سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رى مزرعة الجبل الأصفر بمياه المجارى يصيب المواطنين بالسرطان.. أحد الفلاحين: المحصول للمواشى فقط!.. مدير المزرعة: طالبنا القابضة للصرف الصحى بعمل اللازم ولم يتحرك أحد
فى مساء كل يوم تخرج عشرات السيارات من مزرعة الجبل الأصفر فى محافظة القليوبية، محملة بالخضروات "كالخس والكرنب والبصل الأخضر"، لتباع فى الصباح فى أسواق مدن أبوزعبل والخانكة والقلج والسلام.. لتكون أول طرق تفشى مرض الفشل الكلوى والكبد الوبائى والسرطان بين المواطنين، وذلك لأن هذه المزروعات تروى بمياه الصرف الصحى والصناعى قبل المعالجة. الكارثة الحقيقية تزيد من بؤس المواطنين داخل محافظة القليوبية من جراء تناول الخضروات والفاكهة المروية بمياه الصرف الصحى، والمزروعة بمزرعة الجبل الأصفر وبرغم كونها مزرعة حكومية تزيد مساحتها على 4000 فدان وبرغم كونها تتبع مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة وهيئة الصرف الصحى. "تسبب السرطان" الأسبوع الماضى استقبل مستشفى الخانكة العام، أسرة محمود عفيفى نور الدين بعد أن أصابها التسمم من جراء أكل خضروات مزرعة الجبل الأصفر، وحرر محضر ضد المزرعة بكونها كانت الأساس فى إصابته هو وأسرته بالكامل بالتسمم. انتقلنا إلى المزرعة لنتعرف على الجوانب الأساسية فى القضاء على صحة المواطنين، فوجدنا أن أراضى المزرعة تروى بمياه الصرف الصحى منذ عشرات السنين، حتى إن المياه الجوفية بالمنطقة لا تصلح هى الأخرى للرى أو الشرب لأن الأرض مشبعة بمياه الصرف الصحى. كما أن المشكلة ازدادت سوءا بعد قطع أشجار الفاكهة بالمزرعة وزراعة الخضروات مكانها، وتتمثل فى أن جذور الخضروات تكون قريبة من سطح التربة فيكون تأثير مياه الصرف الصحى والصناعى شديد عكس الأشجار التى تكون ضاربة فى التربة وتنتج ثمارا لها قشور فتقلل تأثير المواد الضارة الموجودة بالصرف الصحى والصناعى. "للمواشى فقط"! اتجهنا ناحية الشمال بالمزرعة، فوجدنا فلاحا يمهد الطريق لمياه الصرف الصحى كى تصل بسهولة إلى أرضه وحينما اعترضنا فعلته قال إن حال المزرعة بمساحتها التى تتجاوز 4000 فدان هى نفس حالته، مؤكدا أنهم لا يستطيعون الاستغناء عن رى الأررض بمياه الصرف الصحى لأنها تعتبر سماد للأرض ونحن نريد من الحكومة أن تقوم بمعالجة مياه الصرف الصحى حتى تصلح للرى، مضيفا إنه لا يبيع محصوله للناس حتى لا يضر أحدا ولكنه يقدمه كعلف للمواشى، مشيرا إلى أنه يمتلك مشروعا لتسمين المواشى بالمزرعة. "تاريخ المزرعة" كما بحثنا فى تاريخية المزرعة، فوجدنا أن مزرعة الجبل الأصفر كانت تنتج أجود أنواع الموالح وذلك عندما كانت تروى بمياه الصرف الصحى المعالج فى العهد الملكى، ثم شهدت المزرعة إهمالا شديدا وأصبحت تروى بمياه الصرف الصحى غير المعالج.
كما أن الحكومة قامت بإنشاء مشروعى تنقية فى عقدى الستينيات والتسعينيات وصرفت عليهم مليارات الجنيهات، إلا أنهما لا يعملان بالمعالجة الثلاثية بل بالمعالجة الثنائية فقط، ما نتج عنه أن أصبحت أراض المزرعة تروى بمياه فاسدة وإصابة الأهالى بالأمراض الفتاكة، كما زادت المشكلة سوءا بإلقاء بعض المصانع المجاورة صرفها الصناعى بالمصرف الذى يروى الأهالى به أراضيهم، والمصيبة أن أغلب هذه المصانع كيماويات ومصابغ.
"من المسئول"؟ من جانبه أكد المهندس محمود سلامة، مدير المزرعة أن إدارة الإنتاج ليس لديها أى محاصيل تروى بمياه الصرف الصحى وأن جميع أراضى المزرعة مؤجرة للمزارعين بعقود حق الانتفاع والشرط الأساسى فى هذه العقود الرى من خلال الآبار الارتوازية لكن لأن مياه الصرف الصحى الواردة من خزان محطة معالجة الجبل الأصفر القديمة تمر عبر أراضى المزرعة فيقومون برى المزروعات منها.
أضاف: "طالبنا المسئولين بالشركة القابضة للصرف الصحى بضرورة اتخاذ اللازم نحو إيقاف المياه الواردة للمزرعة من خزان محطة معالجة الجبل الأصفر القديمة إلى جانب تحويل المياه الواردة من محطة تنقية البركة إلى مصرف بلبيس حتى لا يروى منها المزارعون أراضى المزرعة. تبقى الكارثة قائمة ومنذ عقود طويلة لم يجد أحد من المسئولين أى حل لها، مقابل فقدان عشرات الأرواح يوميا بسبب الإهمال الكارثى الذى ينبئ بمصائب المستقبل.