كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهرا بدقائق معدودة، عندما جلس وليد بجوار خطيبته على أحد المقاعد الأسمنتية المنتشرة على كورنيش العريشبسيناء.. راح يحدثها عن مستقبلهما معا وترتيبات الزواج، وخلافات الأهل حول تفاصيل صغيرة فى الجهاز.. من حولهما جلس عدد كبير من البشر للاستمتاع بدفء الشمس الساطعة.. فجأة هبط على المكان 5 أشخاص يرتدون الجلابيب البيضاء القصيرة، وتزين وجوههم اللحى الطويلة.. اتجهوا مباشرة الى وليد وسألوه فى غلظة: «من هذه الفتاة؟».. أجاب فى توتر: «هى خطيبتى وزوجة المستقبل».. قالوا: « إذن فقد وقعت فى إثم عظيم، وارتكبت كبيرة من الكبائر ولابد من تطبيق حد الله عليك».. ارتعدت فرائض الشاب وهو يقول: « أى إثم وأى ذنب؟.. قاطعوه فى حدة: « أمثالك من اللاهين اللاهثين وراء شهواتهم لا يفقهون شيئا فى أمور دينهم، ألا تعلم أيها الغر أن مجرد جلوسك مع امرأة أجنبية دون محرم يعد زنا فى شرع الله؟».. تلعثم الشاب وهو يقول: « زنا.. كيف ذلك وأنا أجلس فى مكان عام يملؤه الناس، ولم أمسس خطيبتى، وهى ترتدى ملابس محتشمة؟» لم يعلقوا على كلامه وأمروا الفتاة بالانصراف من المكان فورا، و التفوا حول الشاب المذعور وراحوا يفتشونه بقسوة واستولوا على هاتفه المحمول ومتعلقاته الشخصية.. ثم انهالوا عليه ضربا بالعصى الغليظة، وأخرج أحدهم «كرباجا» من حقيبة كانت بحوزته, وراح يضربه بكل قسوة وعنف.. حاول المتواجدون منعهم من تعذيب الشاب، ولكنهم لم يفلحوا ,وظلوا يعذبونه الى أن فقد الوعى.. اتصل الملتحون بأميرهم الذى حضر بعد فترة.. استعطفه وليد وطلب منه أن يأمرهم بالتوقف عن تعذيبه.. لم يعره اهتماما واكتفى بالقول: « هى حدود الله لابد من تطبيقها، لأننا قررنا تحويل سيناء الى إمارة إسلامية تحكمها شريعة الله».. واصلوا ضرب الشاب وتعذيبه الى أن سالت الدماء من كل جسده , ثم تركوه فاقدا الوعى وانصرفوا من المكان. بعد أن أفاق الشاب تحامل على آلامه وتوجه إلى قسم ثان العريش وحرر محضرا حمل رقم «327» لسنة 2012، وقدم مذكرات أخرى الى اللواء صالح المصرى مدير أمن شمال سيناء، وعدد من الجهات الأمنية طالبا التحقيق فيما تعرض له من أذى.