انفراد « فيتو » يُفقد «الجماعة» توازنها. . ويحرك المياه الراكدة أحفاد البنا يستخدمون سياسة التخويف لإبعاد الصحافة عن الملفات المسكوت عنها هاجت الجماعة وماجت، وانتفض قادتها. . وخرجوا فى كل وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية، لينفوا انفراد «فيتو» باللقاء السرى بين المرشد العام للجماعة ، والرئيس المخلوع فى المركز الطبى العالمى، ولم يتوقف قادة الجماعة عن القدح والذم فى سمعة «فيتو» ورئيس تحريرها طوال الأسبوع الماضى فى كل التصريحات التى خرجت من مكتب الإرشاد فى محاولة من الإخوان للتعتيم على تفاصيل ما جرى فى اللقاء التاريخى جاء انفراد «فيتو» بتفاصيل اللقاء ليحرك المياه الراكدة فى الإخوان، ويكشف الطريقة التى يدير بها مكتب الإرشاد أكبر جماعة سياسية فى مصر، ففى الوقت الذى أكدت فيه الجريدة أن لقاء «المرشد» و«المخلوع» حظى بسرية تامة، ولم يطلع على تفاصيله سوى عدد قليل من القيادات العليا للجماعة ،سارع كثيرون من أعضاء الجماعة لنفى الخبر تماما دون الرجوع إلى الخمسة الكبار الذين ناقشوا أمر اللقاء قبل أن يصلوا إلى قرار نهائى بالموافقة على إجرائه. الدكتور محمود غزلان - المتحدث الرسمى باسم جماعة الاخوان المسلمين - كان رأس الحربة فى الهجمة الشرسة التى شنتها الجماعة لتشويه سمعة الجريدة ، والطعن فى مصداقيتها ، بدلا من تقديم اجابات شافية للرأى العام حول موقف الاخوان من اللقاء والسيناريوهات المحتملة التى أعدوها حال صدور حكم ببراءة الرئيس المخلوع. غزلان شن هجوما حادا على «فيتو» وقال إن هناك جهة لم يسمها تقف خلف ما تم نشره حول زيارة المرشد للمخلوع، وإن الخبر يهدف إلى الترويج لجريدة صادرة حديثا، متسائلا: كيف نزور من سجن منا المئات، واعتقلنا وعذبنا طوال 03 سنة؟! واستكمالا لموجة الهجوم على الصحيفة الوليدة وصف وليد شلبى -المستشار الإعلامى للمرشد العام للإخوان المسلمين -ما نشر من أخبار حول لقاء الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين ونائبه المهندس خيرت الشاطر مع الرئيس المخلوع مبارك ب «الاكذوبة» وقال إنه محض افتراء وكذب وتدليس من كاتبه ولا يعدو كونه من وحى خيال مريض لا يستند إلى دليل أو بينة أو مهنية أو أمانة أو موضوعية. «شلبي» تقمص شخصية المحلل السياسى وخرج ليؤكد أن إثارة مثل هذه الأخبار فى هذه الأوقات التى تمر بها مصر من إجراء انتخابات متعددة تهدف للتأثير على الناخبين وهى لا تمثل سوى قنابل دخان لا تؤثر ولن تؤثر على إرادة الشعب ووعيه وتوعد المستشار الاعلامى للمرشد «فيتو» بالملاحقة القضائية عن طريق تقديم بلاغ للنائب العام وكذلك شكوى لنقابة الصحفيين. عبدالمنعم عبد المقصود - محامى الجماعة - ظهر هو الآخر على خط الأزمة وتقدم ببلاغ للنائب العام وشكوى لنقابة الصحفيين ضد رئيس تحرير «فيتو» مطالبا بإحالته إلى المحاكمة الجنائية لأنه حسب زعمه ارتكب الجرائم المنصوص عليها فى قانون العقوبات بنشر أخبار كاذبة ومزورة منسوبة كذبًا إلى مرشد الجماعة ونائبيه وأمينها العام من شأنها تكدير السلم العامونصب عبدالمقصود نفسه متحدثا باسم الشعب مؤكدا أن ما نشرته «فيتو» لا يضر فقط بمرشد الإخوان ونائبيه وأمينها العام وجماعتهم وإنما يضر بالشعب المصرى كله كل هذا يؤكد أن انفراد «فيتو» قد أفقد الجماعة توازنها فراحت تبث دعايتها ضد الجريدة فى كل مكان غير أن القارئ رد على أسلوب الإخوان - عملياً- فاحتضن الجريدة التى نفدت نسخها من الأسواق.