قالت مصادر عقارية بريطانية: إن الصندوق السيادي القطري على وشك إكمال شراء بناية "إتش إس بي سي" التي تعد من أهم ناطحات السحاب التجارية في بريطانيا. وتقع البناية في منطقة "كناري وورف" شرقي لندن، وهي من البنايات التجارية التي تشكل الحي التجاري الثاني بعد "حي السيتي" الواقع بالقرب من بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) وكانت البناية قد عرضت للبيع في عطاء في أبريل الماضي، وقدر ثمنها بنحو 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.6 مليار دولار) وحسب صحيفة "صنداي تايمز"، فإن المنافسة كانت شديدة بين الصندوق السيادي القطري وشركة التأمين الصينية، وفي حال اكتمال هذه الصفقة العقارية، فستنضم بناية "إتش إس بي سي" إلى مجموعة من العقارات الفاخرة التي يملكها صندوق الثروة السيادية القطري في لندن. يذكر أن تحالف شركة الديار القطرية مع شركة ديلانسي البريطانية، تملك في أغسطس 2011 نحو 1400 شقة، مع أراض مرخصة لبناء ألفي شقة إضافية فيها في صفقة بلغت قيمتها نصف مليار جنيه إسترليني، وتمت الصفقة قبيل انطلاق الألعاب الأوليمبية التي جرت في لندن سنة 2012، والديار هي الذراع العقارية لصندوق الثروة السيادية القطري. وتمتد استثمارات صندوق الثروة السيادية القطري في بريطانيا لتشمل معالم مهمة مثل متجر "هارودز" الذي يعد إحدى الجواهر اللامعة في عالم المتاجر عالميا، ونفذ صندوق الثروة السيادية عبر أذرعه عملية الشراء في العام 2010 في صفقة بلغت قيمتها 1.5 مليار جنيه إسترليني " 2.25 مليار دولار". كما تمتلك قطر مبنى "شارد" الذي يقع على ضفاف نهر التايمز وهو أعلى ناطحة سحاب في أوربا، كما تمتلك حصصًا مهمة في شركات مثل متاجر سوبرماركت "سينزبري" التي تمتلك 26% من أسهمها، فضلًا عن مجمع "ون هايد بارك" العقاري القريب من متجر هارودز والذي يعد أغلى مجمع شقق في العالم. ولدى الجهاز حصص في سوق لندن المالية وسوق "أومكس"، وشركة سوق "كامدن تاون" العقارية، وهذه الاستثمارات وغيرها تعدّ من درر العقارات ليس في لندن فقط، لكن في جميع أنحاء العالم وهي عقارات يحلم بتملّكها مليارديرات العالم. ويقول عقاريون في لندن: "لقد أنقذ المستثمرون العرب، خاصة صناديق الاستثمار الخليجية وعلى رأسها جهاز قطر للاستثمار، العقارات البريطانية في لحظات حرجة كانت السوق البريطانية تشارف فيها على الانهيار بعد أزمة المال العالمية في 2008". وقال العقاري ليان بيلي الشريك في وكالة "فرانك نايت": "استثمرت قطر بقوة وكثافة أوقات صعبة مر بها الاقتصاد البريطاني، في أعقاب الأزمة المالية التي أجبرت كبار المستثمرين البريطانيين والأجانب على التقهقر من السوق البريطانية، وكسبت الرهان الاستثماري، وخسر آخرون، لأن السوق استعادت قوتها بعد عامين من الأزمة وارتفعت الاستثمارات القطرية". وذكر في تصريحات سابقة ل"العربي الجديد" أن هذا الإقدام القطري والثقة بالاقتصاد البريطاني، هما اللذان حفرا اسم قطر في ذاكرة البريطانيين، وقال إن القطريين يستثمرون في بريطانيا استثمارات طويلة الأجل، وهي نوعية الاستثمارات التي تحتاجها السوق. ويقدّر حجم الاستثمارات القطرية في بريطانيا بنحو 35 مليار دولار، كما قدّر إجمالي استثماراتها الخارجية بنحو 45 مليار دولار حتى العام 2012، ومعظم هذه الاستثمارات في شركات استراتيجية وعقارات بريطانية، وتقدّر قيمة موجودات جهاز قطر للاستثمار بأكثر من 100 مليار دولار. وقال الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار أحمد السيد، خلال زيارته لندن في أبريل: إن الجهاز مستثمر طويل الأجل وملتزم بالاستثمار في بريطانيا.