حكمة اليوم : خَبْطتين فى «الألتراس» تِوجَع!. إرجع ياكتاتنى! ما أشبه الليلة بالبارحة، وماأشبه الكتاتنى بسرور، ومعذرة للتشبيه القاسى الذى اضطررت إليه..قُل تسرُّعاً..قُل رعونةً..قُل ماشئت بس ماتشتمش لكنك لاتستطيع مصادرة هواجسى ..عندما وقعت عيناى على صورة لقاءالدكتورسعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب المصرى المنتخب»على نظافة»وجناب المدام آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة..اللقاء لم يكن على جدول البروتوكول للتهنئة أو التعارف أوماشابَه،وإنما كان خطوة استباقية من جناب السفيرة لشد انتباه رئيس المجلس نحوالهجوم الضارى الذى شنه النواب،رفضاً للتدخل الأمريكى واللعب فى شئوننا الداخلية،وفى القلب منها القضاء..وأكاد أجزم بحسب المصادر أن اللقاء لم يخل من الغمز واللمز والضغط على «الوجيعة»..والوجيعة اسمها المعونة. كل ذلك يدفعنى للصراخ بكل عزم «لا يا كتاتنى»..الكرامة خط أحمر..وتذكَّر أن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها..تذكَّرمستنقع الذل الذى غرقنا فيه ثلاثين عاماً تحت رحمة اللقمة الأمريكية..تذكَّر شعار الثورة الخالد «عيش،حرية،عدالة اجتماعية» فى البدء كانت اللقمة..وفى البدء أيضاً كانت الكرامة التى انتهكها نظام مبارك..ثرنا لاسترداد الكرامة أولاً، لم نفكر أبداً فى عيش ولاطعمية ولاملوخية..بيد أن الكرامة واللقمة متلازمتان أبداً فى أدبيات المصريين... أذكرزميلاً «نُخبوياً» من ائتلاف»القنعرة»والكرافتَّات الشيك،إلا أنه - والشهادة لله-كتب ذات مرة أيام المخلوع الجميل يقول: سيدى الرئيس..لقد تعلمنا من التاريخ حكمة لا تعادلها حكمة أخرى..والحكمة تقول إن من يمتلك قوته يمتلك قراره ، و يمتلك حريته ، و العكس صحيح .. دعنا نمتلك قرارنا .. دعنا نعيش بلا معونات حتى لو اضطررنا لأكل الفول بالسوس ،حتى لو أكلنا الطعمية بالزلط ، حتى لو أكلنا اللحم مرة واحدة فى الشهر.. حتى لو حُرِمنا من أكل الكافيار .. حتى لو حرمنا من أكل السيمون فيميه ، و من المارون جلاسيه و من الجبن البارميجيان. أسْتَحْضِر اللحظة،وأردد ماقاله صاحبنا النخبوى وسط زخم الحديث عن التلويح بالتجويع ،وقطع المعونات مالم «نحُط واطى» ونرضخ لإملاءات العم سام،حتى لوكان الثمن شرفنا الوطنى وأمننا القومى. لكن دعونى أنتهز الفرصة وأعلن براءتى من تداعيات ذِكرأصناف الطعام التى أوردها أخونا النخبوى على الأمة،وأتهمه بالتعالى على البشر،بل والاستهزاء بالشعب وبى أنا شخصياً..وأقول إلهى ماأوعَى اشوف اللقمة إن كنت أعرف لهذه الأصناف طعماً أو شكلاً أو رائحة..وكل مافعلته أننى نقلتها كما كتبها،وناقل الكُفْرِليس بكافر..لقد كان انطباعى عنها لأول وهلة هو الشك فى أن بعضها لايندرج تحت جنس الطعام،بخلاف الفول والطعمية التى اعرفهما كما أعرف أبنائى،بحكم التاريخ والعشرة التى لاتهون إلا على ابن الحرام،وأعرف أيضاً سوس الفول وزلطه والحبَّة الطرية والمُحَصْرَمة..أما اللحمة فأعرفها فى عيد الأضحى»إلى أن نلتقى». و فيما يتعلق بالسيمون فيميه فقد اعتقدت لأول وهلة أنه ممثل فرنسى شهير،إلى ان علمت أنه نوع من الطعام،ماأصله ومافصله وما لونه وماطعمه؟ فوالله الذى رفع السماء بغيرعَمَد ما عرفته قَط..وكذلك المارون جلاسيه الذى تصورت انه قصر تاريخى مثل قصر البارون امبان الشهيربمصر الجديدة،إلى ان علمت انه»حاجة حلوة»..أما المصيبة الكبرى فقد كانت فى الجبن البارميجيان،الذى لم أعرف ماهو حتى الآن،ومازلت أتصور انه مرهم عيون،أو كريم أساس قبل الماكياج،وعلى أسوأ الفروض ربما يكون نوعاً جيداً من الورنيش!..أسأل الله العافية والستر،وألَّا يأتى اليوم الذى يخيرنى فيه البقال بين الجبنة الصفراء أوالبيضاء،فأقول له : عندك بُنِّى؟!