لصوص و لكن أذكياء.. استخدموا الدولة نفسها و بشكل رسمي للاستيلاء على كنوز فراعين الأسرة الثانية عشر و التى يعج بها رحم أرض محافظة الفيوم وبرعاية شخصية من سيدي «ميزار» صاحب الكرامات.. وسط الصحراء الشاسعة بالقرب من بحيرة قارون وقف «سليمان» تاجر الآثار الثرى يمسح بعينيه رمالا و صخورا تغطى كنوزا من ذهب و تماثيل فرعونية عتيقة, فقال لصحبه : لو قمنا بالحفر هنا ستلقى شرطة الآثار القبض علينا, ولابد من ساتر نتخفى وراءه»!! راح اللصوص الظرفاء يبحثون عن مخرج أو مفتاح لخزائن محفوظة فى باطن الأرض, فتفتقت أذهانهم عن فكرة شيطانية بإقامة هيكل مزعوم و ضريح لأحد الأولياء الخياليين و اختاروا له اسم سيدنا ميزار - رضي الله عنه وأرضاه- وهو الجد الأكبر ليوسف والى وزير الزراعة الأسبق ,وحوله بنوا مجموعة من القبور الفقيرة ليظهروا قدر وجلال الرجل الصالح و لينطلي الأمر على الأهالي و الحكومة!! و أمام الوزير , ابن الفيوم الدكتور يوسف والى وقت كان وزيرا,, جلس «سليمان» يبكى ويحكى عن منام رأى فيه الجد الأكبر ميزار يأمره بإقامة ضريح محترم حتى يرضى عنه, و ليقيم له مولدا سنويا تذبح فيه «القرابين». سريعا ارتفعت هرمونات الدروشة لدى نائب رئيس الوزراء الأسبق, وأصدر أوامره بتمكين ولى الله من أرضه و إقامة الاحتفال بمولده لثلاثة أيام كل عام, وهى الفترة التي كانت كفيلة لسليمان وجنوده كي يحطموا الكهوف و يحفروا الأنفاق للاستيلاء على كنوز الأجداد بينما الناس فى المولد مشغولون ويتأرجحون برءوسهم ذات اليمين وذات الشمال, تقربا وابتهاجا بالرجل الصالح. مرت الأيام والسنون وقامت ثورة يناير فانكسر الخوف فى قلوب الأهالي فراحوا يحطمون الصنم ويهدمون الضريح الفارغ لتنكشف حقيقة الولي الافتراضي وتتكشف حفائر لصوص و تجار الآثار بعد أن خلت من كنوزها!!