صناعة الأثاث والصيد هما كل ما يعرفه المصريون عن محافظة دمياط غير أن الواقع يختلف عن تلك الصورة التى رسمت - ربما عن قصد- خلال العقود الماضية فجزء غير قليل من تاريخ مصر يسكن هنا.. فى دمياط والتى من أبرز معالمها طابية عرابى التاريخية التى تحولت إلى وكر للخارجين على القانون وتجار المخدرات! والطابية التى توجد بمدينة عزبة البرج، شيدت فى القرن الثامن عشر على يد الفرنسيين فى أثناء حملتهم الشهيرة على مصر وتبلغ مساحتها 005221م وهى تمثل قلعة حربية من سلسلة التحصينات الحربية التى أقيمت لحماية مصر من الغزو البحري، وتتكون من سور وأبراج للمراقبة والدفاع وبعض الثكنات للجنود ومسجد صغير والتاريخ يذكر أن «الفرنساوية» شيدو الطابية بعد أن قاوم أهل المدينة باستماتة مما دفع الفرنسيين للانتقام منهم وإزالة مدينتهم وإقامة القلعة على أنقاضها وسميت بهذا الاسم نظرا لاستخدام الزعيم أحمد عرابى لتلك القلعة كدرع للمقاومة المصرية أمام الاحتلال الإنجليزى ورغم أثرية طابية عرابى والتى ترجع إلى أكثر من مائتى عام إلا أن وزارة الثقافة ثم وزارة الآثار من بعدها وهيئة الآثار بدمياط أهملوها تماما لتتحول إلى وكر لتعاطى المخدرات، وتجارة المخدرات ومأوى للخارجين على القانون والهاربين من تنفيذ الأحكام. أسامة الشهاوى أحد أهالى عزبة البرج يشير إلى أن طابية عرابى تعد بمثابة كابوس مزعج لأهالى المدينة فعندما يأتى المساء يحظر على أى شخص السير بجوار الطابية نظرا لقيام الخارجين على القانون ومتعاطى المخدرات بقطع الطريق عليهم وسرقتهم بالاكراه وأحيانا كثيرة تتم عمليات القتل والانتقام والخطف داخل الطابية. ومن جانبه أشار اللواء محمد على فليفل محافظ دمياط أنه قام مؤخرا بزيارة طابية عرابى الأثرية بمدينة عزبة البرج وأكد على ضرورة ترميم الطابية باعتبارها أحد المعالم الأثرية المهمة مؤكداً أنه سيطالب وزير الدولة لشئون الآثار لإعادة تأهيلها لتعود إلى ما كانت عليه سابقاً.