[email protected] تابعنا حديث الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء للتليفزيون المصرى الذى تملكه الدولة، والذى قال فيه إن حكومته ملتزمة بتنفيذ مشروع المائة يوم الذى أعلنه الرئيس مرسى فى برنامجه الانتخابى. وتأتى كلمات قنديل مؤكدة تصريحات أدلى بها الرئيس مرسى جاء فيها إنه كلف الحكومة بتنفيذ مشروعه الانتخابى بشأن الأمن والاقتصاد وحل مشاكل المرور والقمامة، وسائر ما كان يقوله لجمهور الناخبين. وتحت أيدينا تصريحات مماثلة للرئيس السابق محمد حسنى مبارك عندما كان يجلس فى المبنى الرئاسى الذى يجلس فيه الآن الرئيس مرسى، وكان حزبه الوطنى يهيمن على كل الأمور قبل أن تنتقل الهيمنة إلى الآخرين. وكثيرا ما قال مبارك فى تسجيلاته التى أشرنا إليها انه كلف الحكومة بحل مشكلة ما وتدبير التمويل اللازم لتنفيذ ما أمرها بتنفيذه. وعندما ينتهى الأمر إلى الفشل يبدأ الفصل التالى من السيناريو لتتحمل الحكومة الوزر بأكمله، مع إلصاق الفشل بالحكومة ورئيسها وتكليف أصحاب الأدوار المختلفة بفتح النار على الفاشلين الذين عجزوا عن تنفيذ توجيهات الرئيس. واستكمالا لهذا السيناريو كان يتم الإيعاز إلى التابعين وتابعيهم من أعضاء مجلس الشعب بشن هجماتهم الحنجورية على الحكومة واتهامها بالفشل والتقصير. وكان زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية فى ذلك العصر يقوم بدور رئيسى فى هذه المسرحية طبقا لما هو مرسوم له، وبالتعاون مع المخرج المساعد للمسرحية وهو رئيس مجلس الشعب الذى يعرف جيدا دوره ودور الآخرين ويحسن توزيع الأدوار والأضواء على المسرح، ويعزف الموسيقى المصاحبة التى تناسب بداية الفصل وختام المشهد، مع تدخله أحيانا بمطالبة الحكومة بالرد الذى كان يأتى باهتا ومضطربا بعد أن فاجأتهم اتهامات رجل الرئاسة القوى الذى كان يجيد دوره ويحسن اختيار الاتهامات التى تثير تعاطف السذج والطيبين ومعهم المكلفين بمهمة الهتاف والتصفيق من النواب الذين يتقاضون حوافز وبدلات خاصة لأداء هذه المهمة، بالإضافة إلى تشجيع أدبي من المخرج المنفذ الذى يجلس فوق منصة مجلس الشعب. وتشير الدلائل إلى أن هذا السيناريو سيتكرر وأن الحكومة الحالية سينالها ما نال غيرها وستتحمل كل الأوزار. وقد يبدأ ذلك على مسرح بديل لعدم وجود مجلس الشعب الآن، وربما يكون مجلس الشورى هو المسرح البديل إلى حين. والأمر يتطلب البحث عن زكريا عزمي جديد، ولا يشترط فيه أن ينتحل لقب الدكتور ولا أن يشغل منصبا كبيرا في رئاسة الجمهورية. ولا عزاء لحكومة هشام قنديل..