لم يحتمل السائق الشاب كلام خطيب خطيبته السابق عن سوء سلوكها.. فاتفق مع اثنين من أصدقائه واستدرجوه إلى منطقة نائية ومزقوا جسده بالمطاوى والسكاكين.. ظلت الجريمة غامضة إلى أن توصل رجال المباحث إلى المتهم الرئيسى فيها واحتجزوه في قسم مصر القديمة.. على الفور انتقلنا نحن محقق «فيتو» إلى القسم وهناك تقابلنا مع المأمور العميد أيمن الصعيدى الذى أكد لنا الخبر.. طلبنا منه إجراء تحقيق خاص معه.. وبعد دقائق حضر القاتل من محبسه وفتحنا المحضر التالى: المحقق: اسمك وسنك وعنوانك؟ المتهم: أشرف أحمد، 25 سنة، أقيم في عين الصيرة المحقق: ما علاقتك بالمجنى عليه أحمد فتوح؟ المتهم: لا تربطنى به علاقة شخصية ولكنه خطيب خطيبتى السابق. المحقق: ولماذا قتلته؟ المتهم: بعد أن فسخ خطبته من فتاة تدعى زينب.. تعرفت عليها وأحببتها بجنون، ثم خطبتها منذ 3 أشهر فقط.. وقبل أيام فوجئت بها تخبرنى بأن خطيبها السابق يطاردها بالتليفون والرسائل، ثم بدأ يهددها هي وصديقة لها تدعى كريمة بصور ومقاطع فيديو مخلة لهما.. وطلب منها أن تفسخ خطوبتها منى وتعود إليه وإلا سينشر تلك الأفلام على الإنترنت.. اتصلت به مرات عديدة وحاولت إقناعه بالتوقف عن تلك المطاردات، ولكنه رفض فقررت الانتقام منه. المحقق: وكيف نفذت الجريمة؟ المتهم: اتفقت مع صديقىَ سعيد أبوالوفا، ومحمود أبوالريش على استدراجه ومحاولة أخذ الصور والفيديوهات منه بالقوة.. اتصل به سعيد واتفق معه على مقابلته في العاشرة مساء بحجة الاتفاق على عمل.. وعندما حضر كنا نحن الثلاثة في انتظاره.. طلبنا منه الصور والأفلام التي تحدث عنها، حتى لا يتعرض للأذى وعندما رفض أنهلنا عليه طعنا بالمطاوى والسكاكين، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.. أخذنا تليفونه وفحصناه بدقة فلم نجد عليه أي أفلام أو صور، فتركنا الجثة وهربنا من المكان. المحقق: هل تشعر بالندم بعد جريمتك؟ المتهم: قطعا لا.. فهو يستحق القتل بعد الإساءة البالغة التي وجهها لخطيبتى التي أحبها.. أنا نادم فقط لأننى لم أقطع جثته وأشعل النار فيها. المحقق: هل لديك أقوال أخرى؟ المتهم: نعم.. أقول إن القتيل هو المخطئ ويستحق ما جرى له، وأننى أحب «زينب» لدرجة الجنون ومستعد لقتل المزيد من أجلها فهى من وجهة نظرى جميلة جميلات الكون. المحقق: أقفل المحضر في ساعته وتاريخه، وأحيل المتهم إلى جهات التحقيق المختصة لاستكمال تحقيقاتها معه. خرج المحقق من قسم الشرطة واتجه إلى منزل القتيل في منطقة بولاق الدكرور وهناك تقابل مع والدته التي قالت بصعوبة بالغة: «أحمد ابنى كان شابا مكافحا وعلى خلق كريم، ولكنه أصر على خطبة «زينب» رغم تحذيراتنا له.. وبعد الخطوبة ظهرت عيوبها فتركها.. لم يخطر على باله أنها ستدبر له هذه الجريمة وستحرمه من الحياة».. انهارت الأم وبكت بكاء حارا فتركها المحقق وتحدث مع والده وشقيقه، فأكدا أن الخلاف بين أحمد وخطيبته السابقة لم يكن خلافا على صور وأفلام، ولكنه طلب منها الذهب الذي قدمه لها في الشبكة، فراحت تماطله..ويوم الحادث اتصل به شخص وطلب منه مقابلته لتسليمه نصف الذهب.. أسرع إليه دون أن يدرك أن هذه مكيدة مدبرة لقتله».