ياأما.. مواويل الهوى .. ياأما مواليّا، ضرب الخناجر ، ولا حكم النذل فيّا، انهض يا ثائر .. يا ثائر.. يا عاصف زندك، فالأعالي تشتهي.. تعشق بندك، ما هو العالم بعدك؟! يا ثائر، لك غنّيت حياتي، لك ربيت على الثورة ذاتي، وتفجرت لهيبا وتعلقت صليبا، كل حرف في نشيدي طين إنسان جديد، يتغنى بك.. يتغنى بك... يا ثائر!!. إنهم أبناؤنا الثوار الذين سقطوا مضرجين برصاص عسكر الغدر, حماة اللصوص في شارع محمد محمود ، وأمام مجلس وزراء السلب والنهب، وأخيرا في استاد بورسعيد..هؤلاء هم أبناؤنا شهداء الثورة الذين أطاحوا آخر الأصنام الطواغيت، وسيطيحون أوهام المتصنمين الصغار، فرسان كواليس مؤسسة القمع الذين أدمنوا الجلد ، والسحل ،والصعق ،والكولسة، والتآمر بليل، وشرب قهوة الصباح، وليمون الظهر مع عبيد المال وعشاق السلطة!!. كِلا المتصافِقَّين (يَرْجُو الاْمْرَ لَنفسهُ وَيَعْطِفُهُ عَلَيْهِ دُونَ صَاحِبِهِ، وَاللهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ لَيَنْتَزِعَنَّ هذَا نَفْسَ هذَا وَلَيَأْتِيَنَّ هذَا عَلَى هذَا). هذه هي طبيعة علاقة العسكرعندما يضلون طريقهم، ويتحالفون مع الشطار منذ زمن الانتهازي الأموي الأول وشطار الزمن الأموي الإمبريالي الأخير، زمن الصفقات المشبوهة ، والتربيطات الأردوجانية الكارترية الكلينتونية حيث يراد محو الطرف الثالث الشاهد الشهيد صاحب الحق الأصيل الذي لا يغيره شيء ،والذي ورثه كابرا عن كابر. وبدلا من أن يلقي العسكر القبض على الحرامي إذ به يعطيه مقدما (نصيبه العادل) من حق الطرف الثالث المنهوب!!. وبينما يتربص كل منهما بالآخر يتوافقان على إبقاء أصحاب الحق، أو الشعب الذي أصبح طرفا ثالثا بعيدا عن ساحة التقاسم (ولَئِنْ أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ لَيَنْتَزِعَنَّ هذَا نَفْسَ هذَا وَلَيَأْتِيَنَّ هذَا عَلَى هذَا)!!. لا جديد على الإطلاق في مبدأ تقاسم الأمة المنهوبة المحجوبة دوما عن معرفة الطريق الموصل لحقوقها ،رغم أن من سقطوا مضرجين بدمائهم في السوح والميادين، هم من منح لصوص السلطة والمال من الكبار والصغار ذلك الكم الهائل من المنهوبات ،التي لا يعرفون كيف يتصرفون بها في بازار السياسة الدولية والمحلية ، لكنهم يريدون بقاءها في أيديهم أطول فترة ممكنة حتى يأذن الله بالفتح المبين لجماعة اللصوص والمفسدين!!. تتباكى الآن جماعة اللصوص على أن الثورة بلا منهج ،ولا قيادة في اعتراف واضح ، وصريح بأنهم ليسوا قادة للثورة، وأنهم لا يصلحون للقيادة، فلماذا تصدروا المشهد إذن ولماذا يصرون على استلام عصا التوجيه، والقيادة، لمجرد أن المرحلة الأولى من الثورة حققت بعض أحلامهم التي نرى أنها (كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ) وأنهم (لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ) وأن مكاسبهم الرخيصة ما تلبث أن تتلاشى عندما تشتد العواصف ... ونحن الآن في موسم العواصف. أما العسكر فهم أولا وأخيرا جند مصر الذين لا نرضى عنهم بدلا، ولا نبغي لهم حولا عن مسارهم الوطني التاريخي ،وكان عليهم منذ البدء أن يعوا هذه الحقيقة ،ولا يغفلوا عنها ،ولو للحظة واحدة ،مهما تعاظمت الضغوط عليهم، ومهما بلغت درجة الإغراء والإغواء التي تعرضوا لها ،وهم كيان أصيل، ومدرسة للوطنية طالما سعى المخلوع لحرفها عن مسارها الذي نراه ثابتا كمسار النيل شريان الحياة في مصر ونهرها المعطاء.. وحتى لو حاول البعض تلويث نهر الوطنية المعطاء فسيبقى التلوث عابرا ومؤقتا، لأن الماء الجاري يطهر نفسه بنفسه. لا نرى مبررا واحدا لكل ما جرى من تعرجات واعوجاجات وصفقات ولكن يبقى أن الحفاظ على الأصيل وتقويم مساره واجب وفريضة يتعين القيام بها حتى ولو جاء ذلك متأخرا. على العسكر أن يمارس الشفافية وأن يكشف الأسرار التي وعد بكشفها ، وأن يتخذ المبادرات التي تعيد الثقة المفقودة بينه وبين الثوار ، وأن ينبذ صفقات الليل وأن يتخذ موقفا حازما من سماسرة الاستكبار العالمي الذين لا يريدون بنا ولا ببلدنا خيرا.