سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصة نزول الوحي تكذب المشككين في «نبوة الرسول».. الرسالة نزلت «ليلة القدر» عندما كان عمره 40 عاما.. زوجته خديجة أول من صدقته.. ورقة بن نوفل أول من بشره بالنبوة.. وشق صدره أبرز معجزات الوحي
تعد قصة نزول الوحي على الرسول (صلى الله عليه وسلم) واحدة من أكثر القصص عظمة وجمالًا وتأثيرًا في كل من يسمعها ويعي معانيها، فكلما تعمقت في تفاصيل هذه القصة ازددت إيمانًا، واكتسبت المهارات والمعلومات التي تؤهلك لرد مزاعم الحاقدين والمشككين في نبوة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وقد نزل الوحي على الرسول في رمضان في ليلة القدر، قال الله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"، وكان عمره صلى الله عليه وسلم آنذاك أربعين عامًا. قصة نزول الوحي وتروي السيدة عائشة، رضي الله عنها، قصة نزول الوحي على سيدنا محمد؛ فتقول: "فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ. هكذا دون مقدمات، ولا سلام، ولا كلام، لم يُعرِّف نفسَه، ولم يسأل الرسول عن نفسه، يخاطبه وكأنه يعرفه من زمن، ويقول له: اقرأ. والرسول لا يدري أي شيء يقرأ، فالرسول أمّيّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة، يقول له: اقرأ. فقال بأدبه الجم، قَالَ:"مَا أَنَا بِقَارِئٍ"". لم يسأله الرسول من أنت؟ وماذا تريد؟ فهو بُهت بدخوله عليه فجأة، وقوله له: اقرأ. قال الرسول: ما أنا بقارئ. ففوجئ برد الفعل الذي أفزع الرسول، هذا الرجل اقترب من الرسول، ثم احتضنه بشدة، يقول الرسول: قَالَ: فَأَخَذَنِي، فَغَطَّنِي (يعني احتضنني)، حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ (أي كان الأمر شاقًّا جدًّا عليه، والرسول لم يكن ضعيفًا، بل كان قوي البنية، فمعنى ذلك أن هذا الرجل قوته هائلة) ثُمَّ أَرْسَلَنِي (تركني). ثم قَالَ: اقْرَأْ (المرة الثانية). قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ (المرة الثالثة). فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فقال: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي. فَقَالَ: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ". البحث عن الأمان وبعد أن قرأ عليه جبريل هذه الآيات، اختفى من أمام الرسول؛ فشعر بالخوف فأسرع إلى بيته قاطعًا اعتكافه وباحثًا عن الأمان. وتقول السيدة عائشة في وصف ذلك الموقف: "فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ". ورقة بن نوفل والبشرى بالنبوة وبمجرد أن وصل النبي إلى بيته، روى هذا الموقف لزوجته السيدة خديجة، رضي الله عنها، ما كان من السيدة خديجة إلا أن خففت من روع النبي، فقالت له: "كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ". ثم ذهبت بالنبي الكريم إلى "ورقة بن نوفل"، وقالت له: " يَابْنَ عَمي، اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ. فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَابْنَ أَخِي، مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى". وهنا أخبر ابن نوفل الرسول بأن هذا جبريل، وجبريل لا ينزل إلا على الأنبياء، إذن محمد أصبح رسول الله، ولم يتركه للشك والتفكير، فقال: "يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا (شابًّا)، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ"، قال بن نوفل "نعم"". معجزات الوحي ومن بين المعجزات التي حدثت أثناء نزول الوحي على الرسول الكريم، هو حادث شق الصدر؛ حيث قام جبريل عليه السلام بشق صدر الرسول الكريم واستخرج قلبه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير، قال الحافظ في الفتح عند شرحه حديث باب المعراج من البخاري قال: وثبت شق الصدر عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في الدلائل. وقد ذكر هذه الشقة أصحاب السير. وتعتبر هذه المعجزة واحدة من أشهر المعجزات المتعلقة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) والتي وقعت كدليل واضح على أن الله سبحانه قد هيأ الكون كله منذ آلاف السنين ليستقبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تختم به الرسالة وتتم النعمة ويكمل الدين، وتظهر مدى قدر وعظمة النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما منّ الله به عليه من الرعاية الكاملة والرسالة الشاملة.