يبدو أن أهالى محافظة دمياط على موعد مع المرض، فمن لم يمت منهم بآثار مشروع «أجريوم» أختارت له الدولة الموت بأضرار مصنع «أبو جريدة» الخاص بتجميع وتدوير القمامة والذى أنشأته الحكومة منذ 5 سنوات على مساحة 51 فداناً فى عهد الدكتور محمد فتحى البرادعى محافظ دمياط الأسبق. المحامى رضا أبو شجرة من أهالى منطقة زرزارة التابعة لمركز فارسكور المقام بها المصنع المذكور موضحاً: لن نفض اعتصامنا أمام بوابة مصنع «أبو جريدة» حتى تعيد الدولة النظر فى هذا المشروع وتنقله خارج الكتلة السكانية، مشيراً إلى أن كثيراً من أهالى المنطقة رحلوا عن بيوتهم وأراضيهم بعد تزايد حدة التلوث والاختناق التى يتعرضون لها من جراء تدوير القمامة، والعشرات من المعتصمين لن يتركوا أماكنهم حتى تتوقف جميع ماكينات التدوير والكبس، مؤكداً بأن المصنع أقيم بالمخالفة لقانون البيئة طبقا لقرار لجنة فض المنازعات بمحافظة دمياط، الأمر الذى تسبب فى تهديد الثروة الحيوانية والداجنة بالمحافظة، فمصنع «أبو جريدة» يقع وسط أجود الأراضى الزراعية. محمد الريس إمام وخطيب بمسجد القرية التقط طرف الحديث من المحامى أبو شجرة بقوله: أمراض كثيرة خلفها التلوث الناتج عن مخلفات المصنع لساكنى «زرزارة» سواء الإنسان أو الحيوان، منها على سبيل المثال حساسية الجلد وأمراض الرمد وظهور حالات السرطان، فضلاً عن الأضرار التى أصابت مزارع إنتاج وتسمين الدجاج والعجول فتراجع إنتاجها. «ظلمونا فى عهد النظام السابق، والنظام الحالى يضحك علينا» بهذه الكلمات عبر جمال محمود - من منطقة زرزارة- عن مدى حزنه لما آلت إليه الأوضاع الصحية فى قريته، مؤكداً بأن زوجته وأولاد تركوا المنزل وقرروا عدم العودة إليه إلا بعد نقل المصنع، موضحاً أن التلوث الصادر من «أبو جريدة» أثر تأثيراً مباشراً على صحة أولاد فابنه البالغ من العمر 61 عاماً توقف نموه نهائياً بسبب الأجواء غير الصحية المحيطة بالمنطقة.