[email protected] فى مسجد أبى بكر الصديق،بحى مصر الجديدة،أدى الرئيس الإخوانى الدكتور محمد مرسى، صلاة الجمعة الماضية،وسط حشد غفير من شباب الإخوان،واحترازات أمنية مشددة،ناسيا وقفته الشهيرة فى ميدان التحرير،وادعاءه عدم ارتداء سترة واقية،وأنه لا يخشى أحدا. ولأن قارئ السورة،الشيخ محمد محمود الطبلاوى،كان يعلم أن الرئيس مرسى،سوف يحضر الصلاة،فانتقى،كعادة معظم القراء،آيات بينات،غازل بها مرسى وإخوانه،فقرأ من سورة الأحزاب:» مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا،يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ،وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ،هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ،تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا «. وصادف اختيار تلك الآيات،هوى فى نفوس الحاضرين من الإخوان،وتفاعلوا مع تلك الآيات،وبدا أنهم من تقديسهم لرئيسهم توهموا أن تلك الآيات،نزلت فى رئيسهم محمد بن مرسى،وليس فى نبيهم محمد بن عبد الله. هكذا فعل الطبلاوى،وسبقه غيره،مثل الراحل مصطفى إسماعيل،عندما كان يغازل الرئيس الراحل أنور السادات،وهكذا يفعل معظم القراء،ولم يحد أحد عن هذا النهج الشائن،سوى القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوى،المتوفى عام 1969،ولم يخضع يوما لحاكم أو سلطان،ولم يحرف الكلم عن مواضعه،وكان جزاؤه فى الدنيا،أنه لم يحصل على أى وسام أو نيشان،من داخل مصر،رغم شهرته التى طبقت الآفاق،كواحد من أبرز من تلوا كتاب الله فى العالم الإسلامى. لم يتحفظ مرسى ولا إخوانه،على تلك المغازلة الفجة، ولم يحتجوا،ولم يعترضوا،ولم يواصل ذئابهم الألكترونيون بذاءاتهم،عبر صفحاتهم ،على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»،لأن إهانة كتاب الله أهون بكثير من المساس بمقام فخامة رئيسهم المفدى. فى ظل الفوضى،لا أحد يحاسب أحدا،والقانون يُدهس بنعال الأغبياء والمجرمين،والذين فى نفوسهم مرض،أو يتم تنفيذه حسب المزاج،وبيد من يملك النفوذ والبطش. ترى ماذا كان سيفعل الإخوان،لو أن الطبلاوى قرأ من سورة «النمل»:»إن الملوك إذا دخلوا قرية،أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة»،أو من سورة «القصص»:»إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ»؟ من المؤكد،أنهم كانوا سوف يحتجون على القارئ،الذى يلامس عامه ال80 ،وقد يعتدون عليه،ويتهمونه بإهانة الرئيس،ويخلعونه من نقابة قراء القرآن،ويعدون مشروعا لأخونة النقابة..