سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بشار الأسد ل "صنداى تايمز": تسوية الأزمة السورية على طريقة "كيرى" مضيعة للوقت.."الجيش الحر" مظلّة لإضفاء الشرعية على المجموعات الإرهابية.. أردوغان وقطر والسعودية يمولون أعداءنا
أجرت صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية، مقابلة مع الرئيس السورى بشار الأسد، نفى خلالها نيته الرحيل عن السلطة. اتهم الأسد - خلال المقابلة - وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بإهدار وقته بمحاولة إزاحته عن السلطة ،مشيراً إلى أن مسألة القيادة فى سوريا مسألة داخلية، لذا لن أناقش ذلك مع أى شخص يأتى من خارج سوريا". وإلى نص الحوار: تصف دائماً الأشخاص الذين يقاتلون هنا بأنهم إرهابيون، هل تقبلون بأن البعض إرهابيين فعلاً، من جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بالقاعدة، لكن هناك آخرين مثل "الجيش السورى الحر"، أو المجموعات المنضوية تحت لوائه، أو المنشقين، وبعضهم أشخاص عاديون، شاركوا فى إطلاق الانتفاضة، لكنهم ليسوا إرهابيين بل أشخاص يقاتلون من أجل ما يعتقدون بأنه الطريق الصحيح فى هذه المرحلة؟ بالطبع، عندما نقول إننا نحارب القاعدة فنعنى أن المجموعة الإرهابية الرئيسية والأكثر خطورة هى القاعدة، وذكرت فى العديد من خطاباتى ومقابلاتى أن هذه المجموعة ليست الوحيدة فى سوريا، طيف هذه المجموعات يتسع ليشمل صغار المجرمين ومهربى المخدرات ومجموعات تقتل وتخطف من أجل المال فقط إضافة إلى المرتزقة والمسلحين؛ ومن الواضح أن هؤلاء لا يمتلكون أى أجندة سياسية أو دوافع أيديولوجية، ما يسمى "الجيش الحر" ليس كياناً كما يريد الغرب لقرائكم أن يعتقدوا، إنه يتكون من مئات المجموعات كما عرّفته الجهات الدولية التى عملت مع "أنان" و"الإبراهيمى" ليس لديهم قيادة، إنهم مجموعة من العصابات المختلفة التى تعمل لأسباب مختلفة، إن ما يسمونه "الجيش الحر" مجرد عنوان أو مظلّة تستعمل لإضفاء الشرعية على هذه المجموعات. -الرئيس بشار، جون كيرى وهو رجل تعرفه جيداً، بدأ جولة تنتهى الأسبوع الجارى فى السعودية وقطر وتركيا حيث يتحدث إلى هذه الدول عن وسائل "تنحيتك"، وفى وقت سابق من هذا الأسبوع فى لندن وبرلين قال إن الرئيس الأسد ينبغى أن يرحل، كما قال إن أحد أول التحركات ينبغى أن تتمثل فى وضع مقترحات جذرية لإقناعك بالتخلى عن السلطة، هل تدعوه إلى دمشق لإجراء محادثات معه وماذا تقول له؟ ما رسالتك له الآن بالنظر إلى ما قاله هذا الأسبوع ولما ينوى قوله لحلفائه عندما يزورهم فى نهاية الأسبوع؟ وكيف يمكن أن تصف كيرى من خلال معرفتك به فى الماضى؟ أنا أفضّل وصف السياسات وليس الأشخاص، وبكل الأحوال مازال من المبكر الحكم عليه، فلم يمضِ على استلامه منصبه كوزير للخارجية بضعة أسابيع، وفيما يتعلق ببقية السؤال فإن ما ذكرتِه يتعلق بمسائل أو قضايا سورية داخلية، ولن يُطرح أى موضوع سورى مع أى أشخاص من الأجانب، نناقش هذه المسائل فقط مع السوريين داخل سوريا، وبالتالى فلن أناقشها مع أى شخص يأتى من الخارج، لدينا أصدقاء ونناقش قضايانا مع أصدقائنا ونصغى لنصائحهم، لكن فى المحصلة القرار قرارنا ونتخذه وفقاً لما نعتقد أنه الأفضل لبلادنا، لكن إذا كان أى شخص يرغب "بصدق"، وأشدّد على كلمة "بصدق"، أن يساعد سوريا وأن يساعد فى وقف العنف فى بلادنا يمكنه القيام بشىء واحد وهو الذهاب إلى تركيا والجلوس مع أردوغان وأن يقول له: توقّف عن تهريب الإرهابيين إلى سوريا.. توقّف عن إرسال الأسلحة وتوفير الدعم اللوجستى لأولئك الإرهابيين، ويمكنه الذهاب إلى قطر والسعودية وأن يقول لهم توقّفوا عن تمويل الإرهابيين فى سوريا، هذا هو الأمر الوحيد الذى يمكن لأى شخص فعله فى التعامل مع الجزء الخارجى لمشكلتنا، لكن لا يمكن لأى شخص من خارج سوريا أن يتعامل مع الجزء الداخلى من هذه المشكلة. - إذاً، ما رسالتك إلى كيرى؟ رسالتى واضحة، وهى أن يفهم ما قلته الآن ورسالتى ليست فقط لكيرى بل لكل من يريد التحدث عن الأزمة السورية، وهى أن السوريين وحدهم هم الذين يمكن أن يقولوا للرئيس ابقَ أو ارحل ولا أحد غيرهم، أقول هذا بوضوح كى لا يضيع الآخرون وقتهم ولكى يعرفوا على ماذا يركّزون، إذا أرادوا أن يلعبوا دوراً فعليهم تغيير هذا والتصرف بطريقة أكثر عقلانية ومسئولية، فنحن لا نتوقع من مشعل الحرائق أن يكون رجل إطفاء. فى عام 2011، قلت إنك لن تضيع وقتك بالتحدث إلى الكيان الذى يقود المعارضة، أتحدث الآن عن الكيانات الخارجية للمعارضة، وفى الواقع فإنكم اعترفتم بوجود مثل تلك المعارضة ما الذى غيّر رأيكم مؤخراً؟ فى الواقع لم أغيّر رأيى، مرة أخرى هذه الخطة غير موجّهة لهم إنها موجهة لكل سورى يقبل الحوار، لذلك فإن إطلاق هذه المبادرة لا يشكّل تغييراً فى رؤيتنا، ومنذ اليوم الأول من هذه الأزمة قبل نحو عامين، قلنا إننا مستعدون للحوار وبالتالى لم يتغير شىء، لدينا موقف ثابت من الحوار من الممكن أن يفهم البعض أننى غيّرت رأيى لأننى لم أعترف بالكيان الأول للمعارضة ومن ثم اعترفت بالكيان الثانى، فى الواقع فإنى لم أعترف بأى منهما؛ والأهم من ذلك أن الشعب السورى لا يعترف بهم ولا يأخذهم على محمل الجد، عندما يفشل مُنتَج معين فى السوق فإنهم يسحبون المنتج، يغيّرون اسمه ويغلفونه بشكل مختلف ومن ثم يطرحونه مجدداً فى السوق، لكنه لا يزال على عيبه، الكيانان الأول والثانى هما نفس المنتج، لكن الغلاف مختلف.
الرئيس بشار، العالم ينظر إلى سوريا ويرى أن البلاد تتعرض للتدمير، حيث قُتل ما لا يقل عن سبعين ألف شخص، وهُجِّر نحو ثلاثة ملايين والانقسامات الطائفية تتعمق، العديد من الناس فى سائر أنحاء العالم يحمّلونك المسئولية، ماذا تقول لهم؟ هل أنت مسئول عما حدث للبلد الذى تقوده؟
تذكرين هذه الأرقام كما لو كانت مجرد أرقام إحصائية، فيما يستعمل بعض اللاعبين هذه الأرقام لدفع أجنداتهم السياسية للأسف، هذا هو الواقع وبصرف النظر عن دقة هذه الأرقام فكل رقم منها يمثّل رجلاً أو امرأة أو طفلاً سورياً، عندما تتحدثين عن آلاف الضحايا، نحن نرى آلافاً من العائلات التى فقدت أحباءها والتى تحزن عليهم لسنوات وسنوات، لا يمكن لأحد أن يشعر بالألم كما نشعر به نحن، وإذا نظرنا إلى موضوع الأجندات السياسية، ينبغى أن نطرح أسئلة أكثر أهمية فى ظل الوضع الراهن على أرض الواقع والذى يجعل من المستحيل الحصول على أجوبة دقيقة، وأول هذه الأسئلة هو كيف تم التحقق من هذه الأرقام؟ وما هى نسبة المقاتلين الأجانب فيها؟ وما عدد المقاتلين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عاماً؟ وكم عدد المدنيين النساء والأطفال الأبرياء؟ من جهة أخرى، نعلم جميعاً كيف تم التلاعب بعدد القتلى والضحايا فى الماضى لتمهيد الطريق للتدخل الإنسانى فى عدد من الدول، ونذكر هنا أن الحكومة الليبية أعلنت مؤخراً أنه كان هناك مبالغة كبيرة فى عدد الأشخاص الذين كانوا قتلوا قبل غزو ليبيا، قالوا إن 5000 شخص قتلوا من كل جانب فى حين أن الأرقام التى كان يتم الحديث عنها فى ذلك الوقت كانت بعشرات الآلاف، وفى مثل آخر فإن البريطانيين والأميركيين الذين كانوا موجودين فعلياً فى العراق خلال الحرب قالوا إنهم لا يمتلكون حتى الآن أرقاماً دقيقة حول عدد الضحايا العراقيين الذين قتلوا بسبب غزوهم لهذا البلد، وفجأة نجد أن نفس المصادر لديها أرقام دقيقة جداً حول ما يحدث فى سوريا، هذه مفارقة غريبة أقول لكِ ببساطة إن هذا الرقم لا وجود له فى الواقع، إنه جزء من الواقع الافتراضى الذى يريدون خلقه لدفع أجندتهم فى التدخل العسكرى تحت عنوان التدخل الإنسانى. ما مدى التهديد الذى تشكله القاعدة الآن؟ التهديد الذى تشكله أيديولوجيا أكبر من التهديد بعمليات القتل التى ترتكبها، القتل خطير بالطبع، لكن المسار الذى لا يمكن عكسه هو مسار الأيديولوجيا، هذا هو الأمر الخطير، ودأبنا على التحذير من ذلك منذ سنوات، حتى قبل الصراع كان علينا التعامل مع تلك الأيديولوجيات منذ أواخر السبعينيات، كنا أول من تصدى لأولئك الإرهابيين فى المنطقة، أولئك الذين كانوا يرتدون عباءة الإسلام. لطالما حذرنا من ذلك، خصوصاً فى العقد الماضى خلال غزو واحتلال أفغانستان والعراق، إن الغرب يتصرف برد الفعل وليس بالفعل والمبادرة، علينا أن نبادر وأن نعالج الأيديولوجيا أولاً، فمحاربة الإرهاب دون معالجة الأيديولوجيا لن تجدى نفعاً وتجعل الأمور أسوأ. تعرفين أن الجريمة لا تتعلق فقط بالضحية والمجرم، بل بالمتواطئ والشريك الذى يقدم الدعم، سواء كان الدعم معنوياً أو لوجستياً، قلت مراراً إن سوريا بمثابة خط تماس جغرافياً وسياسياً، واجتماعياً، وأيديولوجياً، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط له تداعيات خطيرة فى سائر أنحاء الشرق الأوسط، وفى الوقت ذاته هل الوضع أفضل فى ليبيا اليوم؟ فى مالى؟ فى تونس؟ فى مصر؟ إن أى تدخل لن يجعل الأمور أفضل بل يجعلها أسوأ، وعندما يتزعزع استقرار هذه المنطقة، فإن أوربا والولايات المتحدة والمتواطئين الآخرين يدفعون الثمن عاجلاً أو آجلاً، إنهم لا يستشرفون ما يحدث فى المستقبل. هل تفكر بإمكانية العيش فى المنفى، إذا وصلت الأمور إلى ذلك الاحتمال؟ وهل تخرج من البلاد إذا كان ذلك يزيد من فرص السلام فى سوريا؟ مرة أخرى، الأمر لا يتعلق بالرئيس، ما من مواطن أو شخص وطنى يمكن أن يفكر بالعيش خارج بلاده. لن تغادر أبداً؟ ما من شخص وطنى يمكن أن يفكر بالعيش خارج بلاده. وأنا حالى كحال أى سورى وطنى.