«نعم قتلته ولو عاد للحياة مرة أخرى لقتلته مجددا.. فقد انساق وراء زوجته التى تعمدت إهانتى والإساءة إلى» هكذا بدأ ياسر مصطفى المتهم بقتل عميد شرطة سابق داخل شقته بالقاهرة اعترافاته أمام محقق «فيتو».. واستطرد ساخرا: يكفينى شرفا أننى سأسجن فى مكان واحد مع الرئيس السابق ونجليه علاء وجمال مبارك وهذه هى الفائدة الوحيدة التى خرجت بها من الثورة. استغرب المحقق من هذا الكلام وسأل:وهل السجن مع الفاسدين شرف؟.. ضاحكا أجاب: ليس شرفا ولكن هؤلاء عشنا سنوات طويلة تحت حكمهم، وكم تمنيت أن أصافح أحدهم أو حتى أراه عن قرب.. وفور القبض علىّ طلبت ترحيلى إلى سجن طرة حيث يوجد الكبار ليتحقق حلمى.وبعيدا عن أحلام المتهم ، دار هذا الحوار بينه وبين المحقق : المحقق: لماذا قتلت صديقك العميد عصام الدين محمد؟. المتهم:انتقاما من زوجته، فقد سرقت خاتم ألماس من زوجتى، ورفضت إعادته رغم أننى طلبته منها أكثر من مرة. المحقق:وما ذنب زوجها؟ المتهم: طلبت منه التدخل لإنهاء الموضوع ولكنه كان يتهرب منى، ولم يقف مع الحق، وسمح لزوجته بإهانتى مرارا وتكرارا. المحقق: ولماذا أشعلت النار فى شقتك بعد قتل المجنى عليه؟ المتهم: كان لى هدفان.. الأول: حرق الجثة وإخفاء معالم جريمتى، والثانى: الانتقام من كل السكان الذين أساءوا إلىّ وكنت أتمنى أن ينهار المنزل بأكمله ويدفن الجميع تحت الأنقاض.. كانت هى عبارة المتهم الأخيرة إذ استأذن المحقق وهب واقفا وطلب العودة إلى زنزانته وهو يسأل حارسه باهتمام شديد: متى سأذهب إلى سجن الباشوات»؟ خرج المحقق من قسم شرطة مصر القديمة وتوجه مباشرة إلى منزل القتيل فى منطقة المنيل وهناك التقى بزوجته سوسن عبد النبى وواجهها بما قاله المتهم عنها فقالت: كل ما ذكره هذا القاتل لا أساس له من الصحة.. لم أسرق شيئا وما حدث هو أن زوجته تركت عندى خاتم ألماس بالفعل كأمانة، ووضعته مع مجوهراتى، وأثناء زيارتى لأسرتى تعرضت الشقة للسرقة واختفت كل المجوهرات ومن بينها خاتم زوجة القاتل، وقد حررت محضرا بذلك.. انخرطت الزوجة فى بكاء مرير وعجزت عن مواصلة الحديث، فتركها المحقق مع أحزانها وانصرف.