بحسب التقويم الغربى، يحتفل الكاثوليك المصريون- اليوم الثلاثاء- بعيد الميلاد المجيد، وأقيمت أمس صلاة قداس عيد الميلاد، غاب عنها الكاردينال أنطونيوس نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك، لظروف صحية، رغم مشاركته فى الاستفتاء على الدستور، وصلى بديلا عنه الأنبا كيرلس وليم- مطران أسيوط-، والأنبا بطرس فهيم- النائب البطريركى بكاتدرائية الفجالة-، وصلى الأنبا يوحنا قلته فى كاتدرائية العذراء بمدينة نصر. الأب رفيق جريش- مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية– أكد أن الكنائس بكَّرت فى الخروج بالقداس فى الحادية عشر ليلا، نظرا للأحوال الأمنية المضطربة التى تشهدها البلاد. وألقى الأنبا كيرلس وليم رسالة العيد التى دارت حول المسيح- كلمة الله- جاء فيها إعلان الملاك للرعاة البشرى السارة "لا تخافوا.. ها أنا أبشركم بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب.. ولد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح الرب، وإليكم هذه العلامة.. تجدون طفلاً مقمطًا مضجعًا في مذود" (لو2/ 10-11)، والكنيسة تُسمعنا هذه البشرى بعينها، اليوم، إذ إنها أعلنت لجميع الأجيال على مرِّ الدهور، هل هناك شيء مجيد أو خارق للعادة أو استثنائي في تلك العلامة؟، التي أعطاها الملاك للرعاة؟ كلا، فإنهم سيجدون طفلاً مقمطًا يحتاج ككل الأطفال إلى عناية أمه، طفلاً مولودًا في حظيرة، وليس على مهد وثير، بل في مذود، وهذه هي علامة الله: الطفل في احتياجه للعون وفي فقره المدقع، ولسوف يتمكن الرعاة فقط من خلال القلب النقي، أن يروا في هذا الطفل تحقيق وعد أشعيا، الذي قال قبل حوالى 700 سنة من ذلك اليوم "ولد لنا ولد، أعطى لنا ابنا، فصارت الرئاسة على كتفه" (اش9/5). وأضاف الأنبا كيرلس: ونحن أيضًا، اليوم، مدعوون من خلال مقطع الإنجيل الذي تُلي على مسامعنا، أن نسير بالقلب النقي، لملاقاة الطفل الموضوع في المذود، إن ملاك الرب، الذي بشر الرعاة بهذا الخبر العظيم، يبشرنا نحن أيضًا به في هذه الليلة، وكما دعاهم يدعونا نحن أيضًا. والكنيسة الكاثوليكية مقسمة إلى سبعة أبراشيات، تدار من قبل سبعة مطارنة، في المنيا، والإسماعيلية، وسوهاج وأسيوط، والأقصر، وأخيرا في الجيزة، يرأسهم بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ويوجد دير واحد للحياة التعبديَّة، يتبع هذه الكنيسة يقع في كينج مريوط، وبشكل عام فإن العمل الرهباني في هذه الكنيسة لا يقتصر على حياة التعبد في الأديرة، وإنما يقوم على العمل الرعوي في خدمة أبناء الكنيسة، وفي الحقول الكنسية المختلفة، وهناك أكثر من خمسين رهبانية في مصر. للكنيسة معهد لاهوتي لتخريج الكهنة يحمل اسم القديس "لاون"، ويقع في ضاحية المعادي بالقاهرة، ويتبع لهذه الكنيسة 160 مدرسة كاثوليكية موزعة على أغلب المدن المصرية، وتستقبل هذه المدارس أبناء المصريين كافة، على اختلاف مذاهبهم وأديانهم، وتدير الكنيسة مشفى في أسيوط ومستوصفات ومراكز صحية في مناطق مختلفة في البلاد. بطريرك كنيسة الأقباط الكاثوليك الحالي هو الأنبا أنطونيوس نجيب، من مواليد 1935، وقد تسلم مهامه البطريركية منذ عام 2006 م. الكنيسة الكاثوليكية ليست عضوا في مجلس الكنائس العالمي، لكنها عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط، وتربطها علاقات طيبة مع الطوائف المسيحية الأخري في الشرق الأوسط، وتلعب دورا إيجابيا في تعزيز العلاقات الأخوية بين المسيحيين والمسلمين، أبناء الوطن الواحد.