سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. أهالي «بهنموه» ببني سويف: «مش عايزين نتصور» بس أنقذونا من الفقر اللى هيقضي علينا وعلى أطفالنا.. عمدة «أفقر قرية مصرية»: مفيش تعليم وأهالي البلد «مش لاقيين شغل والحياة مرة»
«العيشة بقت ضنك» .. «كل يوم قنوات وجرايد وبرضو مفيش فايدة» .. «كل يوم رئيس وبلدنا أفقر بلد» .. «بتصورونا ليكو 6 شهور .. مش عايزين تصوير عايزين حد يحس بينا» ، بهذه الكلمات الممزوجة بالغضب والتمرد على وسائل الإعلام ، بدأ عم على عبدالصمد محمود (62 سنة فلاح) ابن قرية «بهنموه» التابعة لمركز إهناسيا المدينة ببني سويف، والمصنفة كأفقر قرية على مستوى الجمهورية، حديثه مع «فيتو» . «محلك سر» وتابع عم على قائلاً: «فضحتونا وقلتو أفقر قرية واستحملنا الإهانة ومع ذلك والبلد كما هى محلك سر»، موضحًا "كاد الفقر أن يقضى على أطفالنا، وآبائهم القابعين بالمنازل «مش لاقيين شغل» ، بعد مبارك مفيش حاجة تاني اتعملت، مفيش أي مشروع تنمية ممكن يوفر وظيفة لأحد من العاطلين". كاميرا «فيتو» تجولت فى القرية، التى خيم السكون عليها في منتصف النهار فلا سيارات تتحرك ولا سلع يتبادلها الناس الذين جلس بعضهم أمام بيوت من الطوب اللبن المتهالك، تجولنا فى حوارى ودروب القرية إلى أن وصلنا لمنزل كبيرها «العمدة محمد عوض» الذى أكد أن دخول الناس بسيطة علشان موسمية لأن معظمهم يعتمدون على العمل في مساحة محدودة من الأرض الزراعية، فهى لا تزيد عن 300 فدان تقريبًا، ونسبة التعليم منخفضة . الخبز وقال أحمد علي (32 سنة مزارع) إنه لا يوجد سوى مخبز واحد يحصل على كمية لا تكفي من الدقيق الذي تدعمه الحكومة، الفرد قد لا يحصل على ثلاثة أرغفة صغيرة في اليوم لا تسد جوعه، فرحنا مثل باقي القرى بتطبيق منظومة الخبز الجديدة ولكن المشكلة ما زالت قائمة، ونضطر للتنقل أكثر من 15 كيلو بسيارات أجرة متهالكة للحصول على عدد قليل من الأرغفة . السيسي استأنفنا تجولنا فى القرية إلى أن التقينا بفتاة لا تتعدى ال18 عامًا، وقالت "اسمي عائشة خليل، أسكن أنا ووالدتى الأرملة وإخوتى ال7 الأيتام فى غرفة واحدة لا يوجد بها لا مياه ولاكهرباء، وكأننا نعيش فى العصر الحجرى، استبشرنا خيرًا بفوز السيسي فى الرئاسة"، ولكن «شكله هياخد وقت كتير لما يعرف أن فى ناس عايشين عيشتنا دى» . المياه وفاجأنا عم سيد عبدالباسط، بقوله: «الميه اللي بنشربها ملوثة وأصابت ناس كتير في بهنموه بالفشل الكلوي، عندنا عدد كبير من السكان مصابون بالتهاب الكبد الوبائي.. الوحدة الصحية مفيهاش أي علاج لأي مرض وبنضطر نروح إهناسيا نضيع اليوم بالكامل علشان نحصل على علاج، اللي يجيله مغص بالليل محتاج يستأجر سيارة علشان يروح مستشفى إهناسيا». القروض وتناول جابر محمدين، طرف الحديث، قائلا: "بنوك التنمية خربت بيوتنا، والرئيس الجديد واللى قبله وعدونا بإسقاط الديون «بس تقريبًا كان كلام انتخابات»، الفلاحين بيقترضوا بفوائد عالية من البنك بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة ومصاريف البيوت، والديون تراكمت علينا ومهددين بالسجن". وأضاف: "أنا وأفراد أسرتي علينا 180 ألف جنيه ديونًا للبنك بدأت بأربعين ألف جنيه، عجزنا عن السداد. القرض مستحق على خمسة أفدنة وثمانية قراريط وزعت بالميراث على خمسة رجال وامرأتين وزوجة، مش حنقدر نعمل حيازات زراعية للورثة إلا إذا سددنا القرض، الآن حتى الأسمدة المدعومة من الحكومة مش قادرين ناخدها". رئيس المدينة وفى نهاية جولتنا توجهنا للمسئول الأول عن أهالى القرية، التقينا بالمهندس سيد الروبي، رئيس مدينة إهناسيا، الذى أكد أن القرية لا تعانى من نقص فى الخدمات لأنه يوجد بها مدرستان "إعدادية وابتدائي" ووحدة صحية، ولكن الفقر والبطالة تفشيا فى القرية، لأن أغلب سكانها يعتمدون على الدخل الموسمي فى المواسم الزراعية، ما أدى لانخفاض نسبة التعليم، وإصابة كثيرين من سكانها بالأمراض . تجدر الإشارة إلى أن الصندوق الاجتماعي كان قد أشار فى تقريره الأخير إلى أن قرية «بهنموه» التابعة لمركز إهناسيا، غرب بني سويف، تعد أكثر قرى مصر فقرًا ، لما تعانيه من نقص فى الخدمات وانخفاض نسبة التعليم وتفشي الأمراض المزمنة بين قاطنيها .