أصبح صندوق تمويل تقوده أفريقيا للنهوض بأوضاع الأمن الغذائي في عموم القارة، حقيقة واقعة في حالة ستة بلدان من المنتظر أن تصبح أول المستفيدين من هذه المبادرة الفريدة. ووقع كل من جمهورية إفريقيا الوسطى، وإثيوبيا، وملاوي، ومالي، والنيجر، وجنوب السودان اتفاقيات في تونس العاصمة مع منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO" لتلقي مليوني دولار أمريكي لكل منها، من طرف صندوق الأمانة للتضامن مع إفريقيا. وصرح المدير العام لمنظمة "فاو بأن "صندوق الأمانة للتضامن مع إفريقيا إنما يأتي دليلاً على أن البلدان الإفريقية مستعدة لتصعيد العمل مع جيرانها من أجل بناء منطقة آمنة غذائياً وذات إنتاج مستدام، طلباً للمستقبل الذي نبتغيه". وجرى توقيع الاتفاقيات خلال مؤتمر المنظمة الإقليمي الثامن والعشرين لإفريقيا، المنعقد هذا الأسبوع في العاصمة التونسية. وشجع غرازيانو دا سيلفا خلال مراسم التوقيع، الحكومات الإفريقية على الانضمام إلى هذه الجهود والمساهمة في الصندوق الجديد. والمقرر استخدام التبرعات لدعم جملة واسعة التنوع من مشروعات تدعيم الأمن الغذائي، والتغذية، والزراعة والتنمية الريفية. وتشمل تلك سياسات وبرامج لإتاحة مزيد من فرص العمل للشباب، وتحسين إدارة الموارد الطبيعية، والنهوض بنوعية الإنتاج الغذائي، وزيادة مرونة موارد المعيشة على الاستجابة بالمناطق المتضررة من جراء النزاعات، والتوفير السريع لمواد غذائية مغذية من خلال برامج من نموذج التحويلات النقدية، والتغذية المدرسية، والحدائق المدرسية وغيرها. ويعود أول اقتراح لصندوق التضامن الذي سيتخذ من منظمة "فاو" مقراً إدارياً، إلى عام 2012 من قبل رئيس الكونغو دينيس ساسو نغويسو، خلال المؤتمر الإقليمي السابق لإفريقيا في العاصمة برازافيل. وانطلق الصندوق رسمياً في يونيو 2013 بجملة تمويلات مقدارها 30 مليون دولار من جانب غينيا الاستوائية. وورد تمويل إضافي من أنغولا (10 ملايين دولار أمريكي)، ليصل مجموع تمويل الصندوق إلى نحو 40 مليون دولار بعد الحصول على تبرعات أيضاً من مجموعة منظمات للمجتمع المدني في جمهورية الكونغو. وتعهدت حكومة الكامرون بتبرع آخر إلى الصندوق ومن المتوقع أن يحذو حذوها العديد من البلدان الإفريقية في غضون الأشهر المقبلة. وقال الخبير بوكار تيجاني، مساعد المدير العام لإقليم إفريقيا، لدى المنظمة أنه "بفضل المساهمات الأولية في صندوق الأمانة للتضامن مع إفريقيا، أصبح من الممكن تحويل الإرادة السياسية للقضاء على الجوع في الإقليم إلى إجراءات فعالة"؛ وأضاف، " ولسوف يساعد ذلك على زيادة تعاون المنظمة مع الحكومات الإفريقية وغيرها من الشركاء لرفع أداء التنسيق في الجهود الجارية بغية مساعدة الأسر الضعيفة على النهوض بحياتها". وسيدعم صندوق الأمانة للتضامن مع إفريقيا أولياً، بمبلغ المليوني دولار المخصص لكل من البلدان الموقعة، مشروعات تتضمن ما يلي: جمهورية إفريقيا الوسطى: تدعيم مرونة الاستجابة لسبل المعيشة بالمجتمعات الريفية المتضررة بالنزاع، من خلال دعم تنويع الإنتاج الزراعي وتطوير الخدمات المالية؛ إثيوبيا: النهوض بسبل المعيشة والحد من الفقر من خلال التنويع الاقتصادي وفرص العمل اللائقة للمجتمعات الريفية؛ ملاوي: منهجيات متكاملة لبناء قدرة المجتمعات العُرضة للصدمات المناخية في واحدة من أكثر المناطق تضرراً بالبلاد؛ مالي: تحسين فرص العمل للشباب من الجنسين بالمناطق الريفية، وذلك من خلال، مثلاً، مدارس المنظمة الحقلية للمزارعين الميدانيين والتدريب على الأعمال الزراعية؛ النيجر: دعم مبادرة "N3" ) النيجريون يغذون النيجريين)، من خلال النهوض بمستويات التغذية، ودعم إدارة الموارد الطبيعية، وزيادة فرص الحصول على الحماية الاجتماعية والخدمات المالية؛ جنوب السودان: توفير المعلومات، والمعدات، والبذور، وخدمات الثروة الحيوانية لحماية واستعادة سبل الكسب وموارد المعيشة. والمقرر أن تتولى منظمة "فاو" تقديم المساعدة التقنية لتنفيذ كل من هذه المشروعات، بالتعاون مع الشركاء.