فوجئ الراحل اللواء ممدوح سالم رئيس وزراء مصر منتصف السبعينيات بصوت الرئيس الراحل محمد أنور السادات يعلو - السادات: إيه ده يا ممدوح؟ - السادات الشخص المرشح للوزارة ملفه نظيف..!!؟ - ممدوح سالم: تمام يا فندم..؟؟؟ - السادات: خد وسخه وبعدين ترشحه. هذا الموقف تردد كثيراً والمسافة بين صدق هذا الحوار والواقع الذى نراه أمامنا منعدم بالرغم من أن هذه القصة قد تكون من خيالات معارضى السادات.. ولكن عندما تشاهد وتقرأ الأحداث التى امامك سواء كانت قبل 52 يناير أو بعدها يبدو أن هذا هو المعيار الذى يحكم الاختيارات فى القيادات العليا لدرجة أن هناك كلام يتردد كثيراً هو أن هذه النوعية سهل قيادتها والسيطرة عليها. فمثلا أحد الوزراء الذى خرج مؤخراً كان مجرد رجل تسهيلات لكل رؤسائه لا أحد يشعر به.. فهو المطيع.. صوته لا يعلو عن أنفه وكان الناس دائمى الشكر فيه فهو المؤدب ابن الأصول.. وكانت سوءاته كلها يعرفها من مناصب حتى جاء وزيراً فاشلاً وخرج غير مأسوف عليه.. بل خسر كثيراً من الاحترام لأنه بمجرد أن جلس على كرسى الوزراء جاء بأجندته الخاصة وأختار أصدقاؤه، وأقاربه من ناحية زوجته .. و.. إلخ ثم الوزارة وحاول أن يركب موجه أحداث محمد محمود ليخرج بطلا ولكنه للأسف خرج غير مأسوف عليه..!! نموذج آخر.. يقال إنه كان يلمح «حذاء» رئيسه ويملأ الكاسات، فشل فى جميع المواقع التى عمل بها.. فشل فى المجلس الأعلى للثقافة وطرده د. جابر عصفور .. فبكى وتوسل فأرسله فاروق حسنى إلى قصور الثقافة لرئاسة إدارة مركزية.. فشل أيضاً خاصة عندما اكتشف العاملين إليه أنه ضعيف فى اللغة العربية وأنه يكتب القاف .. همزة.. إلخ فكافأه فاروق حسنى فى عدة مواقع فشل فيها ويعود رئيسا لهيئة قصور الثقافة وفى كل خطوة كان الفشل يطارده.. وبالرغم من هذا إلا أنه الآن رئيسا لأحد أهم قطاعات وزارة الثقافة. والسبب أن صفحته المليئة بالمخازي.. علاقات بالفاسدين ولجنه السياسات التى أعلن فى كل مكان رغبته فى الانضمام إليها...! فى موقع آخر.. كادت جامعة حلوان أن تحيله إلى لجنة ثلاثية لابعاده عن الجامعة لسوء سلوكه الأخلاقى مع زميلاته فى القسم.. فما كان إلا أنه جرى لعماد أبو غازى الوزير الضعيف وبكى وتوسل إليه أنه ظلم ويريد العودة للعمل فى وزارة الثقافة. وللأسف اعاده عماد أبو غازى رئيسا لقطاع مهم فى وزارة الثقافة بالرغم من أنه له سابقة فشل لمدة عامين فى ذات القطاع.. والسؤال: هل حقاً مقولة السادات لرئيس وزرائه اللواء ممدوح سالم فى منتصف السبعينيات صحيحة؟ للأسف حتى لو أن هذه المقولة ليست صحيحة إلا أنه عليها حياتنا فى مصر!! الاختيار دائماً للأسوأ.. للأضعف.. لمن على رأسه بطحة.. أما أصحاب التجارب.. والكفاءات والقدرات فأنهم لا يتولون إلا إذا كان بالصدفة أو بتدخل القضاء والقدر!!