سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثيقة اعتلاء المنابر بين "الأزهر" و"الأوقاف".. "عبدالشافى": الدخول على التخصص تلصص.. "النجار": الصدام بين التيارات الإسلامية والأزهر قادم.. "الأحمدى": منع غير الأزهريين من اعتلاء المنابر صائب
اتفق علماء الأزهر على أن اعتلاء المنبر يكون لأهل الفقة والسنة والدارس لعلوم الدين الحنيف والمعبر عن الرأى بحيادية دون توجيه لأحد، مؤكدين على أن إعلان وثيقة تلزم الأوقاف بعدم السماح لغير الأزهريين باعتلاء المنابر تأتى فى إطار الحد من احتدام المعارك السياسية باستخدام المنابر والدين فى تحقيق مكاسب سياسية وأطماع شخصية. ويؤكد الدكتور إبراهيم عبد الشافى، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن الأصل فى المجال الدعوى والفقهى يكون للدعاة الأزهريين أو أحد خريجى معاهد إعداد الدعاة، وأنه يجب عدم صعود المنابر لغير الأزهريين أو المؤهلين حتى لا يترك المنبر مباح للجهلاء، لافتا إلى أنه حتى لو كان من خريجى أحد الجامعات الأخرى غير الأزهرية وجب عليه أخذ دورة من أحد المعاهد المعتمدة فى المجال الدعوى. وأضاف "عبد الشافى" أن خريجى جامعة الأزهر لو أراد التقديم فى أحد النقابات لن يقبل، لأن الأصل فى العلم "الدخول على التخصص تلصص"، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام فئة من المدعين والجهلاء، وتسخير المنابر لأغراض شخصية، الدين فى غنى عنها. فيما أعرب الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عن تأييده التام لوثيقة عدم السماح لغير الأزهريين باعتلاء المنابر، مؤكدا على أن هذا هو الأصل فى الدعوة؛ لأن يكون لأهل التخصص والثقة، خاصة إن الأزهر هو المرجعية الأولى والرسمية للدين الوسطى فى مصر، والذى يوجب على جميع الفصائل والتيارات مهما اختلفت رؤاهم الانصياع والاعتراف باستاذية الأزهر لهم. وفى السياق ذاته، أكد "النجار" أن الصدام بين التيارات الإسلامية وارد جدا، خاصة بعد تفعيل تلك الوثيقة، وأن هذا أمر غير جائز، مشيرا إلى أنه ضد أى اتجاه يستغل الدين لمكاسب سياسية؛ لأنه استهتار بالدين يثمن الدين بثمن بخس رخيص. ومن جانبه، صرح الدكتور محمد الأحمدى أبوالنور، عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة السنة النبوية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بأن القرار بمنع اعتلاء المنابر لغير خريجى مؤسسة الأزهر جاء صائبا لأنه يؤكد على صلاحية من يعتلى المنبر وتمكنه من المادة الفقهية والدعوية من قرآن وحديث شريف. وأشار "أبوالنور" إلى أن موقع الخطيب بمثابة الأب والأستاذ، ما يوجب عليه أن يكون دائما عند حسن ظن المصلين، مؤكدا أن الصدام بين الجماعات الإسلامية والأزهر لا محل له فى جولة القانون وفى ظل أحكام الأوقاف التى تحكم قبضتها على المساجد والسماح لأهل الثقة والتخصص باعتلاء المنابر. وأشار الدكتور فؤاد عبدالعظيم، وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون المساجد، على أن وثيقة عدم اعتلاء المنابر لغير الأزهريين موجودة بالفعل منذ ما قبل الثورة، لكن كان بها بعض التجاوزات، حيث كان يتم السماح لحاملى المؤهلات المتوسطة باعتلاء المنابر، واقتصر الاختبار على الشفهى منها فى القرآن الكريم فقط، أما من هم دون ذلك من المؤهلات يتم اختبارهم فى الفقه وحفظ القرآن. وشدد "عبدالعظيم" على ضرورة تحرى الدقة فى الاختبارات مع كل من يعتلى المنابر للتأكد من كفاءته الدعوية وكذلك الحيادية التامة فى ظل ما تشهده البلاد، من صراعات سياسية، يستخدم فيها البعض المنابر لتحقيق مكاسبه.