ليس هناك من شك في أن جماعة «داعش» الإرهابية هي القضية التي تملأ الدنيا الآن وتشغل الناس في الشرق والغرب على السواء! في الشرق لأن «داعش» مارست زحفها من سوريا إلى العراق واستطاعت أن تصل إلى مشارف بغداد.. ومن هنا كان من المنطقى أن تحس بلاد المشرق العربى أن الخطر بات يهددها. وفى الغرب لأن هذه الجماعة الإرهابية أعلنت تحديها للدول الغربية وخصوصًا الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، وقامت بذبح رهينتين أمريكية وإنجليزية كرد فعل للتحالف الدولى ضد الجماعة. وقد نشر «توبى دوج» أستاذ العلاقات الدولية في مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في مجلة سيرڤياڤل في عددها الذي صدر في أكتوبر – نوفمبر 2014 مقالة بالغة الأهمية بعنوان «هل يمكن إنقاذ العراق؟ ولكى نبين زيف مزاعم «داعش» بهذا الصدد نقتبس النقد الذي وجهه هذا الباحث المرموق لفكرة ربط مسلك «داعش» باعتباره رد فعل لاتفاقية «سايكس بيكو» الاستعمارية. «يمكن القول إن هذا الرد المتأخر من قبل داعش ضد اتفاقية «سايكس بيكو» التي عقدت عام 1916 وإلغاء الحدود التي تعتبرها مصطنعة ليس سوى محاولة تخريبية واضحة لإسقاط الدول العربية، بزعم أنها مجرد ولايات في إطار خلافة إسلامية شاملة يرأسها الخليفة «أبو بكر البغدادى».. ولو نجحت خطة «داعش» فمعنى ذلك حدوث نتائج بالغة الخطورة على مجمل الدول العربية تتمثل أساسًا في إلغاء الدولة ككيان والارتداد إلى مرحلة ما قبل الدولة حيث يسود حكم القبائل والعصبيات والجماعات الطائفية. وقد رأينا بعد 25 يناير سقوط الدولة الليبية في يد الميليشيات العسكرية، وسقوط الدولة اليمنية بعد أن وصل الحوثيون إلى صنعاء وسيطروا بالفعل عليها.. وها هي الدولة السورية التي سقطت بالفعل بعد الحرب الأهلية الدامية التي دارت فيها.» والسؤال الذي طرحه بذكاء شديد البروفيسور «توبى دودج»: هل في مثل هذا السياق يمكن إنقاذ الدولة العراقية؟