- «الأسود» مزاج الفقراء.. و«أبو فتلة» ل «الهاى كلاس».. و«تنشيف التفل وخلطه بالنشارة» أشهر أساليب الغش - 3٫5 مليارات جنيه ينفقها المصريون في حب الشاى سنويا من رحم تربة الصين في شرق آسيا عرفت البشرية زراعة الشاى أو قل "المزاج الحلال" لملايين الشعوب في دول العالم وعلى رأسهم المصريون، فالمشروب الذي يتم إعداده في دقائق معدودة جاء وليد صدفة حيث يعود تاريخه إلى 5 آلاف سنة عندما اكتشف الإمبراطور الصينى "شين نونج" مصادفة عندما كانت تتم معالجته بالأعشاب الطبيعية وعند سقوط ورقة شاى من داخل حديقته على إناء به ماء ساخن كانت المفاجأة غير المتوقعة التي أحدثت طفرة في مزاج العالم، ليصبح الشاى مشروبا عالميا بعد أن استورده الأوربيون من دول آسيا لتنتقل زراعته إلى أفريقيا، ويصبح مصدرا للمستعمر الأبيض الذي جعل القارة السوداء سوقا لتصدير الشاى. الخبراء أكدوا أن الشاى رغم تعدد المشروبات المنافسة له إلا أنه ما زال يحتفظ بمكانته لدى للمصريين حيث عرفوه في القرن ال 18، وتحديدا في عهد مؤسس مصر الحديثة محمد على باشا ومن بعده أبناؤه حيث أدمن ابناه إسماعيل وتوفيق الشاي، وكذا لم يكن الأخير حكرا على الأغنياء، بل عرف طريقه لمنازل الفقراء، وأصبح الحد الأدنى من الترحاب إذ يقدم للضيوف باعتباره المشروب الرسمي. ورغم العلاقة القوية بين الشاى والمصريين إلا أن التربة المصرية تمردت على زراعته ولفظته عندما حاولت مراكز البحوث زراعته، لكونه نباتا استوائيا أو شبه استوائى لا يتناسب والبئية المناخية في مصر، حيث فشلت محاولة زراعته في محافظتى الفيوم وأسوان، لكن تعددت الحلول بالاستيراد، إذ تعدت فاتورة استهلاك الشاى ال 3.5 مليارات جنيه سنويا من عدة دول أبرزها سريلانكا، الهند، كينيا، وتنزانيا، فيما تسعى الصين لتوسيع نفوذها التجارى لهذه السلعة بمصر. يقول الدكتور نادر نور الدين الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، "زراعة الشاى شبه مستحيلة في مصر، لأن طبيعة نموه تستوجب مناخا استوائيا أو شبه استوائى،، ولذا سعت مراكز البحوث الزراعية إلى الاجتهاد في زراعته بمحافظتى الفيوم وأسوان لكن لم يكتب للتجربة النجاج وكانت الأوراق التي تم الحصول عليها من هذه الزراعات خالية من نكهة الشاى المستورد". وأضاف أن مصر عرفت الشاى في القرن ال 18 بعدما عرفته أوربا في بداية القرن ال 17 حين استوردته من دول شرق آسيا، كما أنشأت المصانع لتعبئته، وإعادة تصديره إلى الدول التي تقع في حزامها الاستعمارى، منوها إلى أن الخديو إسماعيل وتوفيق من أبناء محمد على مؤسس مصر الحديثة بعد توليه حكمها في عام 1805 كانا من مدمنى الشاى لأنه يعطى القدرة على التركيز والانتباه. وتكشف مصادر بالغرف التجارية أن فاتورة الشاى تتجاوز ال3 مليارات و500 مليون جنيه سنويا، مؤكدة تعدد شركات استيراد الشاى من المناشئ المختلفة إلى مصر. من جانبه قال لطفى السيد العبسوى رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية ببورسعيد:المصريين لديهم مذاهب بعينها تحكم عملية شرب الشاى، إذ تلعب القدرة الاقتصادية دورا في تحديد نوع الشاي، فالشاى العادى "الأسود" يستحوذ على مزاج غالبية المصريين، وهناك من يفضلون الشاى "أبو فتلة ليبتون" واصفا الفئة الأخيرة ب "الهاى كلاس". وفى سياق متصل عن فوائد الشاى وطرق غشه يكشف الدكتور عصام رمضان رئيس لجنة الصحة العامة وسلامة الأغذية فإن للشاى أنواعا منها الشاى الأسود الذي يتحول إلى اللون ألاحمر والشاى الأخضر وهما من أشجار واحدة والفرق بينهما يكمن في عملية المعالجة فالشاى الأسود تترك أوراقه متراكمة حتى تذبل ويحدث لها عملية تخمير وعمليات أخرى لإحداث التغير في اللون والطعم في حين يظل الشاى الأخضر محتفظا بطعم ورائحة أوراق الشاى الطازجة ويتم ترك أوراقه لتجف ثم يحدث لها غلى أو سلق خفيف وإعادة تجفيفه ويحتوى الشاى الأخضر على مضادات الأكسدة ويقوى المناعة ولديه القدرة على مواجهة الإنفلونزا والتخسيس وتقوية القلب بالشتاء كما أن الشاى يحتوى على مادة "التنيك اسيد " لمواجهة الإسهال والتقلصات المعوية كما أنه يحتوى على مادة الكافيين المنبه للجهاز العصبى المركزى وطرق غش الشاى مختلفة ألوانها كما يؤكد رمضان فمنها من يلجأ إلى تنشيف "تفل" الشاى من المقاهى لإعادة استخدامه ليبدو كالشاى الأصلى وتداوله مرة أخرى للمواطنين بجانب استخدام نشارة الخشب وغليها مع الشاى حتى تأخذ لون صبغته أو استخدام وسائل أكثر خطورة على أجهزة الجسم حال تناوله ومنها برادة الحديد التي تظل عالقة بقاع كوب أو فنجان الشاى لطبيعة وزنها لكن لها مخاطر على أصحاب المزاج المغشوش بأثر تراكمى لكونها تسبب الفشل الكلوى والفشل الكبدى.