يري عبدالغفار شكر- عضو جبهة الإنقاذ الوطني, مؤسس حزب التحالف الشعبي- أن مصر تعاني احتقانا شديدا بسبب سيطرة جماعة الإخوان علي جميع مفاصل الدولة وأخونتها, وإقصاء الآخرين, ووصل الغضب الشعبي الي ذروته, في الذكرى الثانية للثورة. شكر في حواره ل«فيتو» أكد أن نظام الرئيس مرسي سوف يسقط إذا لم يستجب للمطالب الجماهيرية, مؤكدا أهمية أن يكون ذلك بالطرق السلمية وبعيدا عن أي استخدام للعنف, كما ظهر مؤخرا من جماعة «بلاك بلوك», وغيرها من الجماعات التي اعتبرها شكرغير مفهومة ويحيطها الغموض. كيف ترى الأحداث في مصر؟ البلد حاليا في حالة اختقان شديدة, خاصة مع استجابة عدد كبير من المواطنين لمطالب القوى السياسية المعتصمين حاليا بميدان التحرير, للتأكيد علي ان مصر ليست حكرا علي الاخوان, ويظهر ذلك في مشاعر المواطنين الغاضبة اثناء تعاملهم مع اي مبني يرمز للسلطة وخاصة, اثناء الاحداث التي وقعت في الذكرى الثانية للثورة وهي الاحداث التي تتحمل مسئوليتها جماعة الإخوان. هل تتوقع نجاح الثورة الثانية في إسقاط النظام الإخواني وحكم الرئيس مرسي؟ بالطبع, كل الاحتمالات واردة, ولا شيء مستبعد, إلا أن كل شيء يتوقف علي قوة الجماهير وقدرتها علي الاستمرار في الاصرار علي مطالبها, وقد لا نصل الي مرحلة اسقاط الرئيس مرسي اذا هدأت الجماهير, واستجيب لمطالبهم, خاصة أنها مطالب مشروعة, تتمثل في تحقيق اهداف ومبادئ الثورة واقالة حكومة قنديل واسقاط الدستور الذي لا يعبر عن كل المصريين. هل يمكن اسقاط نظام الرئيس مرسي بالتظاهرات السلمية ام اننا في حاجة الي العنف للوصول الي ذلك؟ بالتأكيد أنا ضد استخدام العنف, ويمكن اسقاط نظام مرسي وجماعته بالطرق السلمية, كما حدث مع نظام مبارك الذي اسقطته التظاهرات الشعبية والاحتجاجات في 18 يوما, فقوة الجماهير لا يمكن الاستهانة بها ابدا, والمتابع للاوضاع يجد ان الرئاسة تجاهلت الاحداث في بدايتها يوم الجمعة, الا انها اضطرت للتعامل معها في اليوم التالي, فقد اجتمع الرئيس بمجلس الدفاع الوطني لبحث الموقف ومحاولة إنهائه, وهو مؤشر جيد يدل علي ان قوة الجماهير قادرة علي تغيير اي شيء. ماذا لو لم تنجح التظاهرات في الاطاحة بنظام مرسي؟ الجميع يحمل جماعة الاخوان المسلمين مسئولية القتل والعنف الذي حدث مؤخرا, ولهذا فإن جبهة الانقاذ أكدت أن شرعية مرسي تنهار مع مرور الوقت, لهذا كان الاعلان الذي حدث يوم السبت عن مطالبها, التي تتمثل اولها في تشكيل لجنة قانونية محايدة لتعديل المواد الخلافية في الدستور او اعادة العمل بدستور عام 71 بشكل مؤقت, بالاضافة الي اقالة حكومة قنديل وتشكيل حكومة انقاذ وطني والتحقيق في جرائم القتل الاخيرة. أي الخيارين أفضل لمصر حاليا.. حكومة إنقاذ وطني أم حكومة تكنوقراط؟ أعتقد أن حكومة الانقاذ الوطني هي الافضل, فحكومة قنديل هي حكومة تكنوقراط, تتكون من كبار الموظفين الذين عملوا في وزاراتهم سابقا, الا انهم لم يكن لهم اي دور في الشارع, وحتي الآن لا يعرف المصريون اسماءهم. هل تتوقع استجابة النظام لهذه المطالب بشكل فوري؟ اذا لم يستجب النظام سوف تدعو الجبهة الي تظاهرات مليونية يوم الجمعة المقبل لترفع شعارين, اولهما: إسقاط الدستور والعمل بدستور 71, والثاني: المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة, فالنظام ليس امامه المزيد من الخيارات, ولا يمكن ان نترك الامور تسير وفقا لما هي عليه, او ان نمرر الدستور المكتوب وفقا لأهواء تيار معين يستخدم الدين لارهاب معارضيه, ليكتب دستورا يلغي به استقلال القضاء, وبالتالي يلغي كل مبادئ الدولة الديمقراطية ويؤدي الي دولة دينية, الامر المرفوض جملة وتفصيلا. ما تفسيرك لظهور بعض الجماعات المسلحة التي اعلنت عن استعدادها الدخول في مواجهات دامية مع الإخوان مثل مجموعة "بلاك بلوك"؟ هذه الجماعات غير معروفة وغير مفهومة ويحيطها الغموض, وظهورها كان إما للتعبير عن حالة الغضب والتمرد المنتشرة بين الجميع, أو بسبب أن هناك من يدفع لاعضائها للقيام باعمال عنف, حتي يتم فرض قانون للطوارئ او ما شابه, خاصة انهم قاموا بعدد من الامور التي تفقد الثورة سلميتها, مثل قطع الطرق وتعطيل القطارات ومترو الانفاق والاعتداء علي بعض المؤسسات, واطالبهم بالحفاظ علي سلمية الثورة اذا كانوا ثوارا بحق وليسوا مأجورين.