ثلاثة أسرار وراء فرحة المصريين بفوز زامبيا

فى غياب الفرعون الجريح.. توج منتخب زامبيا لكرة القدم بلقب كأس الأمم الأفريقية لأول مرة في تاريخه، بعد مباراة ماراثونية أمام منتخب كوت ديفوار، في نهائي مثير لبطولة «غينيا الاستوائية والجابون 2012» كان أشبه بأفلام الدراما الهندية, خاصة عندما أطاح نجم الأفيال ديديه دروجبا بآمال بلاده بعيدا, مع إهداره ركلة الجزاء التى احتسبها حكم المباراة قبل انتهاء شوطها الثاني بعشرين دقيقة فقط.
المثير أن فوز زامبيا فى اللقاء الذى أقيم مساء الأحد الماضى, باللقب أثلج - شيئا ما - قلوب المصرين الذين شجعوا أبناء «رينار» وجاءت الرياح بما اشتهت سفنهم, ليبقى المارد الإيفوارى على مسافة بعيدة من الرقم القياسي المسجل باسم المنتخب المصرى فى الفوز بنصف دستة ألقاب قارية, مقابل نجمة واحدة تزين قمصان الأفيال.
والبطولة التى شهدت نسبة مشاهدة متواضعة قياسا إلى النسخ السابقة, لغياب المنتخبات الكبرى, وعلى رأسها مصر والكاميرون, ونيجيريا , وجنوب أفريقيا, شهدت تتويج زامبيا على عرش الكرة الأفريقية للمرة الأولى فى تاريخها, وأعادت «الطلقات النارية» - لقب المنتخب الزامبى - إلى الذاكرة الكروية بعد كارثة سقوط الطائرة الشهيرة التى راح ضحيتها 18 لاعبا قبل نحو تسعة عشر عاما.
وربما يكون تعاطف المصريين مع ضحايا رفاق كالوشا بواليا, و الأجواء الحزينة التى تعيشها مصر بعد مذبحة الألتراس فى بورسعيد, من أسباب تشجيع الفراعنة ومساندتهم للمنتخب الزامبى, فضلا عن الذكريات السيئة التى ربطت بين إخفاقات مصرية ومنتخب كوت ديفوارالذى ساهم فى حرمان مصر من مجد كروي, خاصة المشاركة فى المونديال العالمي فى النسخة قبل السابقة.
وبالعودة لتفاصيل المباراة النهائية, التى كانت قد انتهت بتعادل المنتخبين سلبياً فى وقتها الأصلي، قبل التمديد لشوطين إضافيين، فلم يطرأ أي تغييرعلى النتيجة، احتكم المنتخبان لركلات الترجيح، والتي ابتسم الحظ فيها للمنتخب الزامبي، الذي حسمها لصالحه بثمانية أهداف مقابل سبعة، حيث استمر السجال بين الفريقين مستمرا إلى أن تمكن الحارس الزامبي كينيدي مويني، من التصدي لركلة كولو توريه، لاعب «مانشستر سيتي» الإنجليزي، لترتفع صيحات جماهير زامبيا، وهنا ارتفعت درجة الإثارة مرة أخرى حين شعرت الجماهير باقتراب اللقب من زامبيا إلا أن رينفورد كالابا، أهدر ركلته ليعيد الأمور مرة أخرى إلى المربع الأول.
ووسط أجواء الترقب والتوتر التي سادت الملعب، عاد لاعب «أرسنال»، جيرفينو، ليهدر ركلة ثانية للمنتخب الإيفواري، لتعود الفرصة مرة ثانية لمنتخب زامبيا، أحسن اللاعب ستوبيلا سونزو استغلالها ليسجل هدف الفوز لمنتخب بلاده.