بالرغم من تصريح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، بأن مركز «ريد سي» التابع لمعهد «جلوبال» قد وضع مؤشرًا للإلحاد في كل دول العالم، وقال إن مصر بها 866 ملحدًا، لكن الرقم الحقيقى أعلى من ذلك بكثير، وذلك ما كشفه استطلاع أجرته جامعة إيسترن ميتشيجان الأمريكية، من أن عدد الملحدين في مصر وصل إلى 3% من عدد السكان، بعد ثورة 25 يناير 2011. وبالعودة لإحصاءات الملحدين في مصر، وحسبما يؤكد الناشط الملحد ألبير صابر، فقد تصاعدت أعداد الملحدين في مصر، حيث ارتفع العدد ليصل إلى نحو 500 ألف ملحد مرشحين للتزايد، وأكبر محافظات مصر من حيث عدد الملحدين هي القاهرة، تليها الإسكندرية، إضافة إلى تواجد ملحدين في الإسماعيلية والشرقية، فيما خلت محافظات الصعيد تمامًا من الملحدين، حسب إحصائية جامعة إيسترن ميتشيجان. المفاجأة كشفتها مؤسسة «بورسن مارستلير» في نيويورك، مؤكدة أن عدد الملحدين في مصر وصل إلى 3%، أي نحو أكثر من مليونى ملحد، وذلك تبعًا للاستطلاع الذي أجرته جامعة إيسترن ميتشيجان الأمريكية، وكان تلك الزيادة في عدد الملحدين في مصر قد أعقبت ثورة 25 يناير 2011 مرورًا بحكم الإخوان 2012، وبعد أن كانت مصر تتصدر الدول الأكثر تدينًا في العالم عام 2009 بنسبة 100%، وفقا لاستطلاع معهد جالوب، لكن في استطلاع آخر للمعهد نفسه في 2012 وصلت نسبة التدين في مصر إلى 77% فقط. أما الإلحاد فله أنواع تختلف من اللادينيين والعقلانيين والإلحاد، وإن كانت الفروق طفيفة حتى أن اللادينيين يعتبرون أحد روافد الإلحاد، فمفهوم اللادينية هو اتجاه فكرى يرفض مرجعية الدين في حياة الإنسان ويؤمن بحق الإنسان في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه دون وصاية دين أو الالتزام بشريعة دينية، وترى أن النص الدينى هو مجرد نص بشرى محض لا ينطوى على قداسة خاصة ولا يعبر عن الحقيقة المطلقة، ويعرف بالاعتقاد ببشرية الأديان، بغض النظر عن الاعتقاد بفكرة وجود إله أو آلهة أو عدم الاعتقاد بذلك، وذلك ما يؤكده العقلانيون الجدد. وفى كتاب ثقافة اللادينية للمؤلفين كابورالى وجروميلي، الذي طبع عام 1971 فإن اللادينى هو شخص لا يملك إيمانا بوجود الخالق الأعظم وفى نفس الوقت لا يملك قناعة بعدم وجود الخالق الأعظم، أي هي مرحلة وسطية بين الإيمان والإلحاد، البعض يعرف اللادينية بالإلحاد الضعيف. أما الإلحاد فيتخذ من قضية إنكار وجود الخالق منطلقا وركيزة أساسية، فكل ملحد هو لادينى ولكن اللادينى ليس ملحدًا بالضرورة بل تحمل اللادينية أطيافا متعددة لفهم الإلهية من الإنكار الكامل لها مرورًا باللاأدرية أو عدم الاكتراث أصلا بوجود إله وانتهاء بإيمان خاص بوجود إله وفق فهم محدود لعلاقته بالإنسان، حسبما يقول العقلانيون الجدد.