يا بابا.. - أومال ماما بتضربك ليه.. وبتزعقلك ليه.. كل ده من غير سبب..؟! - لأ طبعا يا بابا.. عشان ماروحتش المدرثة النهاردة..! - إزاى..!! إنت مش نازل معايا من البيت وواخد مصروفك وقايللى إنك رايح المدرسة؟! - فعلا يا بابا.. دا حصل.. - أومال إيه إللى خلاك ترجع فى كلامك وماتروحشى المدرسة؟ - أقول لحضرتك.. أنا فعلا كنت رايح المدرثة.. ويا دوب وثلت لغاية الباب وغيرت رأيى.. ورجعت فى كلامى.. وقلت لروحى إيه رأيك يا واد يا مفعوث يابو نث لثان تدى لنفثك أجازة النهاردة.. وهو يعنى اللى اتعلموا خدوا إيه..!! - يا سلام بمنتهى البساطة تغيب من المدرسة وتدى لنفسك يوم أجازة.. من غير ما تشاور حد.. ومن غير ما تعبرنى وتعبر أمك.. - وحضرتك مزعل روحك ليه يا بابا.. المفروض تشجعنى بدل ما تهزأنى وتزعل منى.. وماما عاملالى طابور ذنب من الثبُح.. - أشجعك على الخيبة.. أشجعك على الكدب.. أشجعك على ضياع مستقبلك..؟! - لأ يا بابا.. تشجعنونى عشان أنا بدأت أحط رجلى على أول طريق الثياثة والوثول إلى أعلى المناثب فى الدولة..!! - بالرجوع من المدرسة؟!! - لأ.. بالرجوع فى كلامى..!! - إنت مش عارف إن إللى بيرجع فى كلامه بيبقى "عيل" وكداب ومنافق والناس بتزعل منه وربنا بيدخله النار؟! - ههههههههههههههه.. دا كان زماااان يا بابا.. دلوقتى إللى بيرجع فى كلامه وقراراته واثتقالته بيبقى رئيث جمهورية.. أو نائب عام قد الدنيا.. يعنى "ثقافة العيال وثياثة الترجيع" بقت شعار المرحلة إللى إحنا فيها دلوقتى..!! - ترجيع إيه وزفت إيه يا لِمِضْ.. الريس والنائب العام ليهم ظروف خاصة.. - يعنى إيه ليهم ظروف خاصة.. هما تعبانين لدرجة إنهم مش عارفين يوقفوا "الترجيع"..!! - شكلك هتودينا فى داهية.. إبقى غيب براحتك من المدرسة..!