سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موقع إسرائيلى يضع ملامح المخابرات الصهيونية ل2014.. الربيع العربى يقف وراء التغيرات الهائلة في شعبة الاستخبارات.. إسرائيل تعترف بفشلها في التنبؤ بسقوط مبارك وتزعم: «30 يونيو ثورة مضادة»
تجرى سلسلة كبيرة من التغييرات داخل شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، والموساد والشاباك حدثت التغييرات الأهم في شعبة الاستخبارات العسكرية، حيث تمّ هناك تغيير دور ما يقارب الألف ضابط، وتم إحداث ثورة تنظيمية كانت الموجة الهائلة من التغييرات نتيجة لِما يدعى ب "الربيع العربي" والثورة التكنولوجية الدراماتيكية. وبحسب تقرير مطول نشره موقع "همكو" الإسرائيلى فإن شيئا ما جديدا ومهمٌّا يحدث لوحدات الاستخبارات المختلفة في الجيش الإسرائيلي وتكمن خلفية التغييرات في شعبة الاستخبارات في الفشل في حرب لبنان الثانية، حينها تبيّن أن الاستخبارات ركّزت خلال سنوات على تقديرات استراتيجية ومحاولات عقيمة لتحليل عقلية القادة الإقليميين، مع إهمال للجمع التكتيكي، وهو الذي ينبغي أن يوفّر معلومات مفيدة للجنود في الميدان فضلا عن ذلك، فحتى حين تم تلقّي معلومات كهذه، ظلّت بشكل عام في درجات عالية ولم تُنقل إلى الوحدات التي تحتاجها. وأضاف التقرير أنّ الأحداث في عصر الإنترنت والشبكات الاجتماعية تحدث بسرعة فائقة، فعمليات كانت تحتاج لسنوات في يوم ما، تنتهي اليوم خلال ساعات وأيام ولكن، بالإضافة إلى فقدان الاستقرار الإقليمي، فإنّ التغيير المصيري بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية هو في الحقيقة تكنولوجي. ووفقًا للتقرير فإن الموجة الحالية والهائلة من التغييرات هي نتيجة للربيع العربي وللثورة التكنولوجية الدراماتيكية يمكننا القول إنه رغم الاستثمارات الضخمة في جميع شعب الاستخبارات، فقد فوّتتْ الاستخبارات الأحداث الكبرى في السنوات الأخيرة، رغم أنّ هذا سارٍ أيضًا على جميع أنظمة الاستخبارات الغربية، وليس فقط على الاستخبارات الإسرائيلية وهكذا، لم يتم التنبّؤ بالثورة المصرية وسقوط حكم حسني مبارك عام 2011، وأيضًا ما وصفها التقرير الإسرائيلى بالثورة المضادّة التي تم فيها إسقاط الإخوان من السلطة بيد رجال الجيش في إشارة إلى 30 يونيو. واستطرد أن الاستخبارات تفاجأت أيضًا بالحرب الأهلية السورية وتابع أنه حين اندلعت، كانت التقديرات المقبولة هي عدم بقاء نظام الأسد طوال الوقت. بل إنّ وزير الجيش السابق، إيهود باراك، عبّر عن هذا التقدير بشكل علنيّ وكما هو معلوم، فإنّ الأسد لم يبقَ فحسب، بل إنّ هناك توقّعات الآن ببقاء نظامه لسنوات كثيرة. وأظهر التقرير أنه من بين التغييرات المهمّة في شعب الاستخبارات يمكن أن نشير إلى تعيين قائد جديد لشعبة سرّية تُدعى مجموعة العمليات الخاصّة. غُرس القائد الجديد، الذي لن يتمّ الكشف عن هويّته، في وحدة تشغيل الوكلاء 504 وهو مسئول عن سلسلة من الهيئات التي كانت تخضع حتى ذلك الحين بشكل مباشر لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وهو منصب لم يكن قائمًا حتّى الآن. ولفت التقرير إلى أن تغيير جديد آخر متعلّق لكون شعبة الاستخبارات قد قلّصتْ بشكل كبير الهيئة التكنولوجية في وحدة الاستخبارات المرئية، وحدة 9900، والتي تجمع المعلومات الاستخباراتية من صور الأقمار الصناعية ومن مصادر مرئية أخرى بدلا من هذه الوحدة، تم تأسيس وحدة تكنولوجية جديدة من المفترض أن توفّر شبكة تكنولوجية واحدة لجميع شعب الاستخبارات المختلفة، وعلى رأسها وحدة التنصّت، وحدة جمع المعلومات الاستخباراتية من صور الأقمار الصناعية، وحدات العمليات الخاصّة وشعب الاستخبارات "البشرية"، والتي تستند إلى تشغيل الوكلاء. وأضاف أن التغيير الكبير والأهم على الإطلاق في الشاباك استُكمل في العام الماضي واشتمل على تعزيز كبير لمجالات السايبر استقبل الشاباك قوى بشرية كثيرة في مجال السايبر واعتبر أحد الأجهزة الرائدة في المجال، كمسئول عن تأمين الشبكات الوطنية. وأردف أن تغيير أكبر دخل هذا العام إلى حيّز التنفيذ في الموساد، وهو يترافق مع الأزمة التي تتضمّن الترك الكبير لشخصيات مركزية في التنظيم (مثل مئير داغان). واءم الموساد أيضًا نفسه مع عصر السايبر. تنسب وسائل الإعلام العالمية للتنظيم عمليات سايبر كثيرة، بما في ذلك مهاجمة المفاعل النووي الإيراني بواسطة ديدان تجسّس وتخريب. وخلص التقرير أن شيئا واحدا واضحا، هو أنّ إسرائيل معنيّة بتغيير رؤيتها الاستخباراتية على ضوء التسارع التكنولوجي والتغييرات الإقليمية العديدة التي تحدث حولها: الحرب الأهلية السورية، ثورات الربيع العربي، تغيّر أنماط الحكم في منطقة الشرق الأوسط الجديد، استخدام شبكات إنترنت مشفّرة وضبابية، وحقيقة أنّ الحرب القادمة كما يبدو ستُدار من قبل عدوّ غير متبلور وغير متوقّع.