حاد وجاد ، فهو من أكثر الإعلاميين الرياضيين وضوحا وصراحة مما يجعله فى صراع دائم مع الكثيرين الذين يعتبرون انتقاده إهانة لهم ، لكنه فى نفس الوقت يتميز بإبتسامة تجعله قريبا من الجمهور حتى وإن كانوا من غير المهتمين بالرياضة ، يرى أن الثورة لم تغير شيئا فى الرياضة ، ويؤكد أن انتماءه الأساسى لمصر وليس لشخص ، ضيفنا في الحوار التالي هو الناقد والإعلامى الرياضى د.علاء صادق الذى تحدث بكل جرأة ووضوح كعادته .. تصوير :أميرة عبد المنعم بداية كيف ترى إعادة تأجيل الدورى وماذا تتوقع له ؟ بما أننا أصبحنا نعيش فى حالة فوضى رياضية نتيجة لعدم تولى المختصين لشئونها فإن إقامة الدورى أو تأجيله سواء كان ذلك بجمهور أو دون أو على ملاعب القوات المسلحة أو المدارس والجامعات لم يعد مشكلة ، فالأمر أصبح تافها بالمقارنة بالمشاكل التى تعانيها الرياضة فى مصر ، فالمشكلة لا تقف عند حد الدورى وتأجيله ، فتولى "العامرى فاروق " لوزارة الرياضة كارثة ، فكل مؤهلاته أنه كان عضوا فى مجلس إدارة النادى الأهلى واستطاع الحصول على أصوات من أعضاء النادى، كما أن تاريخه فى النشاط الرياضى "صفر" ، بالإضافة إلى أن الرياضة تعانى إهمالا وتجاهلا من المسئولين فى كل الجوانب . ما الضمان من وجهة نظرك لعودة الدورى بصورة ترضى الجميع ؟ إقامة الدورى مرتبطة بتطهير الرياضة بداية من وزارة الرياضة واتحاد الكرة وحتى الأندية وضرورة إبعاد وزارة الداخلية تماما عن تأمين المباريات ، هذا بالإضافة إلى أننا لم نفعل شيئا حتى الآن تجاه كارثة بورسعيد ، فمقتل 74 مشجعا فى ملعب كرة قدم تمت معاملته على أنه مجرد قضية مثل آلاف القضايا ، كما أن مجلس إدارة النادى المصرى كما هو ، كامل أبو على مازال رئيسا للنادي ومحافظ بورسعيد أيضا كما هو في منصبه ، لا شىء تغير ولا عقوبات ،والتواطؤ معلن وصريح وصارخ من اتحاد كرة القدم مع النادى المصرى لكى يهرب من العقوبات التى وقعت عليه من لجنة التظلمات، وعلى الرغم من أن اللائحة تمنع ذهاب الأندية المصرية إلى الاتحاد الدولى "الفيفا" إلا أن النادى المصرى لجأ لها دون أن يتدخل شخص واحد لمنع هذا . بما أنك ذكرت "مذبحة بورسعيد" .. مازالت الإتهامات تلاحقك بأنك كنت سببا فى تأجيج الفتنة وإشعال الجماهير ووقوع المذبحة ..فما ردك؟ نحن فى زمن بالغ الوضوح فكل ما أقوله أو أكتبه مسجل ،وليأتنى أى شخص بكلمة واحدة تحرض علي إشعال الأمور ، فعندما أتحدث عن مشاكل أندية أو آرائى فى التحكيم أو غير ذلك فهذا ليس له أى علاقة بما حدث فى بورسعيد .وأنا كتبت مقالا قبل الكارثة بيومين عنوانه "أوقفوا الدورى" بتاريخ 30 يناير 2012، وحذرت فيه مما كان سيحدث لأن الشغب كان يطل برأسه ،وذكرت أن حياة مواطن أهم 1000 مرة من أن يفوز هذا أو ذاك بالدورى ولم يعبأ أحد ،لذلك فإن من يتهموننى هم الكارهون لى . كيف ترى مشكلة نادى الزمالك حاليا ..؟ أكبر مشكلة فى نادى الزمالك والتى تمثل 90 % من القلق الذى يعيشه النادى هو مجلس الإدارة ،وذلك لأن النادى لم يتمكن خلال تاريخه الطويل من تنقية مجلس إدارته فتحول إلى شلل يمتلكها أعضاء المجلس ، والمتابعون لتاريخ النادى ومجالس إداراته يعرف أنه إعتاد نشر خلافاته على الصحف وبالتالى فالنادى فى حاجة إلى مجلس إدارة لا ينظر إلى مصلحته الشخصية ، ومن المفضل أن يكون الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة من المؤهلين فى هذا المجال وليس من الضرورى أن ينتسبوا لنادى الزمالك ، فوزير الدفاع الأمريكى لم يكن ضابطا فى الجيش ووزير الصحة أيضا لم يكن طبيبا . تطل علينا يوميا للتعليق على كل الأحداث السياسية والرياضية عبر حسابك الشخصى على الفيس بوك وتويتر ..فلماذا اتجهت مؤخرا لمواقع التواصل الاجتماعى ؟ السبب الرئيسى لذلك هو إيقاف برامجى فكنت أصل إلى الناس من خلال برامجى ومقالاتى ، ولكن فى فترة معينة تعمد المسئولون فى الدولة إبعادى عن الفضائيات فضلا عن إيقاف مقالى بإحدى الصحف ولم أجد منفذا إعلاميا للتعبير عن رأيى ،وبحكم عملى الإعلامى الذى يصل إلى 40 عاما إلى الوراء فقد اعتدت أن أنقل رأيى بسرعة إلى الناس وجاء الفيس بوك وتويتر ليضعنى مجددا فى قلب الأحداث مع الناس ،وأسعدنى أن عدد المتابعين لى عبرهما فى تضاعف مستمر رغم أننى لم أنشر عنوان حسابى الشخصى فى أى وسيلة إعلام ،وبرغم سعادتى بكل من يتابعنى إلا أننى أرحب بكل من يؤيدنى وكل من يختلف معى فى الرأى بإحترام لكننى بالفعل لا أستبعد تماما كل من يدخل فقط للسباب وعدم احترام حدود اللياقة . ولماذا تتوقف برامجك دائما بسبب مشاكل وخلافات ونادرا ما تترك قناة أو برنامج بهدوء ؟ أنا عملت ب 17 قناة مختلفة لم تتوقف برامجى فيها لمشاكل أو لخلافات إلا فى 3 فقط فكانت المرة الأولى هى إيقاف برنامجى على قناة النيل للرياضة بسبب اتهامى لوزير الداخلية السابق حبيب العادلى بالتقاعس فى حق مواطن مصرى وهذا شرف لى ،أما المرة الثانية فعندما اختلفت مع إدارة قناة مودرن لأنها تعمدت تشويه برنامجى ولا يوجد مذيع يرى برنامجه يشوه ويقف صامتا ، أما المرة الثالثة فكانت منذ عدة أشهر عندما تم إيقاف برنامجى "حاد و جاد" فى قناة النهار بعد أحداث بورسعيد دون إبداء أي مبررات منطقية واضحة . وكيف تقيم تجاربك السابقة فى تقديم البرامج الرياضية ؟ الحمد لله أن كل تجربة مررت بها كانت رائعة حتى وإن كانت قصيرة فكل مكان عملت فيه بكل وضوح وشفافية حتى فى التليفزيون المصرى، وعمرى ما وزنت كلامى قبل التصريح به فكنت أنتقد أى شخص بكل وضوح دون خوف ، لكن هناك محطات فى حياتى لن أنساها وأثرت فى بشكل كبير أهمها "الفقرة الرياضية " بنشرة التاسعة على القناة الأولى منذ عام 1989 حتى عام 1993 والتى كانت علامة فارقة فى حياتى حيث ساهمت فى اتساع دائرة شهرتى فى الشارع المصرى . وكذلك عملى فى قناة "إ يه آر تى " للرياضة منذ عام 1993 وحتى عام 1997 فتح أمامى الآفاق العالمية بشكل رائع وأعطانى صلاحيات أكبر، وكذلك برنامج احتراف الذى قدمته على شاشة التليفزيون المصرى فى 2006 تعلمت منه كيف أقول كل المعانى التى أريدها فى أقل زمن ممكن وبإستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات .أما برنامج "هنا القاهرة " على قناة مودرن فكان الأعلى مشاهدة لى طوال حياتى . علمنا أنك ستظهر قريبا ببرنامج جديد .. ما مدى صحة هذا الكلام ؟ أنا ظللت 6 شهور كاملة لا أتلقى أي عروض لتقديم البرامج ،لكن فى الفترة الأخيرة الحمد لله تلقيت 4 عروض ولكننى لا أتعجل ،وكل ما أستطيع أن أقوله إننى أعد الجمهور بمشاهدة تغييرا جذريا فى برامجى فى الفترة القادمة . ولماذا تتراجع بعد كل مرة تقرر فيها ترك العمل الإعلامى ؟ لأننى أحب العمل الإعلامى والتواصل مع الجمهور ولكن ما يعيدنى هذه المرة تحديدا هو أن الظهور على الشاشة سيكون مختلفا تماما . يقال إن البرامج الرياضية أصبحت ساحة لتبادل الشتائم وتصفية الحسابات .. فما رأيك ؟ بعض البرامج الرياضية تساوى "إسفاف" بكل المعايير ، الإعلام الرياضى انهار وهذا ليس فقط على الشاشة وإنما فى الصحافة والسبب فى ذلك هو دخول هجمة شرسة من الجهلاء والمتعصبين وغير الدارسين لمجال الإعلام ،وللأسف هو المجال الوحيد الذى فتحت أبوابه واسعة لكل الجهلاء ، وأنا حاليا لا أتابع برنامج بعينه ،لكن فى بعض الأحيان تستوقفنى بعض البرامج احتراما وتقديرا ومنها مايقدمه خالد توحيد ومحمد شبانة وهيثم فاروق . وما سبب خلافاتك الدائمة مع الكثير من الإعلاميين الرياضيين ؟ السبب هو أنى أنتقد دائما ما يحدث على الساحة الرياضية و من أتهمهم بالفساد يغضبون من كلامى فيردون ويخطئون ،وهم لا يستخدمون هذا الأسلوب فقط معى وإنما يستخدمونه مع غيرى فأنا لم أظهر على الشاشة منذ ما يقرب من 8 شهور وهؤلاء لا يتوقفون عما يفعلونه . والغريب أننى لا أنتقد شخصهم وليس بينى وبينهم أى خلافات شخصية فأنا فقط أنتقد ما يقدمونه ،وأعتقد أنه يجب وضع معايير للعمل فى الإعلام الرياضى . "ابتسامتك " سبب قربك من الناس حتى من غير المهتمين بالرياضة .. هل تؤيد ذلك ؟ بالطبع فلكل إنسان طبيعة وأنا بطبعى أحب الإبتسامة والمزاح وبرغم أننى أبدو جاد جدا فى برامجى إلا أننى لا أمتنع عن المزاح إذا تطلب الأمر ذلك أعتقد أن هذا هو سبب قربى من الجمهور وأنا لدى أكثر من كتاب عن "النكت والضحك " .