إنسانية وزير! [email protected] سمعنا تصريحا تليفزيونيا للدكتور محمد مرسى وهو حتى كتابة هذه السطور رئيس الجمهورية الى حين, لقد قال في تصريحه إنه كلف الشرطة بمواجهة أي تجاوزات بكل حزم وحسم. من هذا المنطلق قام رجاله بتجريد مواطن مصرى من ملابسه وسحله عاريا فى الطريق العام, وسجلت هذا المشهد عدسات تليفزيونية نقلته عنها كل تليفزيونات العالم؛ ليعرف الجميع ماذا تعنى التصريحات الرئاسية بشأن الحزم والحسم. وبعد ان قضى صاحبنا واسمه حمادة صابر فترة الضيافة الانسانية فى أحد معسكرات الأمن المركزى, تم نقله الى غرفة خاصة فى مستشفى الشرطة، وهناك اعترف بانه قاوم الشرطة, ولم يستسلم لها, وانه أتعبها واضطرها الى ان تفعل فيه ما فعلت، وانهم رغم ذلك اعتذروا له, وانه قبل اعتذارهم. واتجهت الانظار الى السيد اللواء وزير الداخلية, الذى سارع بإصدار قرار بتعيين حمادة صابر بوزارة الداخلية, للاستفادة بخبرته الكبيرة فى إتعاب الشرطة ومقاومة محاولة القبض عليه، بالاضافة الى الاستفادة بخبرته فى أعمال المحارة باعتباره من عمالها. وهكذا جاء القرار الانسانى للوزير الذى كافأ المواطن المصرى على مقاومته للشرطة وإتعابه لهم، وهو ما اعتبره الوزير بمثابة مناورة تدريبية للشرطة, تهدف الى رفع كفاءتها فى التصرف المناسب مع من يتعبها ويقاومها، كما فعل المواطن حمادة صابر. ولا بد ان صاحبنا لقي معاملة انسانية جدا فى موقع احتجازه بمعسكر الأمن المركزي, أسفرت عن اعترافاته بخطئه وتجاوزاته, وكل ما بدر منه من مقاومة لعملية الاعتقال وإتعاب رجال الشرطة، لكنه لم يقل إنه هو الذى قام بضرب سيادة نقيب الشرطة, الذى قاد عملية الاعتقال, ولم يقم بتجريده من ملابسه وسحله عاريا فى الطريق، ويبدو ان القرار الانسانى للوزير كان خلفية منطقية لتصريحات حمادة صابر. وقد شهد يوم الجمعة تحديا للطبيعة ولسوء الأحوال الجوية, ومنها موجة البرد القارس والأمطار الغزيرة، ولم يحل ذلك دون خروج مئات الألوف فى كل ميادين مصر, تعلن رفضها وغضبها وتطلعها الى الخلاص, مما نحن فيه. تحدى الرافضون كل شيء وزحف مئات الألوف الى كل ميادين مصر يطالبون بالتغيير. وتأكد لنا من جديد ان شعب مصر قد تغير بعد ان قام بغيير النظام فى الخامس والعشرين من يناير. لقد كان أبناء مصر على قلب رجل واحد فى بورسعيد والاسماعيلية والسويس والاسكندرية وغيرهم، وفى ميدان التحرير بالقاهرة، والمنطقة المحيطة به وتحركت المسيرات عقب صلاة الجمعة تحت الأمطار الغزيرة متجهة الى ميدان التحرير قادمة من شبرا والمهندسين ومدينة نصر, معلنة مطالبها وعازمة على استمرار الثورة الى ان يتحقق ما يريده شعب مصر، مثلما تحقق ما أراده من قبل.