سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تدوينة "عفيفى" عن المبادرة الأمريكية لحل الأزمة السياسية فى مصر تثير جدل المحللين .. شعبان: إذا قبلها البرادعى سيكون بعيدًا عن الشارع .. حسب الله: الإخوان سيقبلون بأى اسم للحكومة لخدمة مصالحهم
حالة من الجدل السياسى أثارتها التغريدة التى كتبها العقيد الهارب، عمر عفيفى، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" والتى أكد خلالها أن الإدارة الأمريكية سوف تتقدم بمبادرة لحل الأزمة السياسية فى مصر، حيث سيصل جون كيرى، وزير الخارجية إلى مصر قريبا لإعلان مبادرة تتمثل فى تعيين الدكتور البرادعى، رئيسًا للوزارة، كما تشمل أيضا أن الولاياتالمتحدة سترعى التوافق بين "السيسى" و"مرسى" و"البرادعى" لتضع حدود لكل منهم برقابة أمريكية مقابل رعاية الإخوان بدء التقارب الإيرانى- الأمريكى وتسوية النزاع بين البلدين. وحول هذه المبادرة قال أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام للجمعية "الوطنية للتغيير" والقيادى بجبهة "الإنقاذ الوطنى"، إن ما جاء فى التدوينة الأخيرة للعقيد عمر عفيفى، هو أمر غير منطقى، موضحا أن جماعة "الإخوان المسلمين" لا تملك التأثير فى الملف الايرانى – الأمريكي، والذى يعد بالغ التعقيد حتى تعتمد الولاياتالمتحدة عليهم فيه، فى ظل ما يعانونه من ارتباك فى مصر. كما أكد أنه يستبعد موافقة الدكتور البرادعى على قبول تشكيل الحكومة لأنه إذا قبل فلن يستطيع فعل أى شىء بل على العكس سيكون بعيدا عن الشارع الذى رفض حكم مرسى ودخل فى عصيان مدنى ضده. وبخصوص الزيارة المتوقعة لوزير الخارجية الأمريكى قال "شعبان" إن كيرى سيأتى إلى مصر للاطمئنان على الأوضاع، خاصة أن الولاياتالمتحدة تعمل على إعادة سياساتها فى المنطقة بعدما تعثر الإخوان فى حكم مصر، حيث ستبدأ فى طرح المبادرات من أجل إنقاذ حكم الإخوان، إلا أن الأمر ليس بيدها وإنما الرهان يقع على الشعب المصرى فقط. وفى السياق ذاته اعتبر الدكتور صلاح حسب الله، الأمين العام المساعد لحزب "المؤتمر"، أن المبادرة الأمريكية التى تحدث عنها العقيد عمر عفيفي، هى درب من الخيال، موضحا أنه إذا كان عفيفى على صلة بمصادر مهمة فى الإدارة الأمريكية وتأكدت هذه المبادرة فلن يقبلها أى مصرى شريف، مشيرا إلى أن جماعة "الإخوان المسلمين" لن ترفض هذه المبادرة أيا كان اسم الشخص المطروح كرئيس للوزراء، طالما أن ذلك يضمن بقاءهم فى الحكم. واستكمل قائلا: إن من يقبل حل الأزمة السياسية فى مصر على حساب الرعاية التى تنفذ المصالح الأمريكية سيكون مقبل على انتحار سياسى، مؤكدا أن الدكتور البرادعى لن يقبل بأى حال أن يتولى رئاسة الوزراء وفقا لهذه المبادرة، كما لن تقبلها جبهة "الانقاذ" لأنهم لن يقبلوا أن يكونوا أدوات فى يد الإدارة الأمريكية كما يحدث مع جماعة الإخوان. كما أوضح حسب الله، أن الولاياتالمتحدة وضعت عدة سيناريوهات للإخوان المسلمين مستغلة فى ذلك سعيهم وراء مصالحهم مهما كانت النتائج بما فى ذلك سيناريو التوسط لحل أزمة الملف الأمريكى- الإيرانى. فى حين قال: أبو العز الحريرى القيادى فى "التحالف الشعبى" والمرشح الرئاسى السابق، إنه إذا صح ما كتبه العميد عمر عفيفى، عن المبادرة الأمريكية، فإن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا من حيث المبدأ، لأن المصريين قادرون على إدارة أمورهم بأنفسهم، وبالتالى فهم ليسوا فى حاجة إلى امريكا لتقوم بذلك نيابة عنهم. وتابع قائلا: إن المشكلة فى مصر ليست فى تولى الدكتور البرادعى لرئاسة الحكومة وإنما الأزمة أن النظام الحالى قائم على البطلان سواء فى مجلس الشورى أو الدستور "اللقيط"، أو مجلس الشعب "الباطل"، وبالتالى فالحل الوحيد للأزمة السياسية هو إعادة الأوضاع إلى نصابها الدستورى والسياسى الصحيح، وإلا فلن تكن هناك إمكانية لبقاء نظام الرئيس مرسى. كما رفض حسين عبد الرازق، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، التعليق على التدوينة، حيث اعتبر أن هذا الأمر مصدره شخص لا يمكن ان يكون على معرفة بخطط الادارة الامريكية، مشيرا إلى ان زيارة كيرى إلى مصر معروفة ومعلن عنها أما غير ذلك فيدخل فى صميم التكهنات التى لا يجب التعليق عليها. وعن المحاولات الأمريكية لإنقاذ حكم "الإخوان المسلمين" فى مصر، أكد عبد الرازق، أن الإدارة الأمريكية تعد لاعبا رئيسيا فى السياسة المصرية سواء أثناء حكم مبارك أو الإخوان، خاصة أان لها تواجد فى الدولة والمؤسسة العسكرية وعلاقات مع بعض الشخصيات الليبرالية والحزبية، مؤكدا أنه لا يمكن أن يصل التدخل إلى حد السيناريو الذى ذكره عفيفى. وخالفهم فى الراى الناشط السياسى الدكتور حازم عبد العظيم، الذى قال إن التدوينة الأخيرة التى كتبها العقيد عمر عفيفى تبدو منطقية بالنسبة له على الرغم من خطورتها، خاصة أن عفيفى ذكر العديد من الأمور الصحيحة فى الفترة الأخيرة. وأضاف أن مشكلة الولاياتالمتحدة الآن أنها استثمرت الكثير فى وصول الإخوان إلى الحكم حتى من قبل الثورة، وذلك لمساعدتها فى تنفيذ أجندتها فى سوريا وإسرائيل، إلا أنها وجدت نفسها فى مأزق أن الشعب رفض حكم التيار الإسلامى، مما جعلها أمام خيارين أولهما رفع يدها عن الإخوان وهو أمر مكلف أو الضغط عليهم لحل الأزمة السياسية خاصة فى ظل علاقتها الوثيقة مع الجيش. وتابع عبد العظيم قائلا: إن الإخوان سوف يقبلون باسم البرادعى، طالما أن أمريكا هى من أمرتهم بذلك لأن الجماعة لا تخشى إلا من اثنين هما الجيش والإدارة الأمريكية. كما رجح أن يقبل الدكتور البرادعى وجبهة "الإنقاذ" تولى رئاسة الحكومة، خاصة أن هذا الإجراء سيعمل على تهدئة الأوضاع فى الشارع ويقلص الهيمنة الإخوانية على جميع مفاصل الدولة.