منذ قيام ثورة 25يناير وحتى الآن يمر الاقتصاد المصرى بمراحل تدهور وصفها الخبراء «بالنزيف الاقتصادى» نظرا للانفلات الأمنى وغياب التشريعات التى تؤمن المستثمرين مما أدى إلى هروب رؤوس الأموال من مصر. صالون «فيتو» استضاف الخبير الاقتصادى ورجل الأعمال سامى القرينى لوضع روشتة للاقتصاد المصرى فى الفترة القادمة وكشف الأسباب الحقيقية لهروب المستثمرين. فى بداية الندوة أكد القرينى أن الاستثمار مناخ وتجربة، ومصر تحتاج خلق هذا المناخ لأنها بلد واعد بشعب تعداده 90مليون يمثلون ثروة وليس عبئا كما يوجد لدينا أراض بكر نستطيع أن نبنى فيها مجموعة «دول» على أحدث تخطيط، موضحا بأن مصر تحتاج لتوفير الأمن الجنائى لأنه عماد الاقتصاد فى أى دولة وأيضا حرية الانتقال للأفراد والأموال وعدم وجود قيود على الأموال عند دخولها للبلد أو خروجها بالإضافة إلى الأمن "التشريعى" خاصة وأن مصر مشهورة بعدم وجود أمن تشريعى مما يعطى مؤشرا للمستثمر بعدم الأمان. القريني واصل تشخيصه للحالة الاقتصادية في مصر وقال إننا فى حاجة لرؤية واضحة وتخطيط سليم بالإضافة إلى إعادة تأهيل العنصر البشرى عن طريق استقطاب الخبراء من الخارج لنقل خبرتهم مع سير العناصر فى خطوط متوازية يطلق عليها مناخ الاستثمار مما يؤدى إلى تشجيع رأس المال الوطنى للعودة مرة أخرى الى مصر، كاشفا عن أن رؤوس الأموال المصرية التى هربت للخارج والكامنة بالداخل والتي تقدر بمليارات الدولارات قادرة على بناء مصر. وانتقد القرينى العشوائية التى أصابت جميع المؤسسات فى مصر على الرغم من وجود إمكانيات قادرة على الانتقال للأفضل. وعن شكل الاقتصاد المصرى فى ظل مشروع النهضة للرئيس محمد مرسى قال القرينى ليس لدى بيانات كاملة عن المشروع لأنه لم يتم طرحه حتى الآن بصورة متكاملة للمواطنين. وكشف انه منذ قيام الثورة والحركة الاقتصادية الداخلية تحركت بشكل كبير بفعل قوة المستهلك حيث حدث حراك كبير جدا فى المصانع والصناعات والمخزون الراكد فى مصر بعد انخفاض الاستيراد من الخارج لكن احتياجات المواطنين ظلت كما هى مما أدى الى انتعاش دورة الاقتصاد الذاتى دون ان ينتبه احد. الخبير الاقتصادي أكد أن مصر قادرة على ان تكون مركز صناعة وتجارة عالمى بحكم موقعها الذى ادركه المستعمر منذ آلاف السنين كما أن مصر قادرة على أن تكون ايضا مركزا للتجارة العالمية بحكم موقعها بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. وعن قرض صندوق النقد الدولى ومدى حاجة مصر اليه قال القرينى من الممكن أن نعتبر القرض هو الخيار"المر" لأن هناك احتياجات أساسية وواجب على الحكومة توفيرها مشيرا إلى أن حكومة قنديل أمامها وقت كبير للإنتاج وتنفيذ الخطط الموضوعة. ودافع القرينى عن الرأسمالية قائلا إنها ليست سبة فهى تقوم بصناعة الطبقة الوسطى من خلال توفير فرص العمل. القرينى أكد أن هناك بديلا للقرض وهو التنمية البشرية والاقتصادية فى كل مناحى الحياة وذلك من خلال التعاون بين الحكومة والمستثمرين من خلال تسيير التشريعات التى تحمى حقوق المستثمر مثلما حدث فى ماليزيا. وعن التجارب الاقتصادية التى من الممكن أن تنفذها مصر قال التجربة التركية أقرب للتنفيذ فى مصر وأيضا جنوب أفريقيا وتايلاند والصين. وأشار إلى أن المصريين منتشرون فى جميع دول العالم ولهم بصمة فى التقدم الاقتصادى والتعليمى فى هذه الدول مضيفا ان 60% من جامعات كندا رؤساء الأقسام والعمداء فيها من المصريين علاوة على وجود العديد ممن هاجروا من مصر لفشلهم فى تحقيق أحلامهم ذهبوا للخارج حققوا نجاحات مبهرة ومنتظرين لتهيئة المناخ من أجل العودة. وأوضح القرينى وجهة نظره كمستثمر انه يأمل أن تقوم القيادة السياسية باختيار محافظين أصحاب رؤية مختلفة ولا يتعدى سن المحافظ 45سنة تكون له تطلعات مستقبلية لأن التجربة أثبتت أن الشباب أكثر قدرة على التغيير والشباب هم القادرون على إعادة بناء مصر. مشكلة الأمن الآن تتسبب فى هروب المستثمرين هذا ما عبر عنه القرين ذاكرا تجربته الشخصية وقال واجهت عقبات كثيرة أدت إلى تأخر شركته إمارات هايتس للاستثمار العقارى فى تسليم الوحدات للحاجزين وهذا أدى إلى تفكير المستثمرين الإماراتيين للانسحاب وعدم البدء فى مشروعات قيمتها حوالى 12مليون جنيه مؤكدا بأن الانفلات الأمني أدى إلى احتلال موقع الشركة والسطو عليه بالسلاح وسرقة معدات قيمتها 4 ملايين جنيه. وأكد القرينى أن الفترة التى عملت فيها الشركة فعليا خلال الأربع سنوات هى سنة واحدة استطاعت الشركة فيها تنفيذ إنجاز أعمال بمليار ومائتى مليون جنيه بما يوازى 100% من الوحدات المتعاقد عليها كاملا وسوف نقوم بتسليم 1200وحدة قبل نهاية 2012 إذا لم يتكرر حدوث الخلل الأمنى كما حدث خلال الأسبوع الماضى حيث قام البدو بمنع المهندسين من دخول الموقع على الرغم أن معظم البدو رافضون لهذه الأفعال لكن هناك أشقياء خارجين على القانون. وعن زيادة سعر الطاقة أكد القريني أن هذه الزيادة أضرت بشكل مباشر على مواد البناء الأمر الذي يؤدي الي ارتفاع أسعار الوحدات على التعاقدات الجديدة والقديمة منذ عام 2007 بنسبة 3 % لتقيل الخسائر. وعن أغرب موقف تعرض له في الفترة الأخيرة، قال:ربما يكون أغرب موقف في حياتي هو أن موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» نشر إحدي صورى وقال إنها صورة البلطجي نخنوخ الذي تم ضبطه وإحالته للجنايات مؤخرا.