علي غرار القرارت السابقة التي أصدرها وزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفي، التي أدت إلي اتهامه بأخونة الوزارة، فاجأ عفيفي 55 ألف إمام وخطيب، بالاعلان عن اكبر حركة تنقلات لأئمة وخطباء المساجد الكبري علي مستوي الجمهورية، بما فيها مساجد "النذور"، وذلك من خلال مسابقة يشارك فيها الراغبون من ائمة الوزارة للعمل بكبري مساجد المحروسة. خلال الفترة القليلة الماضية، كانت معظم منابر الاوقاف صداعا في رأس الوزير، انطلاقا من الاختلاف حول المواقف السياسية، ولعل الدكتور محمد بكار- امام وخطيب مسجد عمر بن عبدالعزيزبمصر الجديدة- من اشد المعارضين لسياسات عفيفي، فضلا عن الشيخ احمد تركي الداعية الاسلامي، الذي اتهم الوزير مباشرة بأخونة الاوقاف، وان الرئيس مرسي فاقد للشرعية, ولا يمثل جميع المصريين. وتحاول جماعة الاخوان المسلمين الدفع بالأئمة الموالين لحزب "الحرية والعدالة" للسيطرة علي هذه المساجد، لتمرير اجندتها السياسية بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية، وذلك من خلال القطب الإخواني الدكتور جمال عبدالستار- وكيل اول وزارة الاوقاف لشئون الدعوة. ويزيد عدد المساجد المعارضة لسياسات مرسي علي ألف مسجد، منتشرين في محافظات الجمهورية، وستطلب الوزارة من مديريات الاوقاف بالمحافظات إرسال قائمة بأهم وأكبر المساجد بالمحافظة، وتقييم أداء خطيب كل مسجد, تمهيدا للاطاحة بالائمة المعارضين. وبحسب الوزارة فإنها سترحب بالفائزين في هذه المسابقة, مهما كانت انتماءاتهم السياسية, سواء من جماعة الاخوان او السلفيين او حتي اعضاء سابقين في الحزب الوطني, وهو ما يرفضه الائمة. الشيخ أحمد الصادق- وكيل مديرية اوقاف اسيوط السابق- يقول: إن الوزير يستعين باعضاء الاخوان والجماعة الاسلامية في شغل المناصب العليا، فقد تم تعيين جمال ضاحي وكيلا للمديرية، رغم انه كان معتقلا في قضايا ارهاب في تسعينيات القرن الماضي، واكد ان سياسة عفيفي تعتمد علي الظلم، ومجاملة الاخوان علي حساب الائمة المستقلين. وفي هذا الصدد يقول الشيخ محمد البسطويسي- رئيس النقابة المستقلة للدعاة والائمة-: إن الهدف من قرار الوزير عفيفي بضرورة تغيير ائمة المساجد الكبري، ليس لإتاحة الفرصة امام الائمة الحاصلين علي درجتي الماجستير والدكتوراه، كما زعم الوزير، وإنما توطين شيوخ جماعة الاخوان في هذه المساجد, التي تبث الفضائيات منها خطب الجمعة, وبذلك تسيطر جماعة الاخوان علي مفاصل الدعوة في مصر، وتنشر من خلالها افكارها السياسية، وبذلك ستتحول المنابر الي ساحات للمناظرات السياسية بين الائمة، واكد البسطويسي ان هذه المحاولات لاخونة المساجد ستتسبب في مذبحة، لان الازهريين من ابناء الوزارة سيقفون بقوة ضد هذه المحاولات، وناشد نقيب الدعاة المواطنين بإجبار الخطباء علي عدم الخوض في المواقف السياسية. الشيخ احمد تركي- امام وخطيب مسجد مصطفي محمود- اتهم الدكتور طلعت عفيفي وزيرالاوقاف، بمطالبة مديري مديريات الاوقاف بالمحافظات، بضرورة دعم المواقف السياسية التي تتخذها جماعة الاخوان، من خلال اقناع المصلين بأن ما تتخذه الجماعة والرئيس في مصلحة البلاد، وأعرب عن خشيته من ان تكون النية الحقيقية لقرار تغيير ائمة المساجد الكبري لتمكين الاخوان من الدعوة.