[email protected] سجلت استطلاعات الرأي بشأن انتخاب رئيس الجمهورية تراجعا واضحا فى توجهات الناخبين، وتحول نسبة منهم عن اتجاهاتهم السابقة التى أسفرت عن الأغلبية الحالية فى مجلسي الشعب والشورى، ولأن استطلاعات الرأي فى مصر لا تعتمد على الأساليب العلمية الحديثة التى نراها فى دول أخرى، فإن ذلك لا يعنى بالضرورة ان مرشح أصحاب الأغلبية البرلمانية لن ينجح، كما ان نتائج استطلاعات الرأي فى مصر اختلفت وتباينت وتعارضت أرقام بعضها مع البعض الآخر. وقد اتفقت كل الاستطلاعات رغم اختلافها وتباينها على ان نسبة كبيرة من الناخبين الذين أعطوا أصواتهم للذين حصلوا على الأغلبية فى الانتخابات البرلمانية تحولوا عن توجهاتهم السابقة، وتراجعوا عن تأييد من كانوا يؤيدونهم من قبل، كما اتفقت الاستطلاعات على ان أسباب ذلك ترجع الى أداء الأغلبية البرلمانية تحت القبة واهتمام أعضائها بقضايا فرعية وتجاهل الكثير من الأمور الأساسية مثل الانفلات الأمنى والأزمة الاقتصادية وسائر المشكلات الملحة.. وكان ذلك أولى من الانشغال بفرض الختان والسماح بزواج الفتيات فى سن التاسعة وخفض سن حضانة الأم لطفلتها، وأمور مشابهة أدت الى تحول الجماهير عن تأييد من ينادون بها، ممن استأثروا بالأغلبية فى انتخابات مجلسي الشعب والشورى. وقد سجلت أجهزة الإعلام مواقف معارضة لمن كان البسطاء من الناخبين يؤيدونهم من قبل، الى حد نزع صور أحد المرشحين فى انتخابات رئاسة الجمهورية أو طمسها بالطلاء الأسود. وأرجع معظم المعلقين والمحللين ذلك الى التصريحات التى أدلى بها مؤيدو الأغلبية البرلمانية الحالية، ومنهم من تجاوز المعقول الى اللامعقول مثل نكاح الوداع ومعاشرة الجوارى مما ملكت أيمانكم، وأسفرت هذه التصريحات عن تراجع ملموس فى أصوات الناخبات اللاتى كن يؤيدن أصحاب الأغلبية البرلمانية الحالية، ولم يعد أمام مرشحي هذا التيار فرصة لاستغلال الأمية السياسية السائدة بين أكثر من نصف نساء مصر، فضلا عن الأمية الأبجدية، والتى استطاعوا استغلالها فى الانتخابات البرلمانية. ويرى المتراجعون عن تأييد من كانوا يؤيدونهم من قبل أن أصحاب الأغلبية البرلمانية يعانون من المراهقة السياسية ومن مضاعفات الحرمان الطويل من المشاركة العلنية فى العمل السياسى بصورة شرعية. من أجل ذلك كله تحول كثير من الناخبين عن مواقفهم السابقة. ونسأل الله لنا ولهم العافية..