اتفقت كل من منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO" وحكومة تركيا اليوم على تعزيز شراكتهما والتوسع في مجالات الأمن الغذائي والغابات وغيرها من القضايا التي تهم بلدان آسيا الوسطى. وجرى توقيع اتفاقيتين للتعاون بهدف توفير المساعدة التقنية وتبادل خبرات تركيا مع دول الإقليم، فضلًا عن النهوض بقدرات التعاون الدولي لدى وزارة الغذاء والثروة الحيوانية والزراعة، وزارة شئون الغابات والمياه في الجمهورية التركية. وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا خلال مراسم التوقيع بمقر وزارة الغذاء والزراعة والثروة الحيوانية، أن "برنامج الشراكة هذا سيفي بالتوقعات من جانب جميع الشركاء ويساهم في الجهود المشتركة من أجل تحقيق الأمن الغذائي المستدام في صالح تركيا، وبلدان الإقليم وما وراءه". ودخل برنامج الشراكة القائم بين المنظمة وتركيا عامه الخامس من العمليات، التي تشمل 29 مشروعًا بميزانية كلية مقدارها 10 ملايين دولار، تغطي كلًا من أذربيجان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان إلى جانب تركيا ذاتها. وبفضل التغطية الجغرافية الأوسع نطاقًا، تُستهل الآن المرحلة الثانية من الاتفاقية لفترة أولية مدتها خمس سنوات (2015 - 2019)، لفائدة البلدان التي يساعدها المكتب الإقليمي الفرعي لدى منظمة "فاو" لآسيا الوسطى، ويتخذ من العاصمة التركية أنقره مقرًا له. ويتمثل الهدف الرئيسي للبرنامج في توفير إطار موضوعي ومالي وتشغيلي للتعاون النشط في مجالات الأمن الغذائي والحد من الفقر بالمناطق الريفية. وتشمل الإنجازات البارزة إلى هذا اليوم برنامج آسيا الوسطى الإقليمي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية (FISHDEV)، ويصل إلى أكثر من 500 مزارع بمتطلبات التدريب بالإضافة إلى إصدار 30 مطبوعًا تقنيًا وعمليًا. وأعرب غرازيانو عن سيلفا عن غبطته الكبيرة أيضًا، "إذ أضحت التغذية جزءًا من جدول أعمالنا المشترك"، متحدثًا في نهاية مراسم التوقيع، من أجل إلقاء الأضواء على المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية الذي سيعقد بمقر منظمة "فاو" في روما خلال نوفمبر|تشرين الثاني المقبل. حقبة جديدة في مجال الغابات وتستهل الاتفاقية الثانية للإدارة المستدامة للغابات والموارد الشجرية فصلًا جديدًا من العلاقات بين المنظمة والوزارة التركية لشئون الغابات والمياه. ويغطي البرنامج الجديد فترة أولية مدتها خمس سنوات (2014 - 2018) بالتركيز على مجالات مثل إدارة الغابات وصونها، وتطوير السياسات الحرجية والتنمية المؤسسية، وما يرتبط بهما من قضايا متشعبة أخرى". وقال غرازيانو دا سيلفا أن هذا البرنامج سيسمح "ليس فقط بأن نتطلع قدمًا لمزيد من المشروعات هنا في تركيا، بل وأيضًا في الإقليم بأسره بما في ذلك شمال أفريقيا". وفي نطاق البرنامج، سيكون لتعزيز القدرات المؤسسية أيضًا دورًا كبيرًا في تنفيذ المشروعات، "إذ تقر المنظمة بريادة تركيا في مجال الغابات وتتطلع إلى مزيد من التعاون الوثيق معها"، حسبما قال غرازيانو دا سيلفا، مضيفًا "ولسوف يسمح لنا ذلك بتعبئة مزيد من الخبراء من الوزارة التركية للعمل مع المنظمة في إطار هذا البرنامج. وسنسعى إلى الاعتماد على خبرات الوزارة التركية إلى أقصى حد ممكن". وفي اجتماع بمقر الوزارة التركية، أبرز المدير العام للمنظمة دور تركيا باعتبارها دولة مانحة ناشئة، قائلًا "لدينا العديد من البلدان في العالم تنتقل من تلقى التعاون من جانب المنظمة إلى توفير التعاون من خلال المنظمة. وتركيا هي من بين أكثر الدول التزامًا بمساعدة أقل البلدان نموًا". وأشار غرازيانو دا سيلفا أيضًا إلى أن الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، سيعقد في تركيا عام 2015، ولسوف تستضيفه وزارة شئون الغابات والمياه. وعقب مراسم التوقيع في كلا الوزارتين، أتيحت للمدير العام فرصة لقاء مع رئيس الوزراء التركي فخامة رجب طيب إردوغان، بحضور معالي فيسيل ايروغلو وزير شئون الغابات والمياه، ومعالي مهدي ايكر وزير الغذاء والزراعة والثروة الحيوانية. وفي غضون الاجتماع الثلاثي، طُرِح على جدول الأعمال قضيتان هما دعم تركيا النشط للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، ومؤتمر المنظمة الإقليمي المقبل لأوربا الذي ستعقده تركيا في عام 2016. ويرمي كلا برنامجي الشراكة بين المنظمة وتركيا إلى المساهمة في تحقيق الهدف المشترك المتمثل في تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على سوء التغذية في جميع أنحاء الإقليم الفرعي وما وراءه.