[email protected] «نريد رئيسا عظيما لدولة عظيمة»..هكذا تكلم رئيس المجلس العسكرى «القائم بإدارة شئون البلاد حاليا»،المشير محمد حسين طنطاوى،قبل أيام ،فى سياق حديثه عن الانتخابات الرئاسية،التى تنطلق غدا. أمنية المشير طنطاوى هى أمنية كل المصريين المخلصين لوطنهم، الذين يريدون له الاستقرار والهدوء واستعادة وضعه الطبيعى ..غير أن هناك كثيرين لا يريدون لمصر رئيسا عظيما،ولا يريدون أن تكون عظيمة ،ويتعاملون معها منذ سقوط النظام السابق، باعتبارها مغنما، يسعى كل منهم إلى استقطاع جزء لحسابه الشخصى . الذين فقدوا وطنيتهم ،وباعوها بأثمان بخسة فى سوق النخاسة، وحققوا أكبر استفادة شخصية، خلال نحو العام ونصف العام ،منذ أن ألقى اللواء عمر سليمان خطاب تنحى الرئيس السابق، يزعجهم أن تمر الانتخابات الرئاسية فى هدوء، وأن يمر الوطن المرتبك إلى شاطئ الأمان،ويريدون للفوضى أن تسود إلى أجل غير مسمى . ليس هناك وطنى حقيقى يصادرعلى انتخابات قبل أن تتم، أو يقول :إما أن يفوز فلان، أو ننزل إلى الميادين ونبقى الحال على ما هو عليه. ولكن هذا يحدث فى مصر ..إسلاميون يتوعدوننا بإبقاء جذوة الفوضى مشتعلة إذا لم يفز مرشحهم ويصبح رئيسا لمصر، ليتلقى أوامره من مرشده الطبيب البيطرى، وآخرون ممن يدنسون ثوب الثورة الطاهر، يهددوننا بالعودة إلى المظاهرات إذا لم يفز مرشحهم «الثورجى». هكذا يصادرون على نحو 50مليون مصرى لهم حق التصويت، فإما أن يسيروا فى ركابهم ..وإما أن تكون الانتخابات مزورة حتى لو لم تكن كذلك . ما زلنا أسرى عهد سابق،أسقطناه ولكننا نتقمص صفاته وعيوبه، مثل :التخوين والتشكيك فى وطنية من لا يتفقون معنا فى الرأى وإقصائهم وإبعادهم عن المشهد، وادعاء الوطنية، ونزع ردائها عمن يعارضوننا . إن المصادرة على نتيجة انتخابات لم تبدأ،والتشكيك فيها ،وتخوين القائمين عليها مراهقة سياسية ،يجب على أصحابها أن يفيقوا من غبائهم ،وأن يقدموا مصلحة الوطن على مصلحتهم. مصر فى خطر حقيقى ،بسبب أولئك «الأرزقية» الذين يتاجرون بدماء وطن ينزف، ويقفون على جثته وسوف يستمر هذا الخطر، إذا استمر هذا الطابور الخامس، ووجد له أتباعا ومريدين يفكرون بأرجلهم ويمشون على رؤوسهم. فيا أيها الشرفاء فى جميع أنحاء مصر العظيمة ..آن لكم أن تختاروا رئيسكم عبر انتخابات غير مزورة ،لا تأبهوا بمن يتاجرون بالدين ويوظفونه لأهدافهم،ولا تهتموا بمن يدعون أنهم من الثوار،وأعملوا عقولكم ، واختاروا بأنفسكم من ترون أنه يستحق أن يكون رئيسا عظيما لدولة عظيمة وشعب عظيم ..إلا قليلا.