رغم أن تقرير لجنة تقصى الحقائق بمجلس الشعب أكد على أن القنوات الفضائية الرياضية لعبت دوراً فى أحداث مجزرة بورسعيد إلا أن أحداً لم يحاول مناقشة الأمر من قريب أو بعيد وأصبح وكأن الأمر مجرد سطر فى التقرير ليس إلا...!! وبدأ الجميع يتحدث عن ضرورة عودة الدورى من جديد وكأن شيئا لم يكن وستظل القنوات الرياضة مستمرة بفلوسها ولا عزاء للقيم والمبادئ .. وما تقدمه البرامج فى هذه القنوات ليس له مثيل على أى قنوات فى أى مكان فى العالم وأصبحت مثل «المصاطب» وجلسات النميمة وإلا بماذا تفسر استوديو تحليلى لمباراة أيا كانت أهميتها يستمر قرابة ال31 ساعة .. إنه عبث ليس له مثيل خاصة وأنه يغذى نعرات الفتنة بين المتعصبين للأندية فهذا متعصب للأحمر وذاك للأبيض وثالث للأصفر وقد كانت النتيجة الأخيرة فى مباراة الأهلى والمصرى ببورسعيد. .. فى القنوات الرياضية المتخصصة لا يتم تخصيص أكثر من ساعتين لأى مباراة مهما كان حجمها ونفس الأمر يطبقه التليفزيون المصرى أما فى القنوات الخاصة فإنهم يطبقون شعار «الهوا هوانا واللى مش عاجبه يضرب دماغه فى الحيط». وأقل ما يجب مع هذه القنوات هو أن يتم تحديد معايير للتعامل معها لأن خطرها أصبح يفوق قنوات «البورنو» ذاتها ولابد أن يعاد النظر فى شريط الأخبار الذى يحرض علنا على التعصب ويغذى النعرات الفردية وأن تكون هناك عقوبات لأى خروج على النص سواء من مقدم البرنامج أو الضيوف خاصة وأن الأسرة المصرية عانت الكثير من الخروج على النص وكلمات جارحة لا تحدث فى «غرزة». ولابد أن يعيد مقدمو البرامج تقييم أنفسهم من جديد بعد المجزرة وأظن أن أحداً لم يفعل شيئا وجميعهم بلا استثناء يحاول ركوب الموجه سواء فى مغازلة شباب الثورة أو اللجوء للموضوعات ذات الصبغة السياسية وبالطبع تكون المناقشة سطحية وليست بعمق البرامج السياسية ذاتها.. والمؤكد أن العيب ليس عيب مقدمى البرامج قدر ما هو مسئولية أصحاب القنوات أنفسهم الذين اسرفوا فى شراء القنوات وتخصيص قناة للرياضة .. وليست الرياضة بصفة عامة بقدر ما هى للكرة فقط.. من أجل تحقيق مآرب الله أعلم بها.. إن أصحاب القنوات ذاتهم ليسوا فوق مستوى الشبهات وإذا راجعت اسماءهم فاما أن تجد من هو صادر ضده أحكام أو من هو محسوب على الفلول أو ثالث يقوم بعملية غسيل أموال لآخرين يختبئون وراء الأسوار. والسؤال الآن.. هل سنظل مستمرين فى حالة الصمت المريب على هذه القنوات حتى تحدث كارثة أكبر من كارثة بورسعيد خاصة وأن هذه القنوات الرياضية تحولت إلى سبوبة ورغم أن النشاط الكروى توقف إلا أنها لم تحتجب ومستمرة ومقدموا البرامج يحصلون على الملايين.. فهل لك أن تتخيل أن قناة ظهرت مؤخراً تعاقدت مع المعلم حسن شحاتة بأرقام فلكية فى برنامج رياضى والرجل متعاقد فى نفس الوقت مع الزمالك ب 003 ألف جنيه شهرياً... أليس هناك «سفه» أكثر من ذلك.. ولا يمكن أن تستمر الحياة بهذا الشكل حتى بعد الثورة.. ومن كل قلبى أتمنى أن يقاطع الشعب مثل هذه القنوات حتى نرى ماذا سيقول الجهابذة.. ولنا عودة.