حذر خبراء تغذية وإنتاج زراعي سودانيون من أن تناول طماطم البيوت المحمية خلال الأيام الحالية قد يتسبب في أمراض خطيرة، كالسرطان أو الفشل الكلوي، بعد استخدام بعض المزارعين للمبيدات الزراعية بطريقة غير آمنة. وأدت التحذيرات إلى إحجام نسب كبيرة من المواطنين عن أكل المحصول، في وقت أقر مسئول بهيئة البحوث الزراعية ل"العربية.نت" بوجود سوء استخدام للمبيدات الزراعية، داعيًا للتعجيل بعمل دراسة لمعرفة حجم هذه المشكلة. وشن عدد من الخبراء في منتدى عقدته جمعية حماية المستهلك السودانية مطلع هذا الأسبوع حول منتجات البيوت المحمية، هجومًا لاذعًا على البيوت المحمية، كونها تفتقر للإرشاد الزراعي، ويتم فيها استخدام مبيدات دون رقابة أو إرشاد، ودعوا فيه لوقفة رسمية وشعبية وإعداد دراسة حول حاجة الدولة للبيوت المحمية. فيما طالب خبير الأغذية البروفيسور، أزهري حمادة، المواطنين بعدم تناول الطماطم في الصيف بسبب زيادة نسبة المبيدات الكبيرة بها التي تسبب أمراض الفشل الكلوي والسرطان. وطالب بإعداد لجنة لدراسة الوضع الحالي للبيوت المحمية بجانب الاتفاق على مواصفات متعارف عليها، خاصة فيما يتعلق بالمبيدات، وأكد أن المبيدات التي يتم استخدامها في البيوت المحمية تختلف عن المبيدات العادية، الأمر الذي يتطلب الدقة في استخدامها عبر جرعات محددة وقطفة لكل منتج تسمى بفترة الأمان. وقال إن أصحاب البيوت المحمية لا يلتزمون بفترة الأمان التي تتعدى سبعة أيام. من جهة أخرى، كشف عضو المجلس القومي للمبيدات، السر عمر، أن 70% من المبيدات الموجودة بالسوق تدخل عن طريق التهريب، وتكون غير مطابقة للمواصفات. واتهم السر شركات عربية تعمل داخل السودان – لم يسمها – بإنشاء بيوت محمية غير مطابقة للمواصفات، مضيفاً أن مبيدات غير مطابقة للمواصفات تدخل للبلاد من مصر عبر التهريب عن طريق الولاية الشمالية. وقال وزير الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم، مدثر عبدالغني عبدالرحمن في تصريحات ل"العربية.نت"، اليوم الخميس، أنه لا يتفق مع إطلاق الحديث عن تلوث الطماطم على عِلّاته بهذه الطريقة، مؤكدًا أن أكثر من 60% من تجربة البيوت المحمية بالخرطوم تحت إشراف كامل من وزارته ولا تستخدم فيها المبيدات بجرعات كبيرة. وقال الوزير إنهم يركزون على استخدام المواد العضوية، وإن الزراعة في ولاية الخرطوم نالت شهادات اختبار عالمية، ووصف ما تم الحديث عنه من تجاوزات وسوء في استخدام للمبيدات بأنها ملاحظات فردية، مؤكدا أنهم كثفوا الجانب الإرشادي على البيوت المحمية والرقابة على استيراد المبيدات الزراعية واستخدامها. من جهته، أقر مدير هيئة البحوث الزراعية في السودان، البروفيسور إبراهيم آدم الدخيري في حديث "ل"العربية.نت" بوجود تجاوزات وسوء استخدام للمبيدات الزراعية، مما يتسبب في مشاكل صحية، لكنه أشار إلى أن سوء الاستخدام هذا لا يقتصر فقط على محصول الطماطم في البيوت المحمية، وإنما في كثير من المحاصيل الحقلية، لعدم إلمام بعض المزارعين بالمحاذير ولوائح استخدام المبيدات الزراعية. وقال الدخيري إن الحديث عن أن كل الطماطم الموجودة الآن بها إشكالات صحية يعتبر تعميمًا وليس من المصلحة إطلاقه هكذا، لأن سوء استخدام المبيدات يتفاوت حسب التزام المزارع باستخدام الجرعة المناسبة للمبيد، وفي الزمن المناسب، واستيفاء فترة الأمان، مضيفًا أن "بعض المزارعين لا يستوفون فترة الأمان، ويستعجلون في قطف محصول المحصول". ونقلت " العربية نت " أن مدير هيئة البحوث الزراعية في السودان قال أنه تحدث إلى وزير الزراعة بضرورة التعجيل بعمل دراسة للتحقق من حجم مشكلة استخدام المبيدات الزراعية، مع أخذ ملاحظات جمعية حماية المستهلك في الاعتبار، كما أشار الدخيري إلى وجود نيابة لحماية المستهلك، وإلى ضرورة تبني حملة للتوعية بمخاطر سوء استخدام المبيدات الزراعية. وأبدى عدد من المواطنين قلقهم من تفشي مثل هذه المعلومات عن الطماطم، خاصة أنها من المحصولات التي تعتمد عليها الأسر بشكل كبير في المائدة السودانية، وطالبوا بضرورة تكثيف الرقابة على منتجات البيوت المحمية، وإجراء دراسة فورية للكشف عن حقيقة التلوث في هذه المنتجات.