- بالتفاصيل.. «أردوغان» يمنح قيادات التنظيم الإرهابى 10 محافظات تركية لإدارة «بيزنس البغدادى» يظل الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان» لغزًا كبيرًا ومحيرًا..فالرجل الذي أعلن منذ أسابيع قليلة انضمامه إلى التحالف الدولى ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بل وزاد عن ذلك بطلبه من التحالف ضرورة التدخل البرى لدحر مقاتلى التنظيم الشرس، هو ذات الرجل الذي ما زال يدعم التنظيم عبر «دواعش تركيا» الذين توغلوا في مؤسسات الدولة التركية الرسمية وفى منظمات المجتمع المدنى بها وأقاموا المدارس وأنشأوا مشاريع اقتصادية ويحظون برعاية خاصة من مؤسسات الدولة التي يترأسها أردوغان وصديقه المقرب «أحمد داود أوغلو» رئيس الوزراء التركي. ما يفعله «أردوغان» يعنى أن الرجل يريد أن يكون شخصين مختلفين متمثلين في شخص واحد! لكن الحقيقة التي تكشفها المعلومات المتلاحقة التي يتم نشرها هناك في تركيا تؤكد أن الرجل يفعل كل ذلك لأنه يريد أن يكون «الأمير» سواءً كان أميرًا لداعش أو ممثلا لها في أوربا ومناطق من سورياوالعراق ولبنان! الرجل باختصار لا يريد الرضا بأن يكون رئيسًا لتركيا وحدها، لكنه يرى ضرورة توسيع حدود دولته لتشمل مناطق أخرى يرى أنها ملك للدولة العثمانية. وربما يؤدى ذلك به في نهاية المطاف لخسارة كل شيء، فالتوقعات تشير إلى أن الوضع داخل تركيا يتجه للتأزم بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة، والمعلومات تؤكد أيضًا أن «دواعش تركيا» سيبيعون «أردوغان» في نهاية المطاف، وإن تمسك به هؤلاء، فمن المؤكد أن «أبو بكر البغدادي» أمير «داعش» لن يرتضى بأن ينازعه «أردوغان» على الزعامة وسيحاول القضاء عليه، فكلاهما - البغدادى وأردوغان - لا يريدان تقسيم الزعامة والإمارة بين اثنين، فكل منهما سيعمل على إزاحة الآخر بكافة الطرق. «دواعش تركيا» هناك على أرض «العثمانيين» في أكثر من 10 محافظات تركية يسيطر أتباع «داعش» على الأوضاع ويقيمون مشاريع اقتصادية ومدارس، وخاصة في «المحافظات الكردية، ومحافظات إزمير، إسطنبول، قونيا، أنقرة، أضنة، مرسين، أنطاليا، هاتاي، مانيسا، بورصة، كوجيلي، وطرابزون». الداخل التركى بات منزعجًا للغاية من توغل رجال «داعش» في نظام «أردوغان» وتوغلهم في المجتمع التركى بكافة طوائفه وأجنحته، هذا الانزعاج عبر عنه نائب حزب الشعب الجمهورى التركى المعارض عن مدينة قونية بوسط الأناضول «آتيلا كارت». مؤكدًا أنه اتضح أن العدد الأكبر من الأعضاء في تنظيم «داعش» هم من تركيا، حيث انخرط 500 مواطن تركى في صفوف التنظيم الإرهابى للقتال في العراقوسوريا. وأشار «كارت» إلى أن للتنظيم الإرهابى فعاليات مكثفة في تركيا، فضلًا عن انتشارهم بأعداد كبيرة في مدن سقاريا وكارامورسل ويالوفا وكرك قلعة وكرشهير وبينغول، وديار بكر وأضنة والعاصمة أنقرة، وأضاف: أغلب الأتراك المنخرطين في صفوف «داعش» هم من الذين تلقوا تدريبات وقاتلوا في مناطق الصراعات، ومنها أفغانستان والبوسنة والشيشان. موضحًا أن ل«داعش» مؤسسات وجمعيات ومدارس بصورة غير مباشرة في تركيا، ومديرية الأمن على دراية كاملة بكافة فعاليات التنظيم الإرهابي، ولذا فعلى الحكومة التركية أن تعلن وتعترف بكل التفاصيل المتعلقة بالتنظيم الإرهابى داخل البلاد. «رجال البغدادي» الانتشار المريب ل «دواعش تركيا» كشفه الباحث التركى الدكتور «مصطفى بيكوز» في دراسة له بعنوان «حزب العدالة والتنمية يدًا بيد مع السلفيين»، وكشف الباحث في دراسته خبايا العلاقة التي تربط الحزب وتحديدًا «رجب طيب أردوغان» ورئيس وزرائه «أحمد داود أوغلو» بالمتشددين ورجال «داعش» وتنظيم القاعدة. المثير في الأمر أن العلاقة بين «داعش» و»الأتراك» بدأت قبل أن تقوى شوكة «داعش»، وقبل أن يستطيع التنظيم تأسيس جيش يحارب في طول المنطقة وعرضها، وتحديدًا مع بدايات عام 2010، قام «أردوغان» بتكليف «داود أوغلو» رجل أردوغان المقرّب، و»هاكان فيدان» رئيس جهاز المخابرات التركية، بفتح الحدود على مصراعيها أمام آلاف التكفيريين، الذين جاءوا إلى تركيا وانتقلوا عبرها إلى سوريا، للقتال ضد الدولة السورية، وهو ما أدى إلى تدهور علاقات أنقرة مع سورياوالعراق وإيران ولبنان، بل وحتى مع روسيا وأرمينيا، تلا ذلك توتر في العلاقات التركية - المصرية، لتصل أنقرة إلى المزيد من التدهور في العلاقات الخارجية، التي لم يبقَ لها في المنطقة سوى أمير قطر، وصولًا إلى «الخليفة» البغدادي، ودولته المزعومة على حدود تركيا ! «ملاطيا» هناك في محافظة «ملاطيا» تلك المدينة القديمة التي تقع في شرقى الأناضول، وتقع على ارتفاع 880 م تقريبًا عن سطح البحر، عند المجرى الأعلى لنهر الفرات، ملتقى طرق قديمة مهمة منها «الطريق الملكى الفارسى وطريق الفرات»، تدرب رجال «البغدادي» على حمل السلاح وتلقوا تدريبات عسكرية مكثفة. وفى «ملاطيا» اشتهر اسم «فيز الله بيريشكك» الذي يتمتع بعلاقات مع تنظيم القاعدة، ومع حزب العدالة والتنمية، ويعد أحد أبرز رجال «داعش» في تركيا، فعبر جماعته يتم دعم تنظيم الدولة الإسلامية بالمال والرجال الذين يضعون الخطط وبعضهم يقاتل في سورياوالعراق وبالقرب من الحدود التركية. جماعة «بيريشكك» تعد همزة الوصل الكبرى بين «داعش» وحزب العدالة والتنمية التركي، وكان لرجاله الدور الأكبر في الإفراج عن الدبلوماسيين الأتراك الذين اعتقلهم «داعش» في العراق ثم أفرج عنهم منذ فترة في صفقة لا يعلم تفاصيلها الكثير، والأكيد أن معلومات هذه الصفقة ستحل الكثير من الألغاز إذا ما تم الإعلان عنها كاملة. وتتميز جماعة «بيريشكك» بسطوتها وعلاقاتها بمختلف السلطات في تركيا. «يولجو» وهناك في مدينة «إزمير» تلك المقاطعة التركية التي تقع في غرب الأناضول على إيجة الساحل، وعاصمتها هي مدينة أزمير. في الغرب فهى محاطة ببحر إيجة، وتقع بالقرب منها عدة محافظات هي باليكيسير في الشمال، مانيسا في الشرق، وآيدن في الجنوب، يبرز اسم «عبد الله يولجو» وهو تركمانى من مواليد كركوك، والذي يتحدث علنًا أنه جاء إلى تركيا بمهمة من الحركة السلفية من أجل أسلمة المجتمع، ولديه دور نشر، وينظم مؤتمرات، وحلقات نقاش، ويطبع الكتب التي تدعو للجهاد، وتطبع كتبه عادة باللغة العربية وتوزع على الحجاج في فترة الحج، ويتمتع أيضًا بعلاقات وثيقة مع حزب العدالة والتنمية، ويدعمه، كما أن له علاقات تنظيمية مع مسلحى تنظيم القاعدة من ذوى الأصول الكردية. ول»يولجو» دور هام للغاية في تجنيد الإرهابيين وإرسالهم للقتال في سورياوالعراق، ومنهم من أصبحوا قادة لكتائب «داعش» في الرقة وعدة مدن سورية أخرى. هنا «أنطاليا» مدينة «أنطاليا» تلك المدينة التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في جنوب غرب تركيا، وهى عاصمة مقاطعة أنطاليا، وتقع على منحدرات ساحلية، ومحاطة بالجبال. في تلك المقاطعة لا يختلف الوضع كثيرا عن مثيلاتها التي يسيطر عليها «الدواعش» في تركيا ويتوغلون داخلها، وفيها يتم التدريب على استخدام المتفجرات بمختلف أنواعها. ويتزعم رجال البغدادى في هذه المقاطعة رجل يسمى «محمد بالجى أوغلو» ويحمل لقب «أبو سعيد الياربوزي» وهو ذات الرجل الذي اتهمته محكمة أمن الدولة التركية سابقًا بحيازة الأسلحة والمتفجرات، وإنشاء منظمة مسلحة لقلب نظام الدولة. وعلى الرغم من ذلك فإن مجموعة الرجل مازالت تعمل في «أنطاليا» بكل قوة وتدرب مقاتلى «داعش» على استخدام «المتفجرات» والتفجير عن بعد وتفجير «السيارات» وزرع «العبوات الناسفة». وفى «أنطاليا» أيضا هناك «محمد أمين أكين» الذي سجن لمدة طويلة بتهم تتعلق بالإرهاب أيضا، ووجد في منزله إيصالات استلام مبالغ مرسلة له من جهات خارجية تردد دعمها للمتطرفين في مختلف دول المنطقة. ويتمتع «أكين» بعلاقات وطيدة بقادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. «الحدود السورية» بالقرب من الحدود السورية التركية تقع مدينة «أضنة» التي تعد خامس المدن التركية الكبرى من حيث تعداد السكان، بعد كل من إسطنبولوأنقرة وأزمير وبورصة على التوالى. وفى هذا الإقليم الغنى بالمعادن بسبب اكتشاف مناجم الكروم والحديد والمنجنيز والرصاص والزنك به، يبرز اسم «الملا عمر» الذي تم ترحيله من ألمانيا، وهو أحد أبرز التكفيريين الذين ينظمون إرسال المسلحين إلى سوريا، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع حزب أردوغان. ووفقًا للمعلومات فإن «الملا عمر» انتقل إلى سوريا للقتال إلى جانب «داعش» وترك بعض مساعديه في «أضنة» ليعملوا على تجنيد المقاتلين وإرسالهم لسورياوالعراق. وبالقرب من الحدود السورية التركية هناك أيضا مدينة عنتاب أو عينتاب أو غازى عنتاب كما يسميها الأتراك، وهى عاصمة محافظة غازى عنتاب في جنوبتركيا حاليًا وتعتبر سادس أكبر مدينة في تركيا، وتبعد 96 كيلو مترًا شمالا عن مدينة «حلب» السورية. وفى هذه المدينة يبرز اسم «عبيد الله أرسلان» الذي تلقى تعليمه في بيشاور، ويدعم علنًا انتخاب ممثلى حزب العدالة والتنمية. ول«أرسلان» دور بارز في المجتمع التركى وفى دعم المسلحين في سوريا بشكل عام، وبينهم مقاتلو «داعش» بشكل خاص. القاعدة وتركيا بعيدًا عن أيادى «داعش» التي أطلقها أردوغان في تركيا لتتحرك من خلالها لزعزعة استقرار دول الجوار، فالرجل بدا وكأنه أحد أهم داعمى تنظيم «القاعدة». فوفقا لدراسات أعدها كتاب ومفكرون أتراك فإن «أردوغان» كان له دور بارز في دعم رجال القاعدة في تركيا، وعلى رأسهم «مراد غزينلار» الذي يدير دار كتب في قونيا، وأوقف عام 2002، ولكن تم إطلاق سراحه لاحقًا ليذهب إلى سوريا فيعتقل في 16 أبريل 2009 من قبل سلطات الأمن السورية، والمثير للاهتمام هو توسط (أحمد داود أوغلو) وزير الخارجية التركى من أجل إطلاق سراحه، وهو ما يؤشر إلى أن «مراد» كان مكلفًا بعمل معين من قبل نظام أردوغان. كذلك قام نظام أردوغان بإطلاق سراح أعضاء من تنظيم القاعدة منهم «هاليس بايانجوك» الملقب بأبى حنظلة، الذي أعلن أنه من أجل القيام بالجهاد يجب أن نحارب في سوريا، و»هاليس بايانجوك» هو ابن «حاجى بايانجوك» الذي حكم عليه بالمؤبد في قضية تنظيم القاعدة ثم تم إطلاق سراحه مع عناصر أخرى كثيرة من أجل تجنيدهم كمرتزقة في سوريا. حلم الإمارة الكاتب والباحث المغربى الكبير «مصطفى قطبي» أكد مرارًا وتكرارًا أن «أردوغان» هو الأمير الحقيقى لداعش وغيرها من الجماعات والتنظيمات المتطرفة في المنطقة، انطلاقًا من تقديم الرئيس التركى كل الدعم والتسهيلات التي تحتاجها هذه التنظيمات. المخططات التي وضعها «أردوغان» لتحقيق حلم الإمارة بدأت تتكشف، الواحد تلو الآخر، وربما تتحول نهايتها إلى نهاية تراجيدية لم يتخيلها «أردوغان» في حلمه، فربما «تأكل الدبة صاحبها» وبدلا من أن تساعد هذه التنظيمات الرئيس التركى في تحقيق حلمه تنقلب عليه هو الآخر كما انقلبت على من صنعوها ودعموها سابقًا.